إرهاب تركيا يهدف لإبادة شعب عفرين

رشاد بيري-

منذ ما يقارب الخمسة قرون والدولة العثمانية لم تترك وراءها سوى تاريخ حافل بالمجازر، في كل المناطق التي طالتها يد السلطنة العثمانية كما الحال في مجازر الأرمن والسريان الآشوريين عام 1915 بحق المسيحيين في شرق الأناضول، مجزرة أضنة وديار بكر وطور عابدين وغيرها الكثير من المجازر بحق كافة الشعوب، وكما يعرف أن للدولة التركية تاريخ حافل بالمجازر التي كانت تهدف دائماً لإبادة إرادة الشعوب، فهي تحاول ارتكاب أبشع المجازر بحق شعوب شمال وشرق سوريا.

ففي عفرين اليوم لم تكتفِ باغتصاب الأراضي واحتلالها وتدمير البنى التحتية في المدينة والقرى، وحرق أشجارها ونهب وقتل وتعذيب أهاليها، ووأد أطفالها وطمس هويتها، والتهجير القسري لسكانها في محاولة لفرض التغيير الديمغرافي فيها، بل ترتكب هي ومرتزقتها أبشع أنواع الجرائم وهي إبادة شعب كامل في عفرين.

الدولة التركية تتقصد بهجماتها شعوب المنطقة ككل وليس فقط الكرد، وهي تستهدف مختلف الأديان والطوائف في شمال وشرق سوريا من أجل توسيع النفوذ وفرض السلطة العثمانية على المنطقة، رغم هذه الهجمات والانتهاكات على الشعوب والأهالي إلا أن الدولة التركية الإرهابية لن تنجح بمخططاتها، فالإدارة الذاتية تشكلت من مختلف أطياف المنطقة، من كرد وعرب وسريان وآخرين، وجميعهم وقفوا بوجه المحتل والإرهاب، كما أن الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي حققتا النجاحات في كل الميادين؛ بدءًا من ساحات القتال إلى ساحات السياسة الإقليمية والدولية وأوصلت صوتها إلى الرأي العام العالمي موضحة موقفها وموقف شعوب المنطقة من المحتل التركي ومرتزقته ومن حربها على شمال وشرق سوريا، مبدية رأيها إزاء الإرهاب العالمي من جهة والمتأسلمين من جهة أخرى، لإنهاء الهجمات من قبل الدولة التركية الإرهابية والعودة إلى الحلول السلمية مع الاحتفاظ بعدم التفريط بشبر واحد من الأراضي التابعة لجغرافية روج آفا خاصة، وجغرافية سوريا عموماً، والإدارة الذاتية لا تفرق بين الشعوب في شمال وشرق سوريا من  كرد وعرب وسريان، والدولة التركية الفاشية تقول إنها تستهدف الكرد وهذه حقيقة، لكن الحقيقة العكس تماماً أنها تهدف لإبادة الشعوب المناضلة والمطالبة بالسلام والديمقراطية منذ الأزل وما زالت ساعية وراء هذا الهدف وفي كل مكان.

إن إخوة ووحدة شعوب المنطقة لن تسمح للاحتلال التركي الغاشم بزرع الفتنة بين شعوب المنطقة التي ترفض الذهنية العثمانية تواجدهم في مناطق شمال وشرق سوريا، فالاحتلال التركي فشل في زرع الفتنة والمثال الحاضر الإدارة الذاتية التي تضم كافة الشعوب والأديان المتعايشة مع بعضها منذ مئات السنين.

وبكلمة أخيرة تلجأ وتسعى تركيا ورئيسها أردوغان وباستمرار لزرع الفتنة بين الشعوب في شمال وشرق سوريا بشكل عام، وفيما بين الكرد بشكل خاص، وعلينا إدراك هذه النقطة الجوهرية، ونحن نعلم بأن قوة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تكمن في وعي وإدراك شعوب المنطقة لحقيقة المحتل التركي وأهدافه الاستيطانية.

لذا فمن الأهمية بمكان تحقيق وحدة الصف بين الكرد أولاً، وبين كافة شعوب شمال وشرق سوريا ثانياً، وهو السلاح الذي سنواجه به المحتل التركي العثماني الطوراني الغاشم.