لحل كل المعضلات لا بد من دراسة مُعمقة لفلسفة المفكر أوجلان

فوزي سليمان-

لا ريب بأنه وبمجرد سماعنا لمصطلح الدبلوماسية أو الدبلوماسي، يتبادر إلى ذهننا خطاب من نوع خاص وكاريزما معينة وبداهة طبيعية قادرة على تحقيق هدف ما أو على أقل تقدير إيصال رسالة بذاتها إلى الطرف الآخر، وقبل أي شيء آخر امتلاك قضية عادلة وفي هذه النقطة بالذات كانت إحدى معضلاتنا ككرد، فبالرغم من حجم التضحيات الجِسام التي قدمها ولا يزال شعبنا الكردي، ظلَّ يعاني من الجانب الدبلوماسي وغير قادر على إيصال قضيته إلى المجتمع الدولي هذه ناهيك عن أن هذه القضية تعرضت إلى تشويهات كبيرة من قبل الأنظمة المسيطرة على كردستان، إلى درجة استطاعوا معها إدراج ممثلية الشعب الكردي الى قائمة (الإرهاب).

رغم الصورة النمطية أعلاه نجد وخلال العقد الأخير وخصوصاً بعد الأزمة العالمية التي عصفت بها، ومركزها الشرق الأوسط وتحديداً كردستان مهّد الطريق إلى تطور دبلوماسي لا بأس به على صعيد القضية الكردية وهو في تصاعد دائم ومستمر، في هذه النقطة بالذات يطرح السؤال نفسه بنفسه ما الذي حدث …؟ هل تغيرت العقلية المتحكمة بالسياسة العالمية …؟ أم هناك أمور أخرى جعلت القوى العالمية تتجه إلى مد يدها للكرد…؟

للإجابة على كل هذه التساؤلات وغيرها، لابد من إعادة النظر في قراءة ودراسة المفكر والفيلسوف عبد الله أوجلان، لأنه حقيقة مهّد الطريق أمام دبلوماسية تعتمد على الثقة أولاً والمصالح المشتركة بكل الأحوال ثانياً، وقد عبّر عن ذلك من خلال جملة لا تتعدى خمس كلمات سهلة ولكنها حقاً ممتنعة وموجهة مباشرةً إلى القوى العالمية الكلاسيكية، حين قال : “حرية الكرد لا تتعارض مع مصالحكم ” أعادت بشكل من الأشكال نوع من الثقة المفقودة والتائهة في دهاليز المصالح السياسية، وكانت كما توقع من جزيرة إيمرالي حيث انعدام أدنى شروط حقوق الإنسان إلى مد اليد للكرد والتحالف ضمن قوة عسكرية لمحاربة الإرهاب الدولي، المتمثل في داعش وأخواتها.

 وكان الكرد هم القوة الأكثر جاهزية للعب هذا الدور ولأسباب عديدة وكذلك من خلال جذب المكونات الأخرى لشعوب المنطقة وحتى العالم، رغم ذلك ظلت الطرق صعبة ولا زالت أمام التحالفات السياسية إن صح التعبير مرة أخرى، وفي هذه النقطة بالذات يطرح السؤال نفسه ما هي التحالفات السياسية التي نحن بحاجة لها، وكيف يكون شكلها؟ مرةً أخرى عبّر عن ذلك القائد عبد الله أوجلان خلال مرافعته المقدمة إلى محكمة إيمرالي السيئة الصيت وهي بالأساس كانت رسالة واضحة إلى منظومة المجتمع الكردستاني حين قال: “إننا نثمّن عالياً كل رأي سياسي يعطي الكرد مكانة “، هذا الرأي يمكن أن يكون من فرد أو عائلة وقبيلة وحتى دولة، وحقيقة إننا بحاجة ماسة إلى هذا الرأي السياسي أكثر من أي شيء آخر، ولكن هذا الأمر لا يقبل التقوقع ضمن أطر وجغرافيا محددة محصورة ومحاصرة، وقد نبه القائد أيضاً وبشدة إلى ذلك حين قال: “لا تتركوا أنفسكم وحيدين وتوسعوا” وهناك الكثير والآلاف من التوصيات التي بها يمكن معها تمهيد السبيل إلى الحلول السياسية المتوخاة، ولذلك لابد من دراسة معمقة للفيلسوف عبد الله أوجلان الذي كان ولا زال قوة الحل لكل المعضلات