No Result
View All Result
المشاهدات 0
جوان حسن (كاتب)-
منذ نشأتهم عام 2004 وحتى الآن والخبث يزداد والفتن تكثر والجرح يتعمق، نشأت ميلشيات الدفاع الوطني على الكراهية والإجرام وامتهان السلب والنهب وإثارة الفوضى، ودأب النظام السوري في كل مراحل حكمه على خلق هياكل وكيانات موازية تجلت بوضوح بعد الانتفاضة الكردية 2004 وخرجت من الظل مع بداية الأزمة السورية 2011 لتمارس تشبيحها ضد السوريين عموماً والكرد خصوصاً، دفاعاً عن نظام اضمحل فساداً واستبداداً وفاقداً للشرعية منذ زمن.
هذه السياسة الخبيثة خلقت معارضة على شاكلة النظام لا تقل عنه إجراماً وارتزاقاً وفقداناً للإرادة فأصبحت تخدم أجندات دول إقليمية على حساب دم الشعب السوري ولقمة عيشه وأمنه واستقراره، وأصبحت هذه الكيانات المشبوهة المرتبطة عضوياً بالنظام تغير ولاءاتها لاهثين وراء من يدفع أكثر، فكانت مليشيا الدفاع الوطني النموذج والمثال للمرتزقة المرتبطين بإيران والذين يعيثون فساداً أينما حلوا، فمن هي ميليشيا الدفاع الوطني؟
تشكّلت ميليشيا الدفاع الوطني عام 2004 مع بدء انتفاضة قامشلو؛ وضمّت البعثيين الشوفينيين المعروفين بحقدهم على الشعب الكردي خاصّةً، وكانت معروفة باسم “المقنّعين” وكانوا ينشطون في أحياء حارتَي طي وحلكو في مدينة قامشلو، ومن أولى مهامهم مهاجمة الكرد ورفع تقارير عن الشخصيات الوطنية الكردية بالتزامن مع حملة المداهمات والاعتقالات التي نفّذتها أجهزة أمن النظام بحق الشعب الكردي حينها.
كانت هذه الميليشيات تنهب وتسرق المحال التجارية بعد كسر أقفالها لا سيما في أسواق قامشلو والحسكة، ونلاحظ أنّ الفرق بين عام 2004 و2021 أنّ في عام 2004 حينما دخلَ مسلحّو حارة الطي والجيش السوري إلى الأحياء قاموا بنهب ممتلكات الكرد وفتح دكاكينهم وسرقتها، ولكن الآن في عام 2021 قوات الأسايش علّمت العالم معنى الأخلاق عندما دخلوا حي الطي فحافظوا على محلات وأملاك المدنيين، وقامت قوات الأسايش بإجلاء المدنيين ومساعدتهم بأخلاقهم ومبادئهم العالية.
لقد أسّس نظام الأسد ميليشيا “الدفاع الوطني” لتكون رديفاً في العمليات العسكرية التي يشنّها على المدن والقرى الثائرة والمناهضة له، فمارست تلك الميليشيات انتهاكات واسعة ومنتظمة ومستمرة من قتل واعتقال وإخفاء قسري وتعذيب إضافة لأعمال النهب والسلب والخطف وسرقة ممتلكات المدنيين وهو ما بات يُعرف بـ(التعفيش)، التي اُشتهرت بها تلك الميليشيا وذاع صيتها بين السوريين، كذلك دأبت على نشر الرذيلة والاتجار بالمخدرات والاعتداء على كرامة المواطنين على الحواجز وفي الأحياء.
والحال هذه فإن وضع حد لممارسات هذه الميليشيات المنفلتة باتت ضرورة ملحة للحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، وكما يقال في المثل الدارج “إذا جاء أجل المعزة فإنها تأكل طعام الراعي” وهذا ما حدث مؤخراً في الاعتداء على أحد حواجز قوات الأسايش، فكان هذا الأمر القطرة التي ملأت الكأس، مما حدا بقوات الأمن الداخلي “الأسايش” لاتخاذ خطوات حازمة وحاسمة تجاه إجرام هذه المليشيات، فهل ستكون هذه نهاية إجرامهم ووجودهم في المنطقة ويعود إليها الأمن والاستقرار؟ هذا ما ستفصح عنه الأيام القادمة.
No Result
View All Result