قولوا للمحتل اخرج من سوريا

جوان محمد-

قامت تركيا باحتلال العديد من المدن في سوريا، مثل الباب وجرابلس وكري سبي وسري كانيه وعفرين، ومناطق أخرى، ولكن أن تخرج بيانات محلية أو دولية وتطالب دولة الاحتلال التركي باحترام حقوق الإنسان، أو وقف الانتهاكات من قبلها ومن قبل مرتزقة ما يسمى الجيش الوطني السوري التابع للائتلاف القابع في تركيا، فهو أمر يشرع هذا الاحتلال لا أكثر وأقل، وكيف لمحتل أن يقوم بمنحك الحياة الكريمة وجعلك تعيش في رخاء وسخاء إلا في حال واحدة، أن تكون مثل ما يريده منك، وأية دولة تحتل دولة أخرى تقوم ببناء شخصية للمواطن تناسبه وتناسب أجندته كما تفعل تركيا الآن وتنقل السوريين إلى ليبيا ودول أخرى وكل منطقة تريدها، والحبل على الجرار، كل ذلك لا يوحي إلا بأنها دولة احتلال ولا هدف لها في خدمة الشعب السوري، على العكس فهي من حرفت الثورة وأخرجتها عن مسارها من كافة النواحي، وهي من جعلت الكثير من السوريين مرتزقة بالفعل ممن يعيشون في المناطق التي احتلتها، وأصبحوا هكذا في نظر الصحافة الغربية والعالمية، وطبعاً هذا أمر حقيقي، وفي عفرين تقوم بفتح المدارس باللغة التركية وفي سري كانيه ومناطق أخرى، وتفرض عملتها والثبوتيات الشخصية على القاطنين في المناطق التي تحتلها، كل ذلك وما زال يخرج بيان من هنا وهناك محلياً وعالمياً يطالب المحتل التركي باحترام حقوق الإنسان! احترام حقوق الإنسان يتحتم في البداية عدم تدخل تركيا لأي سبب كان في دولة أخرى، فكل الحجج التي كانت تذكرها مثل تواجد حزب العمال الكردستاني أصبحت واضحة هي مجرد أكاذيب، لأنه لم يكن هناك تواجد لحزب العمال في لبيبا ولا في كاراباخ ذلك الإقليم المتنازع عليه بين أرمينيا وأذربيجان، وهل كان هناك في مدينة الباب وفي جرابلس السوريتين أعضاء من حزب العمال؟ والآن في عفرين لماذا كل هذا القتل والنهب والسرقة؟ هو شيء واحد لأنها دولة محتلة ولن تجعل منك تعيش في جنة الفردوس كما يروج الإعلام التركي المفبرك والإعلام الرديف لما تسمى المعارضة السورية، وعليك أن تثق أن المحتل لن يأتيك بالحرية أبداً، ولكن من يسمون أنفسهم معارضين والذين هم ليسوا أكثر من مرتزقة يتأملون من الاحتلال التركي تحويل مناطقهم إلى جنة كما ذكرت، وتناسوا كيف أرسلوا إلى كاراباخ ورجعوا بدون رواتب وأصبحوا عبر قنوات تابعة لهم يطالبون برواتبهم بعد القدوم من كاراباخ، وتناسوا ما كانوا هناك بالأساس؟ وماذا هناك للسوري؟ كما نسوا بأن مناطق الإدارة الذاتية لم تكن عدوة لهم، بل من قتل النساء السوريات وجوع الأطفال كان النظام السوري الذي عاد للمناطق التي سيطرت عليها المعارضة عبر صفقات بين دولة الاحتلال التركي والنظام السوري وكانت كلها على حساب الشعب السوري، نعم فالكثير من تلك الصفقات عقدت على دماء السوريين من قبل دولة الاحتلال التركي، ولكن ما زال بعض السوريين يحاولون التجاهل عن تجارة المحتل بهم، ولذلك لا يجوز مطالبة المحتل بوقف الانتهاكات أو تأمين الحياة الرغيدة في المناطق التي يحتلها، لأنه محتل، وأي مطلب كهذا يشرع له استمرار الاحتلال، وعلى دول العالم والأمم المتحدة والمنظمات التي تدعي حقوق الإنسان القيام بواجبها ومطالبة تركيا بالخروج من الأراضي السورية التي احتلتها وليس باحترام حقوق الإنسان فيها.