No Result
View All Result
المشاهدات 0
فوزي سليمان-
في كافة أصقاع العالم رسمت لوحة في ذاكرة الشعوب أضحت مرافقة لكل من يتطرق أو يلمح إلى السوري، وهي مع كل أسف، تحوله إلى سلعة ومرتزق تحت الطلب وفي كل الاتجاهات ولمن يدفع أكثر وبأبخس الأثمان وأقذرها، حتى لو كانت هذه الوجهة بالضد من مصالح الشعب السوري ذاته والتي فعلياً بدأت من هنا سوريا، حيث القيام بتدمير البنية التحتية بشكل كامل أو تحويلها نحو القوى والدول التي أخذت زمام الأمور بيدها، وطبعاً مع إضفاء طابع وألوان متعددة على ذلك، وأخطر تلك الألوان والأقنعة على الإطلاق، هو الطابع الإسلامي الذي هو براء من ذلك، الارتزاق يجب أن يمتلك بعضاً من الحدود لارتزاقه، ولكن الذي حصل فعلياً هو أقذر أنواع الارتزاق، حيث تحويل ثورة شعب عن مسارها الحقيقي، وإقحامها في متاهات أتت على الأخضر واليابس. وطبعاً لا ننفي أبداً أن الارتزاق بحد ذاته موجود لدى أغلب الشعوب في المعمورة وبنسب متفاوتة، وأشكال متعددة، مرئية وغير مرئية، ومع ذلك لقد حطم الارتزاق السوري الأرقام القياسية الكونية. وتحولت إلى ظاهرة خطرة جداً لا يمكن مع ما وصلت إليه تجنب آثارها على كل المجتمعات بلا استثناء وأولها تلك التي رعتها وحضنتها وأطلقت العنان لها في أصقاع المعمورة، بدءاً من سوريا وليبيا واليمن وأذربيجان وبكل تأكيد في قادم الأيام في أوكرانيا وحتى أوروبا ذاتها توجه لها التهديدات بفتح أبواب الجحيم عليها. مع كل ذلك ومع عمق الأزمة التي تضرب العالم والتي تتحول وتقفز من بقعة جغرافية إلى أخرى، سيأتي اليوم الذي تكسد وتنهار هذه الظاهرة “الارتزاق” على رؤوس صانعيها، فصانع السم ذائقه، والكلمة الأخيرة دائماً وأبداً تكون للشعوب.
No Result
View All Result