يناشدن لإيجاد عمل لهن لترك التسول..

الحسكة/ كولي مصطفى ـ

تدفع الظروف المعيشية والمادية الحرجة بعض العائلات في مقاطعة الحسكة إلى اللجوء لظاهرة التسول، ففي ظل الظروف المعيشية الصعبة باتت ظاهرة التسول مألوفة في أي مكان من سوريا، ودائماً ما يقع على عاتق المرأة مسؤولية المنزل فنرى نساء يتسولن ليبحثن عن لقمة عيش لعائلاتهن.

تتسبب الظروف المعيشية بلجوء البعض للتسول رغماً عنه في سبيل تحصيل لقمة عيشهم اليومية، ولكن البعض يمتهن التسول لأن جني المال يكون من خلالها بطريقة سهلة، ومن جهة أخرى فقد أصبح موضوع التسول لا ينحصر فقط كونه ظاهرة تخلفها الحروب والأزمات الاقتصادية، بل تعدى ذلك ليصبح تجارة ومكسب للحصول على المال عند بعض الأشخاص.

“أتسول من أجل أطفالي اليتامى”

تراها تجلس يومياً في شارع فلسطين فترة الصباح الباكر تفترش الأرض مع طفلها، تمد يدها للمارة متأملةً شفقة أحدهم، تلك المرأة التي تعيل أطفالها بعد وفاة زوجها، حميدة العويد من سكان منطقة توينة بالحسكة، لديها ثلاثة أطفال تتحدث لصحيفتنا عن سبب تسولها قائلةً: “منذ وفاة زوجي وأنا أعيل أطفالي، ففي البداية كنت أعمل أعمالاً حرة مثل العمل في الأراضي الزراعية، ولكن بعدما اجتزت عمر الثلاثين بدأت بالتسول”.

وتضيف أنها تأتي من بلدة توينة إلى شارع فلسطين في السوق بعربة مع أحد جيرانها وتجلب معها طفلها، متابعةً بأنها تجني قوت أطفالها ما بين الخمسة آلاف أو عشرة آلاف ليرة سورية يومياً، وحسب قولها فإنها “لا تكفي”.

وتختم بأنها سئمت من التسول ولكن ليس لديها حل آخر لأنه لا يوجد من يساعدها.

منعني من متابعة عملي بتنظيف المنازل

أما ريهام أحمد فهي امرأة مطلقة ولديها طفلان من ذوي الاحتياجات الخاصة، تصطحب معها أطفالها في التسول بحي مرشو، وبهذا الصدد تقول: “منذ طلاقي كنت في البداية أعمل في تنظيف المنازل لمدة سنة وبعد كل تلك المدة حصل معي ذلك الحادث الذي لا أنساه”.

وتتابع بأنها بعدما تعرضت لحادث اصطدام سيارة لم تعد تستطيع المشي على قدميها، ومن هنا بدأت بالتسول للبحث عن لقمة عيش لأطفالها، وتناشد ريهام المنظمات الإنسانية وهيئة العمل والشؤون الاجتماعية لإيجاد عمل لها، وتختتم: “أريد أن أعمل بكرامة”.