وضحى بكر.. عفرينية ذات آمال كبيرة تتحدى مرارة الحياة

الشهباء/ فريدة عمر ـ

وضحى بكر، كغيرها من الآلاف من النساء، تتحدى مرارة وقسوة الحياة، وتعيش هي وطفليها في بيت شبه مُدمَّر، يأوي أحلامها ويحاكي إصرارها وعزيمتها.

تصادفنا في كل مرة الآلاف من القصص والمشاهد المؤثرة، وفي هذه المرة كانت قصة وضحى بكر وطفليها اللذان يعيشان في بيت شبه مدمّر في قرية تل قراح بمقاطعة الشهباء.

صراع مع الآلام والمعاناة

وضحى بكر، امرأة مُهجّرة من عفرين، من قرية معسركة التابعة لناحية موباتا، تبلغ من العمر 46 عاماً، أم لطفلين إحداهما 11 سنة والآخر 12 سنة، وتوفي زوجها قبل أربعة أشهر.

اتجهت وضحى كغيرها من الآلاف من مهجري عفرين، الذين هُجِّرِوا قسراً من ديارهم، إبّان الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين في الـ 18 آذار من عام 2018 إلى مقاطعة الشهباء، تعيش وضحى وأطفالها حياة مأساوية في منزل شبه مدمّر، كالعديد من المنازل في مقاطعة الشهباء التي أهلكتها ويلات الصراع والحروب في المنطقة، وأصبحت أسقف وجدران العديد من المنازل ملاهي الحروب، وتساقطت على رؤوس أصحابها، ليسكنها مُهجرو عفرين رغماً عنهم، ويتحملون كل الصعاب للإصرار على المقاومة والقرب من وطنهم عفرين، ليقول العديد منهم نستنشق رائحة عفرين، التي لا تبعد سوى بضع كيلو مترات، لكنها تحت وطأة الاحتلال، وبين أيدي الأوغاد الذين يغتصبونها كل يوم في أساليب متنوعة.

وفي هذا المنزل تصارع وضحى مرارة وقسوة الحياة، وظروف التهجير والبعد عن الوطن، بالإضافة إلى معاناة في تأمين مستلزمات المعيشة وتقول: “في هذا المنزل الصغير، الشبه مدمر، والذي يمكن هو أيضاً أن يخون يوماً ما ثقتنا ويكف عن حمايتنا، وينهار فوق رؤوسنا، هنا في هذا المكان نأوي جراحنا وآلامنا، كانت حياتنا بسيطة حينما كنا في منزلنا وديارنا، بين أرضنا، لم يعد لي شيء سوى هذان الطفلان، فقدت زوجي أيضاً”.

إرادة لا تُكسَر

كالكثير من النساء، تمتلك وضحى إرادة قوية، لتحارب بهذه الإرادة قساوة الحياة ومصاعب العيش، لتكون لأطفالها مصدر أمل وقوة، وهكذا قالت: “في كل مرة أسمع بها قصص مأساوية أكثر، أحمِدُ ربي وأشكره، وأترجى أن أرى طفلاي اللذين لم أملك شيئاً سواهما في هذه الدنيا بخير، لذلك أقضي معظم وقتي في الخارج مع طفلاي، خشية أن يقع المنزل فوق رؤوسنا، أحكي لهم مدى قوة إصرارنا لتحمّل كل هذا، وليكونوا سنداً لي وأكون قوتهم لنستطيع تخطي هذه المصاعب معاً”.

وفيما أشارت وضحى في ختام حديثها: “الخير لم ينقطع رغم كل هذا الخراب الذي نمرُّ به، فهناك العديد من الجيران وأصحاب الخير، يقدمون لي ولأولادي المساعدة، ويقفون جنبنا، وبرغم كل ما أعيشه لم أقطع الأمل في أن يُحالفنا القدر ونعيش حياة أفضل لربما يوماً ما، وأن يعم السلام والخير على بلادنا”.