أكد وجهاء عشائر عربية، أن شعوب الشرق الأوسط معرضة لمجازر جديدة على يد دولة الاحتلال التركي، التي تسعى إلى إحياء تاريخ العثمانيين الأسود، داعين الشعوب إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وحماية وجودهم في التصدي للهجمات العثمانية الجديدة؛ لأنها تشكل خطراً على وجودهم.
تعرض الشعبان، الكردي والعربي، وبقية شعوب المنطقة للعديد من السياسات العدائية، والمجازر على يد العثمانيين، الذين سعوا إلى إبادتهم، وتحاول دولة الاحتلال التركي في الوقت الراهن إعادة التاريخ ذاته، فتواصل دولة الاحتلال التركي منذ السابع عشر من نيسان الماضي، شن هجمات الإبادة على مناطق الدفاع المشروع، وبتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وسط مقاومة تاريخية، التي يبديها مقاتلو الحرية “الكريلا”.
تاريخ أسود من الإبادة بحق شعوب المنطقة
وحول ذلك تحدث ممثل عشائر السادة حسين السادة، لوكالة هاوار وقال: “إن الشعبين الكردي والعربي، وبقية شعوب المنطقة، تعرضا للمجازر وللإبادة خلال فترة الاحتلال العثماني البائد، وهي تعد أكثر الفترات سوداوية في حياة الكرد والعرب، وشعوب الشرق الأوسط من الآشور، والسريان والأرمن وغيرهم”.
ونوه السادة، إلى إحدى أكبر المجازر، التي ارتكبها العثمانيون بحق الكرد قائلاً: “مجزرة ديرسم التي يندى لها الجبين من شدة بشاعتها، وتعدّ عاراً على الإنسانية جمعاء، إذ قتل فيها الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ، بالإضافة إلى العديد من المجازر الأخرى، التي سعت من خلالها الدولة التركية المحتلة إلى إبادتهم، كما تعرض العرب أيضاً للعديد من المجازر والإبادة على يد العثمانيين، إذ استباحوا بلادهم قتلاً وتنكيلاً، وقتلوا كبارهم وصغارهم بوحشية”.
وأكد السادة بقوله: “الشعوب المنكوبة كافة، تكاتفت فيما بينها، وتمكنت من حماية نفسها من هجمات الإبادة من قبل العثمانيين، والآن هم معرضون للهجمات ذاتها على يد الدولة التركية، التي تسعى إلى إحياء الإمبراطورية العثمانية الجديدة، وذلك من خلال ضرب الشعوب ببعضها”.
وأشار السادة، إلى الوحدة العسكرية والاجتماعية، التي حققتها شعوب شمال وشرق سوريا في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية المبنية على أسس ومبادئ فكر الأمة الديمقراطية للقائد أوجلان فقال: “تكاتف العرب والكرد والشعوب الأخرى نتج عنها تأسيس قوة عسكرية، وإدارة ذاتية ديمقراطية، حمت حقوق جميع الشعوب، وحافظت على النسيج الاجتماعي في المنطقة”.
وتابع السادة: “الإدارة الذاتية، وفكر الأمة الديمقراطية للقائد أوجلان حما شعوبنا كافة، من هجمات الإبادة والمجازر الجماعية، ويعدّ القائد أوجلان في كتابه مانيفيستو الحضارة الديمقراطية بمجلده الخامس “نموذج الأمة الديمقراطية نموذجاً للحل ينعش دمقرطة العلاقات الاجتماعية، التي مزقتها النزعة الدولتية إرباً إرباً ويفعم الهويات المتباينة بروح الوفاق والسلام والسماحة، لذا فانعطاف أمة الدولة صوب الأمة الديمقراطية سيجلب معها مكاسب عظيمة”.
وحول دور شيوخ العشائر الكردية والعربية في حماية الشعوب من هجمات الإبادة الجديدة، قال السادة: “لشيوخ العشائر دور رئيس في الحفاظ على السلم الأهلي، وأخوة الشعوب في المنطقة، وحماية المكتسبات التي تحققت باختلاط دماء شعوبنا”.
واختتم حسين السادة حديثه قائلاً: “شمال وشرق سوريا مهددة بهجوم موسع آخر للاحتلال التركي، لذا علينا أن نكون يقظين؛ للوقوف في وجه هذه الهجمات معاً، فبوحدتنا سنتصدى لهجمات العثمانية الجديدة”.
تعزيز اللحمة الوطنية لحماية الشعب والأرض
أما ممثل قبيلة الشرابين في سوريا والعراق محمد عارف الحمدون، فقد نوه إلى العادات والتقاليد التاريخية الراسخة بين الشعبين العربي والكردي في تعزيز اللحمة الوطنية، وحماية أرضهم معاً من الهجمات كافة، قائلاً: “للعشائر عادات، وتقاليد مهمة في تعزيز التكاتف، والوحدة للقضاء على الإرهاب، وتأمين الحياة الكريمة للشعوب كافة “.
ولفت الانتباه إلى محاولات الاحتلال التركي لافتعال فتن بين العرب والكرد؛ لإبادتهم من الوجود، وقال: “الاحتلال التركي، والذي يمثل الأب الروحي لداعش، يحمل ثقافات دموية عبر التاريخ، وسعى عبر العديد من المخططات إلى افتعال فتنة بين الكرد والعرب، ولكنهما تمكنا معاً من دحر الإرهاب، والتصدي للهجمات ولسياسات الفتن”.
وأكد الحمدون: “لن نقبل لأي قوة اللعب بإرادة شعبنا عبر هجماتها الاحتلالية، وسندعم الأمن والسلام بين الشعب السوري دائماً، وسنقف معاً أمام مشروع الفتنة للدولة التركية؛ لنحافظ على الروابط الاجتماعية التاريخية بيننا، إلى جانب الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
ورأى الحمدون: “للدولة التركية أهدافٌ في سفك الدماء، واحتلال الأراضي، وتهجير شعوب المنطقة، والعشائر هي أهم الدعائم للاستقرار في المنطقة، وأن هجمات الدولة العثمانية الجديدة لا تستهدف الكرد فحسب، بل جميع شعوب المنطقة، وعلى رأسها العرب، الدولة التركية تحارب السلم الأهلي والمشاريع الديمقراطية بين الشعوب”.
بإرادة الشعوب الحرة نفشل المخططات
ومن جهته دعا وجيه عشيرة البو خميس العربية، الشيخ علي الخميسي، العشائر العربية إلى التكاتف، والوقوف في وجه مخططات دولة الاحتلال التركي، ومشروعها العثماني، الذي يهدد الشعوب كلها، والنضال على أساس مبدأ الأمة الديمقراطية.
ودعا الخميسي إلى الوقوف في وجه دولة الاحتلال التركي، ومخططاتها الاحتلالية في المنطقة بقوله: “إن استهداف شمال وشرق سوريا، ومناطق الدفاع المشروع، يأتي في إطار إعادة الأطماع العثمانية، والقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية الحاضن لمكونات ولشعوب المنطقة كافة، أهالي شمال وشرق سوريا بشعوبها كلها، يدركون مخاطر الاحتلال التركي على المنطقة عموماً، لأنه يستهدف أمنهم واستقرارهم”.
وأوضح الخميسي أن “أكثر الشعوب المتضررة من بطش، وهجمات دولة الاحتلال التركي هو الشعب العربي، لذا علينا أن نصعّد النضال، ونقف بحزم أمام مخططاتها الفاشية”.
وحذر الشيخ علي الخميسي العشائر العربية في سوريا، وفي العراق وفي الدول العربية كلها، من الانجرار وراء أوهام العدو، والسير وراء مخططاته للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية، منوهاً إلى أن أهداف الاحتلال التركي ليست القضاء على الكرد فقط؛ بل القضاء على العرب أيضاً كما فعل سابقاً.
وأشار الخميسي، إلى تدخلات دولة الاحتلال التركي في شؤون الدول داخلياً، قائلاً: “إذا نظرنا إلى الواقع، وإلى ما يحصل في بعض الدول؛ نتيجة تدخلات الاحتلال التركي في شؤونها، نستنتج أن هناك خطراً قائماً كبيراً على الشعوب في العالم، وهذا الخطر لا يقتصر على الكرد فقط، وهذا ما يوضح نوايا الدولة التركية الفاشية بإعادة أطماع أجدادها العثمانيين”.
وشدد الخميسي: على أن مشروع الأمة الديمقراطية، وأخوة الشعوب هو المشروع الحقيقي لنجاة السوريين، والشعوب المضطهدة في العالم أجمع، وأن هجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع، وشمال وشرق سوريا واستخدام الأسلحة المتطورة، والمحرمة دولياً، يدل على ضعفه وفشله، وانهيار مشاريعه الاستعمارية في المنطقة.
وأنهى الشيخ على الخميسي حديثه: “إن إرادة الشعوب، ووحدتها سيُفشلان مشروع دولة الاحتلال التركي، ولن تستطيع الوصول إلى مرادها، ومن هنا أناشد العشائر العربية في سوريا، وفي الدول العربية كلها التكاتف، لدحر الاحتلال التركي”.
