روناهي/ قامشلو – ليس من حق الدولة التركية الفاشية مهاجمة مناطق سقيت بدماء الشهداء، فالأرض أرض الشهداء، فإما الشهادة أو الحياة الحرة؛ هذا ما أكدته لنا روشن شريف والدة الشهيدين علي وجمال.
أقدس الأمهات وأجملهن أمهات الشهداء؛ كونهن علمن أولادهن أن النصر والتحرير للعيش بحرية لا يأتي بالكلام والشعارات، بل بالدم القاني، ومنهن أمهات في شمال وشرق سوريا اللواتي ضحين بأولادهن لتحرير الوطن بدمائهم الطاهرة.
وفي ظلّ شن دولة الاحتلال التركي عدوانها على مناطق شمال وشرق سوريا؛ عاهدت أمهات الشهداء في الاستمرار بالمقاومة والنضال حتى آخر نقطة دماء في أجسادهن لمنع العدو من تحقيق أهدافه.
وكانت لصحيفتنا؛ جولة في مزار الشهيد دليل صاروخان بقامشلو، وأمهات الشهداء جالسات بالقرب من أضرحة أبنائهن ورائحة الورد تعطر أرجاء المزار، وعند النظر في أعينهن؛ ترى فيها العظمة والشجاعة، فهن يستحققن التقدير والانحناء لهن، ويضرب بهن المثل؛ لأنهن يفتخرن بشهادة أبنائهن في سبيل الوطن.
وخلال جولتنا في المزار؛ التقينا بالأمّ روشن محمد شريف من قامشلو، وهي الدة الشهيدين علي وجمال، فحدثتنا قائلةً: “منذ اندلاع الثورة في الشمال السوري؛ مرت مناطقنا بالعديد من الظروف ولا سيما هجمات القوى الظلامية التي كانت تهدف لخلق الفتن بين أبناء شعوب المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار فيها. لذا؛ تم الإعلان عن تشكيل وحدات حماية الشعب للدفاع عن أرض الوطن والإنسانية، فسارع أبناؤنا ومن الشعوب كافة بالانضمام إلى صفوفها، وابني علي ذو العمر 24 عاماً كان واحداً منهم والذي استشهد في الرقة على يد المرتزقة، وابني الآخر جمال البالغ من العمر 19عاماً انضم إلى صفوف حركة التحرر الكردستانية، واستشهد في جبال كردستان”.
وأردفت: “نفتخر بشهدائنا الذين عشقوا الديمقراطية وطالبوا بحقوق الإنسان، فلنتخذ منهم شمساً تضيء لنا ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا”. موكدةً بأنهن كأمهات الشهداء يعاهدن بالمقاومة حتى آخر نقطة دماء في أجسادهن.
ونوهت والدة الشهيدين علي وجمال إلى أن دولة الاحتلال التركي تلعب دوراً سلبياً في مناطق شمال وشرق سوريا، فليس من حقها مهاجمة مناطق سقيت بدماء الشهداء واحتلالها وارتكاب المجازر بحق شعوبها، فالأرض أرض الشهداء، وأكدت في ختام حديثها: “قرارنا إما الشهادة أو الحياة الحرة. عاش الشهداء الخالدون”.
تقرير/ ايفا ابراهيم