روناهي/ قامشلو ـ
بذلت هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا في عام ٢٠٢٢ جهوداً كبيرة، في سبيل تطوير القطاع الزراعي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية. وبالرغم من استمرار الهجمات والحصار المفروض على المنطقة، أنجزت الهيئة مشاريعها السنوية وحققت نتائج إيجابية.
تعدّ الزراعة عصب اقتصاد شمال وشرق سوريا، ويعتمد عليها معظم سكانها، وفي السنوات الأخيرة نتيجة قلة الأمطار وموجات الجفاف، تضرر القطاع الزراعي بشكل كبير وقل إنتاج المحاصيل الاستراتيجية التي تعدّ من مقومات الأمن الغذائي لشمال وشرق سوريا.
ونظراً لأهمية هذا القطاع، الذي يعد بمثابة العمود الفقري في شمال وشرق سوريا، سعت الإدارة الذاتية بمؤسساتها الزراعية من أجل تحسين القطاع الزراعي من خلال تقديم الدعم لإنتاج المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، ومن أهم المحاصيل في شمال وشرق سوريا القمح، الشعير، القطن والذرة.
الاهتمام بالقطاع الزراعي
تواصل هيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية الاهتمام بالقطاع الزراعي، والعمل على تطوير وتنمية هذا القطاع كل عام من خلال وضع خطط مستقبلية، وتنفيذ المشاريع المخططة لها، ومن أبرز أعمال هيئة الزراعة، والري في الإدارة الذاتية خلال عام 2022، كان إعادة هيكلة القطاع الزراعي، وذلك بعد فصل هيئة الزراعة والري عن هيئة الاقتصاد خلال الربع الأول من العام.
واهتمت هيئة الزراعة والري بموسم القمح بشكل كبير، وكان إنتاج القمح في شمال وشرق سوريا جيداً هذا العام مقارنةً بالأعوام الماضية، وبعد انتهاء موسم القمح اتّجهت الهيئة لموسم القطن، وأيضاً كان موسماً جيّداً، وتمَّ غربلة وتعقيم البذار الخام للقطن وتحويله لبذار قابل للزراعة، واستطاعت الهيئة تأمين كميّات كافيّة من البذار، وتوزيع البذار على المزارعين، بالإضافة للسماد لتكون هيئة الزراعة بطور تأمين مستلزمات الإنتاج كافة.
وتقوم الإدارة الذاتية المتمثلة بهيئة الزراعة والري على مستوى شمال وشرق سوريا في كل عام، بوضع خطة زراعية سنوية، يتم من خلالها دراسة احتياجات المنطقة من المحاصيل الأساسية، وخاصةً محصول القمح، وعلى هذا الأساس يتم وضع الخطة السنوية بما يحقق الاكتفاء الذاتي.
وقامت هيئة الزراعة والري بوضع خطة زراعية لموسم 2022-2023 وتم البدء بتطبيقها اعتباراً من منتصف شهر أيلول الفائت، وبسبب سيطرة حالة الجفاف، تم التركيز على المساحات المروية، كونها تعتمد على مياه الري، بغض النظر عن كمية الأمطار الهاطلة، وعلى هذا الأساس تم توزيع نسب المحاصيل الزراعية.
خطة الزراعة لعام 2022 -2023
وحول الخطة الزراعية، ونسبة المحاصيل الموزعة على الأراضي الزراعية، فيما يتعلق بالمساحات المروية، فإن نسبة محصول القمح 70%، والبقوليات عشرة %، والخضار الشتوية اثنان%، والقطن 15%، والخضار الصيفية ثلاثة %، كما تم اعتماد مساحة 20% للمحاصيل التكثيفية، التي تزرع بعد المحاصيل الأساسية، حيث تقوم مديريات ومراكز الزراعة بتوزيع مستلزمات الإنتاج من البذار بصنفيه الطري والقاسي، وكذلك الأسمدة بأنواعها السوبر فوسفات واليوريا على المزارعين بالاعتماد على نسبة المحاصيل المزروعة.
وفي أوائل الشهر العاشر من العام الجاري كانت هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا، قد أعلنت عن توزيع البذار والأسمدة على المزارعين على مستوى قطاعات الزراعة في كل مقاطعة، لتامين حاجة المزارعين للموسم المقبل، وتغطية الأراضي المزروعة بالقمح من خلال تقديم المستلزمات الزراعية للمزارعين.
ولا تزال شركة تطوير المجتمع الزراعي مستمرة بتوزيع بذار القمح على المزارعين، حيث يكون للدونم الواحد من أراضي السقي 30 كيلو غرام للدونم، ومن البذار القاسي 32 للدونم، أما الأراضي البعلية 18 كيلو غرام للدونم الواحد.
كما تقوم الشركة بتوزيع السماد بنوعيه اليوريا، والسوبر فوسفات وفقاً للتراخيص الزراعية، والتي من خلالها يحصل المزارعون على مازوت الفلاحة والسقاية، وبخصوص كمية الأسمدة التي يأخذها المزارع فهي 30 كيلو غرام سماد يوريا للدونم الواحد، و20 كيلو غرام سماد سوبر فوسفات للدونم الواحد، و للقمح البعل 20 كيلو غرام سماد يوريا، وعشرة كيلو غرامات سوبر فوسفات للدونم الواحد، وللمحاصيل الأخرى كالخضار الشتوية، والصيفية والقطن، فقد تم تخصيص 25 كيلو غرام سماد يوريا للدونم الواحد، وعشرين كيلو غرام سماد سوبر فوسفات للدونم الواحد.
وقد تم تحديد سعر الكيلو الغرام الواحد من البذار بـ 2300 ليرة سورية للكيلو الغرام الواحد، أما الأسمدة المتوفرة، فالسماد السوبر فوسفات الروسي يبلغ سعر الطن 700 دولار، والسوبر فوسفات السوري 550 دولاراً للطن الواحد، وأما سماد اليوريا فقد بلغ سعره 730 دولاراً للطن الواحد.
42 ألف طن من البذار في المراحل الأولية
وأنهت المؤسسة العامة لإكثار البذار بذار المراحل الأولية الخاصة بعقود الإكثار عن طريق مستودعات المؤسسة، وبلغت إجمالي كميات البذار الموزعة بحدود /42/ ألف طن في مناطق شمال وشرق سوريا، من البذار المحسن منها /20/ ألف طن بذار محسن وثمانية آلاف طن في إقليم الجزيرة، وبحدود الـ /15/ ألف طن من البذار المحسن في إقليم الفرات.
ووفقاً للمؤسسة العامة لإكثار البذار، أنها أبلغت فروع المؤسسة في كامل مناطق شمال وشرق سوريا، بإعداد جداول اسمية للمتعاقدين وفق الصنف والمرحلة والمساحة المتعاقد عليها، ليتم توزيعها على اللجان الحقلية، وفق المناطق المحددة لكل لجنة للإشراف على عمليات الكشوفات الحقلية ومطابقة حقول الإكثار.
أما آلية توزيع مادة المازوت على المزارعين، فبدأ توزيع المازوت على المزارعين لمحصول القمح اعتباراً من 15/11/2022 بناءً على رخص الآبار المقدمة من مديرية الموارد المائية، والقدرة الروائية للآبار، حيث تم تخصيص كميات المازوت بناءً على عمق البئر، وتوزع الكمية عشرة لترات، لعمق المضخة 49 متراً، وللعمق من 50-99 توزع 20 لتراً من المازوت، ومن 100 إلى 149 متراً يوزع ثلاثون لتراً من المازوت، ومن 150 وما فوق تم تخصيص كمية 34 لتراً للدونم الواحد، ولاتزال عملية التوزيع مستمرة في كامل نواحي مناطق شمال وشرق سوريا.
أبرز المعوقات
أما من أبرز المعوقات، التي يعاني منها القطاع الزراعي لهذا العام تعدّ مادة المازوت أكبر المعوقات؛ نظراً لقلة كمية الأمطار، وزيادة المساحات المروية، والاعتماد الأساسي على الزراعة المروية والآبار الزراعية واستجرار المياه؛ ما أدى إلى زيادة الطلب، وزيادة الكميات اللازمة من المازوت، لتغطية هذه المساحات بما يتناسب مع المساحات المزروعة بشكل عام.
وأيضاً من المشاكل التي يواجهها القطاع الزراعي، خروج مساحات كبيرة من الأراضي في مناطق شمال وشرق سوريا عن الزراعة، بسبب مخاوف المزارعين من التكاليف وتداعيات الحصار على المنطقة، فيما تتعرض المساحات المزروعة إلى الحرائق وخاصةً قبل بدء موسم جني المحصول، نتيجة قصف الاحتلال التركي على القرى الحدودية التي تقع فيها هذه الأراضي.
وبخصوص الأمراض الأكثر انتشاراً في القطاع الزراعي بمناطق شمال وشرق سوريا، فإن هناك أمراضاً لها ضرر اقتصادي كبير، ومن جهتها تقوم الإدارة الذاتية المتمثلة بهيئة الزراعة والري، بمكافحة بعض الأمراض، التي تضر بالاقتصاد، ومنها حشرة السونة، والتي تُكافح بداية الربيع برش المبيدات، على الشريط الحدودي مع باكور كردستان “شمال كردستان” دون أي تكلفة على المزارعين، لما لها من ضرر اقتصادي على محصول القمح.
أما بخصوص مساحة الأراضي الزراعية المرخصة على مستوى شمال وشرق سوريا، فلم يتم تحديدها إلى وقت إعداد هذا التقرير، والتي من المؤكد تحديدها، إلى حين الانتهاء من التنظيم الزراعي والذي لا يزال مستمراً حتى أواخر شهر كانون الأول الجاري.
الخطط المستقبلية…
وعن الخطط المستقبلية لهذا العام في سبيل تطوير القطاع الزراعي أكثر في عام 2023 تفعيل مركز بحوث زراعي إضافي على مستوى شمال وشرق سوريا، وتطوير وتحسين بذار القطن والذرة، والقمح أيضاً فسيتم العمل على تحسينه وتطويره.
بالإضافة إلى تفعيل أقسام أخرى لأقسام المخبر العام، القسم الغذائي بالمخبر العام لهيئة الزراعة والري، وكذلك تفعيل أقسام المُبيدات الزراعية والبيطرية والجرثومية، بالإضافة للعمل على قسم المُبيدات الزراعية والأسمدة والتربة والمياه والأدوية البيطرية والبشرية بهدف الوصول لتفعيل قسم الـ(DNA)، ليكون المخبر متكاملاً.
وحسب هيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا، أن هيئة الزراعة والري تمكنت من تسويق القمح وتأمين حاجة المجتمع بنسبة 60% في موسم الحصاد بعام 2022، بالرغم من عدم هطول الأمطار الكافية وانقطاع مياه نهر الفرات من قبل المحتل التركي.
