No Result
View All Result
المشاهدات 1
بيريفان خليل_
قبيل حسم الأمور في تركيا، عمن سيتولى السلطة فيها؛ أردوغان الذي يبذل قصارى جهده للبقاء على كرسي العرش، وكليجدار أوغلو الذي يتعهد بخلاص تركيا من أزماتها، تتكشف خيوط الحقائق شيئاً فشيئاً، ليبقى صندوق الاقتراع سيد الأحكام، في اختيار من سيغير مستقبل تركيا من الحضيض إلى القمة.
انتهت الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية التركية بنتيجة: أردوغان حصل على 49.4% أما مرشح تحالف المعارضة، الذي يضم ستة أحزاب كمال كليجدار أوغلو فقد حصل على 44.96% فيما حصل المرشح سنان أوغان، مرشح اليمين المتطرف، على نحو 5.28 بالمائة من أصوات الناخبين، وباتت المنافسة أكثر شدة بين أول مرشحين، فيما يعد الثالث حسب بعض المحللين طرف الحسم في الجولة الثانية.
وبعد تحليلات عدة وظهور ردود مختلفة حول اختيار أوغان أي من المرشحين سيؤيد، وفي ظل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية المصيرية لتركيا، والتي بدأت في المناطق الأوروبية، حسم أوغان عن موقفه بتأييد الرئيس أردوغان المنتهية ولايته، ليس هذا فقط، بل دعا ناخبيه إلى السير على نهجه والتصويت للمرشح، الذي اختاره هو.
تحذيرات من تعقيد الأزمات بتركيا
وقبيل إجراء الانتخابات، البرلمانية والرئاسية في تركيا، تم التحذير من خطورة المرحلة لدى استمرار أردوغان بالسلطة، بخاصة أن تركيا تعاني من أزمات مختلفة؛ السياسية منها والاقتصادية، والاجتماعية، التي افتعلها أردوغان خلال سنوات سلطته في تركيا.
واستمرت تلك التحذيرات بأسلوب أكثر شدة على لسان سياسيين وباحثين، ومحللين في هذا الشأن بعد البدء بالجولة الثانية من الانتخابات، ووصف أردوغان بـ “هتلر الشرق الأوسط”، جاء ذلك على لسان الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي صالح مسلم في حديثه لوكالة أنباء الفرات “إذا فاز أردوغان بانتخابات الرئاسة في الجولة الثانية، التي ستجرى قبل نهاية الشهر الجاري، سيتحول إلى هتلر الشرق الأوسط”.
ومن جانب آخر يكشف الباحث في الشأن التركي محمود البتاكوشي، أن أردوغان قادر على تجاوز الاختبار الصعب بفضل حنكته السياسية، التي اكتسبها على مدار العشرين عاماً الماضية، والفوز بالانتخابات حتى نهاية المطاف، موضحاً خطورة المرحلة حال فوزه: “إن فوز أردوغان بفترة رئاسية جديدة سيساهم، أولاً، في استمرار حالة اللا سلم واللا حرب بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية”.
ما حصل كان متوقعاً
ولأن أوغان ينتمي إلى تيار اليمين القومي المتطرف، فيما اعتمدت استراتيجية أردوغان خلال السنوات الماضية على استنفار القوميين الأتراك لتوسيع قاعدته الشعبية، إلى جانب التيارات الدينية، والتي توافقت على العداء للشعب الكردي، فقد كان انحياز أوغان لأردوغان متوقعاً حسب مراقبين، الأمر الذي يزيد من الشراسة في الجولة الثانية.
وتأكيداً على ذلك قال الباحث في العلاقات الدولية لوكالة فرات للأنباء محمد ربيع الديهي: إن قرار أوغان كان متوقعا بدرجة كبيرة، لأن أردوغان عمل خلال الفترة الماضية على كسب ود القوميين الأتراك، الذين أجمعوا على معاداة المكون الكردي.
وقال “الديهي: “إن أردوغان يراهن بالأساس على القوميين، الذين صوتوا بصورة رئيسية للمرشح سنان أوغان، والأخير أعلن من قبل، أنه لن يؤيد كمال كليجدار أوغلو؛ لأنه يدعم أو يؤيد الكرد”.
ردود الفعل لانحياز أوغان
علق المرشح الرئاسي عن تحالف الأمة، كمال كيليجدارأوغلو، على قرار مرشح تحالف الأجداد، سنان أوغان، بدعم أردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات التركية عبر تدوينة شاركها على تويتر: “من الواضح من الذي يؤيد بيع هذا الوطن الجميل! نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين. هذا استفتاء وليست انتخابات”.
وأوضح كليجدار أوغلو: “لا أحد يستطيع أن يخدع أحدًا بعد الآن. أدعو مواطنينا البالغ عددهم ثمانية ملايين وجميع شبابنا، الذين لم يصوتوا أن يأتوا إلى صناديق الاقتراع!”.
وعلى الرغم من دعوة أوغان ناخبيه للتصويت لأردوغان، إلا أن أعضاء تحالف الأجداد نفسهم خالفوا رأي أوغان، حيث علق زعيم حزب الظفر وعضو تحالف “الأجداد” أوميت أوزداغ القرار، الذي اتخذه أوغان بأنه قرار شخصي لا يمثلهم.
ومن جانب آخر فقد شدد حزب الشعب الجمهوري على هزيمة أردوغان، وإن أيده أوغان، وغرد رئيس بلدية أنقرة وعضو حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش، “لا داعي للقلق، نحن موجودون، نحن هنا”، في إشارة إلى أن موقف أوغان لن يؤثر على النتيجة.
كما وكشف هاكان بيركتشي مدير مؤسسة سونار SONAR لاستطلاعات الرأي، خلال مشاركته في برنامج على قناة سي إن إن التركية، أن النسبة التي حصل عليها أوغان في الجولة الأولى، وبلغت 5.17 في المائة لن تكون من نصيب مرشح واحد.
وأفاد بيركتشي، أن أحدث استطلاع رأي أجروه كشف أن 1.25 في المائة من تلك الأصوات ستتجه إلى أردوغان، في حين ستتجه 1.8 في المائة منها إلى كيليجدار أوغلو، ومن المتوقع أن يمتنع نحو اثنين بالمائة عن المشاركة بالجولة الثانية.
فضحية أردوغان وأوغان
وكشفت فضحية أردوغان، ومسانده أوغان عبر التصريحات، التي صرحا بها، ففي أول تعليق لأردوغان على تأييد أوغان له في الانتخابات الرئاسية بالجولة الثانية، قال في مقابلة مع TRT Haber: “لم تكن هناك أي مفاوضات بينه وبين أوغان، والمعارضة تحاول دائماً التكهن بمثل هذه الأشياء”.
في حين جاءت تصريحات المرشح، الذي جاء في المركز الثالث من الانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان كاشفاً حقيقة أردوغان، وتوسله لدعمه بالتصويت، حيث أفاد أوغان، إنه تلقى خلال الأسبوع الجاري مكالمات من مكتب أردوغان ومكتب المعارضة كمال كليجدار أوغلو، وإنهم جميعًا طلبوا منه “المساعدة في استمالة ناخبيه” لحسم جولة الإعادة في 28 أيار الجاري.
وتساءل أوغان في حوار أجراه مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية: “لماذا أكون وزيراً بينما يمكنني أن أصبح نائب الرئيس”، في تعبير عن البازارات، التي حصلت خلال اجتماعه مع أردوغان.
وادعى أوغان، بأن القضية الأولى التي يجب الوقوف عليها في تركيا بعد الانتخابات الجديدة، هي قضية طالبي اللجوء في تركيا.
وعلى الرغم من أن المرشح كليجدار أوغلو قد خاطبه مسبقاً بأنه عازم على ترحيل عشرة ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، إلا أن أوغان لم يكترث، واختار الشخص؛ أردوغان الذي يؤكد له شيئاً بهذا الخصوص.
أما القضية الثانية، التي طرحها أوغان فكانت مرتبطة بواقع الزلازل في تركيا “الزلزال هو قضية أمن قومي ملحة. لهذا، تظل أطروحتنا الخاصة بوزارة الكوارث، والتي أوصينا بها لفترة طويلة، محدثة. بعد انتخابات 28 أيار، من الضروري اتخاذ قرارات سريعة وصحية وفقًا لمتطلبات اقتصاد البلاد”.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي كما أوضحها: “يجب إعادة النظر في السياسات الموجهة للفائدة في اقتصادنا، في هذين القضيتين أكدت الراسات والرأي العام، أن أردوغان لم يكن قادراً على تجاوز الأزمة الإنسانية بعد الكارثة، التي حصلت إثر الهزة الأرضية، التي ضربت باكور كردستان وتركيا، ولم يعد خافياً على أحد فشل أردوغان بإدارة المنطقة اقتصادياً، لأنه استخدم اقتصاد الشعب في الحروب، التي يخوضها في بلدان مختلفة.
خلاصة القول، ومن قراءة حيثيات الموضوع، وخاصة فيما يتعلق بمجريات الانتخابات وما سبقها، فقد كشفت وسائل إعلامية عديدة مساعي أردوغان للفوز بالانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي، مستخدماً أساليب التلاعب والحيل، التي مارسها واعترف بها مؤخراً؛ بالتلاعب بفيديو ادعى أن كليجدار أوغلوا، قد التقى بحزب العمال الكردستاني، إضافة إلى مشاركة أموات في الانتخابات، عدا ذلك فقد مارس العنف، واتبع سياسة الإبادة بحق المعارضين له، من خلال اعتقالهم.
No Result
View All Result