“نعمل على التعريف بالإسلام الديمقراطي المعتدل في المجتمع”

 تقرير/ دلال جان –

روناهي/ الحسكة- أكدت العضوة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي خلود عبدو؛ بأنهم يسعون إلى تنشئة جيل أخلاقي واجتماعي يتمتع بكل الأخلاق النبيلة من خلال إعداد منهاج يستوفي كافة النواحي الأخلاقية والدينية والفلسفية والأدبية والعلمية والتاريخية.

بعد أن تم استغلال الدين الإسلامي في الحروب والثورات في الشرق الأوسط، من قبل بعض الدول والحكومات التي استخدمت الدين الإسلامي لخدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم ومأربهم في تحويل الثورات إلى طابع إسلامي للتأثير على المجتمع الشرقي ذو الغالبية الإسلامية، حيث تم توجيه بعض المرتزقة والمتمثلين بداعش وجبهة النصرة الذين قتلوا ودمروا ونهبوا باسم الدين الإسلامي، وإخراج هذا الدين من جوهره وتعاليمه الصحيحة وتحريفها حسب مصالحهم، لذلك أعلن اتحاد علماء المسلمين في شمال وشرق سوريا، وتحت رعاية المؤتمر الإسلامي الديمقراطي عن افتتاح الأكاديمية الإسلامية الديمقراطية والتي تفرع منها المعهد الشرعي الإسلامي في مقاطعة الحسكة، وقد كانت لصحيفة روناهي حواراً مع العضوة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي خلود عبدو.

بداية ولادة الإسلام الديمقراطي

حيث بدأت خلود حديثها بالتعريف عن مصطلح الإسلام الديمقراطي بالقول: “شهدت منطقة ميزوبوتاميا والشرق الأوسط ولادة العديد من الأديان السماوية والعقائد الدينية ومدى تأثيرها في التكوين الفكري والثقافي لحضارات المنطقة، وأغلب هذه الأديان لا زالت موجودة وتمارس طقوسها بشكل أو أخر، ومع ظهور الفكر الأوجلاني ونشر فكر وفلسفة الأمة الديمقراطية والتعايش والمشترك وأخوّة الشعوب بين كل الأديان، أخذت الإدارة الذاتية الديمقراطية بضرورة ممارسة كل الأديان عقائده السليمة، والابتعاد عن التزمت الديني والفكري التي سادت في المنطقة لقرون عدة، وسيطرت على عقول المجتمع، حيث عانت المجتمعات من التزمت الديني والفكري لأعوام عديدة نتيجة سيطرة الأنظمة الرأسمالية والأنظمة الحاكمة السلطوية على عقول المجتمع وتحويل الأديان والعقائد الصحيحة إلى عقائد تخدم مصالحها الشخصية، فكانت ولادة مؤتمر الإسلام الديمقراطي في روج آفا وشمال وشرق سوريا”.

الأخلاق جوهر الأديان السماوية

وأضافت خلود عن ضرورة تأسيس كلية ومعاهد الإسلام الديمقراطي بالقول: “أن جوهر جميع الأديان السماوية والعقائد الدينية هي الأخلاق والمحبة، والدين الإسلامي هو دين المساواة والمحبة والتآخي، لذلك لابد من تعليم عقائده ومبادئه وفق حقيقته والتي تقوم على مبدأ الإسلام الوسطي المعتدل، بعد قيام المرتزقة والمدعومة من قبل بعض الدول من تحريف تعاليم الدين الإسلامي حسب مصالحهم، وتحويلها إلى الإسلام الراديكالي فكان لابد من تأسيس كلية الإسلام الديمقراطي والمعاهد الشرعية لتدريس العلوم الشرعية والدينية والفلسفية والأخلاقية وإيصالها إلى المجتمع بشكلٍ سليم، وبمفهومه الصحيح بأن الإسلام هو دين أخلاقي واجتماعي يدعو إلى العادات والقيم النبيلة”.

الإسلام الديمقراطي ينبذ العنف ضد المرأة

وعن دور المرأة في الإسلام الديمقراطي أضافت خلود بالقول: “أن للمرأة دور عظيم وبارز في مؤتمر الإسلام الديمقراطي والذي أعطى للمرأة أهمية كبيرة ومنحها حقوقها في المساواة مع الرجل، وبدورها المرأة تهدف إلى إيصال مفهوم الإسلام الديمقراطي المبني على الأخلاق والمساواة ونبذ كافة أشكال العنف والاضطهاد ضد المرأة، ويحافظ على حقوق وواجبات المرأة وجميع فئات الشعب”.

إيصال المفهوم الإسلامي بشكلٍ سليم

وعن أهداف المعهد الشرعي الإسلامي نوهت خلود عبدو بالقول: “نعمل من أجل تنشئة جيل أخلاقي واجتماعي يتمتع بالأخلاق النبيلة، من خلال إعداد منهاج مستوفي من كافة النواحي الأخلاقية والدينية والفلسفية والأدبية والعلمية والتاريخية، فهدف المعهد الشرعي هو إيصال المفهوم الإسلامي وعقائده الدينية بشكل صحيح وسليم، وخاصةً بعد ظهور المتطرفين والتي استغلت الدين الإسلامي ومارست أبشع الجرائم بحق الإنسانية وخاصةً بحق المرأة التي كانت الأكثر تضرراً من ممارساتهم اللاأخلاقية، فقاموا بتحريف المصطلحات وإخراج تفسيرات وتأويلات من صنعهم للتحكم والسيطرة على المجتمع، وافتتاح هذا المعهد سيكون بداية للقضاء على المفهوم الخاطئ للإسلام، وإعداد وبناء جيل يتمتع بكامل المواصفات الأخلاقية والدينية التي يتبناها الإسلام الديمقراطي، ونشر أصول وقواعد الشريعة الإسلامية بعيداً عن ألتزمّت الديني”.

المعهد الشرعي وشروط الانتساب..

كما حدثتنا خلود عبدو عن شروط التدريس والتعليم بالمعهد قائلةً: “تم تأسيس المعهد الشرعي بمقاطعة الحسكة من أجل نشر التعاليم والأصول الدينية، حيث يستوفي المعهد الشرعي جميع شروط التدريس والتعليم، حيث سيقوم المعهد بتدريس المواد الإسلامية من الحديث النبوي الشريف والقرآن الكريم وأصول الفقه والتفسير، والعلوم الشرعية والمذهبية بالإضافة إلى الأدب والعلوم والأخلاق وتاريخ الأديان، ومن ناحية الدراسة فقاعة الدراسة والصفوف ستكون مشتركة بين الإناث والذكور، وتم انتقاء الطاقم التدريسي بدقة فالكوادر التدريسية يمتلكون القدرة التدريسية والفكرية والعقلية وذو أصحاب الشهادات الجامعية في الشريعة الإسلامية”.

وأضافت خلود أن شروط الانتساب يجب أن يحمل الطالب أو الطالبة الشهادة الإعدادية، ومراحل التدريس من العاشر إلى البكلوريا أي مدة التدريس ثلاث سنوات، وبعدها الطالب مخير بين إكمال الدراسة في كلية الإسلام الديمقراطي أو بتدريس مادة تاريخ الأديان بمدارس الإدارة الذاتية الديمقراطية، وأكدت بأن عدد الطلاب المنتسبين بلغ خمسة عشرة طالباً من الجنسين ومازال باب التسجيل مفتوحاً.

وفي نهاية حديثها قالت العضوة في مؤتمر الإسلام الديمقراطي خلود عبدو: “نعمل من أجل نشر الأخلاق والتسامح والمحبة والتعايش المشترك بين كافة الأطياف والأديان، ونعمل بكل طاقاتنا من أجل تأمين جميع مستلزمات المعهد الشرعي الإسلامي من الكادر التدريسي وإعداد المناهج الدينية والفقهية، ونحن أمام مرحلة صعبة وسنواجه الكثير من العقبات والصعوبات ولكن لا بد من تجاوزها فالنجاح والتقدم سيكون حليفنا، وسنصل إلى هدفنا في التعريف بالإسلام الديمقراطي المعتدل بين بناء المجتمع، ونشر المحبة والتسامح وأخوّة الشعوب، ونتمنى من الأهالي تسجيل أبنائهم في المعهد الشرعي الإسلامي، فالمعهد يمثل الأخلاق النبيلة للمجتمع، والدين الصحيح السليم”.