قامشلو/ دعاء يوسف –
بينت الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة نسرين عثمان، أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية أمر ممنوع دولياً، وغياب المساءلة، والصمت الدولي عن استخدام هذه الأسلحة يمثل وصمة عار على ضمير المجتمع الدولي.
أن الإفلات من العقاب على استخدام الأسلحة الكيميائية يزيد الأمر سوءاً، فبالرغم من القوانين الدولية، التي تحرم استخدام هذه الأسلحة، إلا أن العديد من الدول، تعاود استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد الشعب الكردي، دون رادع قانوني أو إجراء يجعل الشعب الكردستاني مهدداً بالإبادة والقتل.
فقد أسست قوى الحداثة الرأسمالية ووفقاً لمصالحها، علاقات مع قوى القتل، والإبادة، ولذلك التزمت الصمت إزاء المجازر، التي نُفذِّت، وتُنفذ بحق الكرد، حيث تعتمد القوى الاستعمارية والقاتلة على قوى الحداثة الديمقراطية وبفضل دعمها تستمر بإنكار، وإبادة الشعب الكردي، والشعوب المطالبة بالحرية، وهذا الصمت واللامبالاة لقوى الحداثة الرأسمالية إزاء سياسات الإبادة والمجازر، التي ترتكب بحق الشعب الكردي، ما تزال مستمرة إلى اليوم. فبالرغم من أن الجميع يعلم أن دولة الاحتلال، والاستعمار التركية، استخدمت الأسلحة الكيماوية ضد مقاتلي الكريلا، إلا أن الدول كافة، وبالأخص الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية، تلتزم الصمت، وبجانب هذا الأمر فإنها تقيم أنواعاً هامة من العلاقات مع الدولة التركية.
تركيا تتمادى والمجتمع الدولي يتقاعس
ولمعرفة المزيد عن استخدام الأسلحة الكيمياوية، ومدى تقاعس الدول باتخاذ الإجراءات الصارمة لاستخدام هذا النوع من الأسلحة في الحروب، التقت صحيفتنا الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة نسرين عثمان، والتي حدثتنا بداية عن أول مرة اُستُخدم فيه السلاح الكيمياوي في العالم: “بداية استخدام السلاح الكيمياوي كان في الحرب العالمية الأولى، حيث تم استخدام الغاز السام لإسقاط ما يقارب 1000000 حالة وفاة، وإصابه أكثر من مليون شخص على مستوى العالم، ما أحدث غضباً عارماً، وأدى ذلك إلى توقيع بروتوكول جنيف الذي يحظر استخدام الأسلحة الكيمياوية في الحرب في 1925 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لم تستخدم هذه الأسلحة إلا قليلاً”.
وتابعت نسرين: “تم اعتماد اتفاقية الأسلحة الكيمياوية في مؤتمر نزع السلاح في جنيف في الثالث من أيلول 1920 والامتثال لبنوده، وبدأ نفاذ مقرراته في 29 نيسان 1997 بعدها انشئت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية، وقد انضمت إلى هذه الاتفاقية 198 دولة، إلا أننا اليوم لا نشاهد أي من هذه الدول أو المنظمات تحرك ساكناً ضد استخدام الأسلحة الكيمياوية”.
دول العالم تلتزم الصمت حيال تركيا، ليس فقط حول استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الكريلا، والشعوب المناضلة، بل تلتزم الصمت تجاه احتلال روج آفا، وباشور كردستان، والهجمات على مخمور، وشنكال، والقصف اليومي لأراضي كردستان، والتغيير الديمغرافي، واعتقال المدنيين المسالمين، ونهبهم وسرقتهم أيضاً، وهذا الموقف، الذي تتخذه هذه الدول يعني تقديم الدعم لسياسة إبادة.
سياسة الإبادة سياسة تركية ممنهجة
ونوهت نسرين، إلى أن هذا التقاعس، ترك الشعوب المناضلة لقمة سائغة لأطماع الاحتلال: “إن الدولة التركية مع كل محاولة فشل لها في الداخل، ولنقل أزمتها الداخلية، استخدمت ومازالت تستخدم الأسلحة الكيمياوية، واستخدمتها في عفرين، وسري كانية، وفي مناطق الدفاع المشروع لإبادة الشعب الكردي”.
واختتمت الرئيسة المشتركة لاتحاد المحامين في إقليم الجزيرة، نسرين عثمان: “إن الدول التي غضت طرفها، وبقيت صامتة لاستخدام تركيا الأسلحة الكيميائية ضد الكرد، تبرر لها استخدام هذه الأسلحة، وتساعدها في إبادة الشعوب، وانتهاك القوانين والمواثيق الدولية”.
