تعمل النساء في إدلب على إعادة الروح للمهملات المنزلية والأشياء البالية بشيء من الصبر وبذل الجهد، بهدف إعادة تدوير الأشياء البسيطة والمستهلكة بأقل التكاليف، وتحويلها إلى أعمال فنية ذات قيمة جمالية عالية، ومنهن من امتهنَ هذا العمل ليتحول إلى مصدر رزق لإعالة أسرهن.
تعمل حليمة الكيال (37) عاماً على إعادة تدوير المهملات التالفة بشكلٍ بسيط ومتقن، وعن عملها تقول: “يتخلص الناس عادةً من الأشياء القديمة دون أن يفكروا في إمكانية إعادة استخدامها بصورة فنية، وهو ما دفعني للعمل على إعادة تدوير القطع القديمة غير الصالحة للاستخدام، وتحويلها إلى قطع أثاث جميلة، وتحف فنية منزلية مليئة بالمشاعر”.
وأوضحت أنه: “يمكنني الاستفادة من بقايا الأقمشة واللوازم المعدنية والخشبية، والقوارير البلاستيكية والزجاجية، والأكياس، وأوراق الصحف وغيرها، حيث أحوّل علب حليب الأطفال إلى مزهريات، وأوعية للتخزين، كذلك أحول الصناديق الخشبية القديمة إلى تحف فنية من خلال إعادة تأهيلها، وتزيينها بالخرز، وحبات اللؤلؤ الصناعي، والأصداف”.
“لمسات فنية”
وأشارت إلى أنها تحتاج في عملها لشراء بعض المواد الأولية اللاصقة، والريشة، والسيلكون، وبعض الألوان، مبينةً أنها تستخدم جميع الألوان التي تفضلها أو الأشكال التي ترغب برؤيتها، وتضيف لمسات فنية مختلفة على الأشياء القديمة.
كذلك مها صفية (22) عاماً وهي نازحة من مدينة خان شيخون إلى مخيم في بلدة حزانو بريف إدلب، تعمل في مهنة تدوير المهملات، وتكسب من مردود عملها مصاريف دراستها الجامعية، وعن عملها تقول: “لدي موهبة منذ الصغر، ولكن في ظل الفقر، والحاجة، وقلة فرص العمل بدأت بتطويرها، واكتساب المزيد من الخبرات، من خلال متابعة مقاطع خاصة بإعادة تدوير مواد البيئة على مواقع التواصل الاجتماعي”.
وأضافت: “أبث الحياة في القوارير المهملة وعجلات السيارات التالفة، حيث ألونها بألوان جذابة، ثم أُضيف التراب إليها، وأختار أصنافاً من الصبار والأزهار لغرسها، وأعمل على تزيين أرضيتها بالحصى الملون، ثم أقوم ببيعها في المشتل القريب من المخيم الذي أقطن به”.
وتبيّن أنها تُركّب مجسمات داخل القوارير الزجاجية الفارغة، حيث تعمل على تنظيفها وتركيب مجسمات لأشكال مختلفة داخلها، مؤكدةً أن جاراتها أبدين اندهاشهن واستحسانهن وأحببن عملها، وأقبلن على تعلمه للاستفادة من المهملات في تجميل الأماكن، وتزيين المنازل أو الخيام.