سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نابادا (تل بيدر) ودولة المدينة -2ـ

لعبت النساء دوراً بارزاً في المدينة، وكانت الطبقة العاملة على الأرجح تضم ما يقارب الثلث من النساء، فإلى جانب أعمالها في تربية الأطفال وغزل النسيج وأمور أخرى، كانت تعمل مع الرجال جنباً إلى جنب في الزراعة وتربية الحيوان, وكنّ مربيات للحيوانات والطيور، إذ وصفت إحدى النصوص إحداهنّ بمراقبة السعادة وأخرى بحامية البوابة، ونظراً لدورهن هذا ذهب فاروق إسماعيل إلى الاعتقاد بوجود جناح خاص بهن بالقصر مرتبط مباشرة بالحاكم الأعلى في ناغار.
إلى جانب نابادا نجد مدينتين أخريين وهما أنمالوم Anmalum وإشغار  Ishgarيديران الأمور المتعلقة بأعمال الزراعيين والحيوانات إلا أن نابادا كانت تتقدم هذين الاسمين في القوائم التي ترد فيها أعلى النسب المتعلقة بذكر أسماء الأشخاص أو الحيوانات.
بالإضافة إلى الزراعة وتربية الحيوانات انتشرت حرف أخرى في نابادا، فكان هناك النساجون والمعماريون والنجارون (أشخاص يعملون بمجال الخشب) والحرف المعدنية والخزافون وحرفيو صناعة الجلود والنساخون والكتَبة وصانعو العربات التي كانت تستخدم لنقل المحاصيل، حيث أن وجود هذه المهنة يدل بحسب الباحثين إلى أن البيئة المحيطة بتل بيدر كانت مثالية لتربية الخيل في فترات سبقت تدجين الخيول.
أما التجارة فكانت مقتصرة على تبادل الحبوب والصوف والجلود مع سلع ضرورية من مناطق أخرى كالعنب والتين لصناعة النبيذ والملح ودهون الخنازير التي كانت لازمة من أجل دباغة الجلود، وكان العمال يتلقون حصصاً من المحصول بشكل شهري من مخازن أو صوامع لقاء أجورهم وذلك بحسب الوظيفة والعمر والجنس.
أما فيما يتعلق بالجهاز المركزي الذي كان يدير وينظم كل هذه الأمور فكان يتألف من خمسة مسؤولين كبار كانوا يمثلون المقاطعة وهم أشخاص محليون منهم كوريليوم Kaurlium كان مرتبطاً مع القصر وآخر اسمه خالتي khalti وكان مسؤولاً عن الحرفيين, بالإضافة إلى كل من أروم Arrum وأرشياخو Arshiachu وتاباليم Tabaalim الذين كان لهم وظائف خاصة بهم أيضاً، لكن بحسب الباحثين لا يمكن تحديد هوية هؤلاء الأشخاص فيما إذا كانوا تابعين لحاكم ناغار أو لسلطة المعبد في نابادا، إلا أنهم كانوا بنفس السوية من حيث الرتبة الوظيفية ومخولين بشكل مباشر للإشراف على توزيع حصص الحبوب والشعير.
أ‌- اللغة والكتابات:
 لم يتم التعرف بعد على هوية هؤلاء السكان الذين قطنوا المدينة خلال فترة تأسيسها وازدهارها إلا أن اللغة المستخدمة كانت اللغة السامية على الأغلب كما تشير النصوص المكتشفة في نابادا دون أن يعني ذلك بالضرورة أن سكانها ساميون.
عثر خلال الفترة الواقعة بين 1993-2002 على نحو 231 رقيم مسماري يعود تاريخها للفترة الواقعة بين 2390 – 2375 ق.م كانت معاصرة للوثائق المبكرة في إيبلا وكذلك معاصرة أو أحدث بقليل من نصوص ماري، من هذه الرقيمات حوالي 140-147 وجدت ضمن أرضيات البيوت السكنية. كما أنه عثر على 16 رقيم آخر أقدم بحوالي 40 سنة من المجموعة الأولى، هذه الرقيمات تعتبر أكبر مجموعة مدونة باللغة السامية مكتشفة حتى الآن في مناطق الخابور، وقد عثر أيضاً على نص أدبي باللغة السومرية يعود تاريخه إلى فترة عصور فجر السلالات الباكرة.
هذه النصوص مدونة بأحرف سومرية ولهجة أكادية قديمة تعود إلى ما قبل سارغون مؤسس الدولة الأكادية في جنوب الرافدين, كانت اللهجة السامية مختفية تماماً خلف اللوغوغرامات أو الرموز السومرية بسبب كثافة استعمال تلك اللوغوغرامات خلال التدوين.
بحسب أسماء الأشخاص الواردة في تلك النصوص والذين يحملون معانيَ سامية فإن عددهم يقدر بـ 350 شخصاً, إلا أن القسم الآخر من الأسماء والذي يقدر بالثلث لم يظهر أي معاني سامية أو حتى سومرية.
الرقيمات المكتشفة منها ما هو صغير بقطر /4-5 سم/ ولها شكل شبه دائري وأخرى أكبر حجماً يصل طولها إلى حدود 12 سم يتخذ شكلاً مربعاً بحواف دائرية.
الرقيم الواحد يقسم إلى أعمدة، وكل عمود إلى عدة خانات, يتناول مواضيع عدة معظمها إدارية، يتحدث عن تدوين حصص وأموال معطاة لأشخاص مرتبطين بالمؤسسة كالعمال وكذلك أعداد الأغنام المسلَّمة للرعيان والثيران والحمير المستخدمة كحيوانات جر في الأعمال الزراعية, بالإضافة إلى مواضيع أخرى تتمحور حول العمل المخصص لسكان المدينة كتدوين السلع أو قوائم بأسماء الأشخاص أو توزيع حصص الحبوب والمواشي، وأيضاً المواضيع المتعلقة بالصرفيات والنفقات الشهرية مثل المصاريف المتعلقة بكميات الشعير التي كانت تقدم لبعض الأشخاص، أو مصاريف العلف التي كانت تقدم للحمير بالأخص حمير المسافرين الذين كانوا يقصدون المدينة، وكذلك حسابات خاصة بجز الصوف وتوزيع الثيران.
كذلك تتحدث بعض النصوص عن العناية التي كان يتلقاها المسافرون عند زيارتهم للمدينة, وعن التدوين الدقيق لحجم وجبات الطعام التي كانت تقدم للإنسان ونوعية الوجبات، كتلك التي قدمت إلى امرأة وهي بابا Pa-ba حيث يتوقع أنها زوجة ملك ماري إيبلول إيل, بالإضافة إلى نوعية الرعاية للحمير وتقديم كميات كبيرة من الشعير لتلك الحيوانات.

كذلك تتحدث النصوص عن زيارة ملك ناغار لـ نابادا في بعض المناسبات المتعلقة باجتماعات المجالس والطقوس الدينية التي تمت من خلالها تقديم الأضاحي للإله شاماغان Shamagan (سيد الحيوانات) أحد الآلهة الرئيسية الذين كانوا يعبدون في نابادا والذي خصص له أحد المعابد لعبادته كما يعتقد مارك لوبو إلى جانب عبادة شمش (إلهة العدالة) وإشخارا (إلهة العهود والنذور), كذلك كان إله ناغار ينتقل إلى نابادا ليتمم فيها الأضحيات المقدمة على شرفه.
خلال الفترة الواقعة بين 2350-2250 ق.م تقلص حجم الاستيطان في المدينة لأسباب قد تكون متعلقة بالطبيعة كالمناخ والزلازل أو الاستغلال المفرط للمصادر الحيوية بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان كما يقول هارتموت كونه Hartmut Khune, أو أن الطريق التجاري قد تحول إلى منطقة أخرى مما قلل من أهمية نابادا.
خضعت المدينة خلال تلك الفترة للسيطرة الأكادية وعانت خلال فترة حكمهم من انعدام الاستقرار وغياب الأمن وانتشار الفوضى مما جعل من المدينة عرضة لعمليات النهب والسلب حيث تقلص حجم المدينة أكثر ليصل إلى حدود 1 هكتار فقط وهجر القصر والمعابد باستثناء المعبد D الذي تحول إلى مسكن لحاكم عسكري أكادي كان يدير تلك المنطقة.
 – فترة البرونز الوسيط والحديث:
مع بداية الألف الثاني بدأ النفوذ الحوري بالتمدد في مناطق حوض الخابور واستطاع خلال القرن السابع عشر والسادس عشر احتواء كل المنطقة، فكانت نابادا من بين تلك المدن.
ازدهرت نابادا خلال منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وعمل الحوريون على إعادة إعمارها حتى وصلت مساحتها إلى حدود 50 هكتاراً, تركز تواجدهم بجانب القصر المهجور وخارج المدينة المنخفضة باتجاه الغرب. عثر على العديد من الأبنية السكنية ذات الجدران السميكة (80 سم) وأسقف مستوية بالإضافة إلى العثور على أواني فخارية منها مزهرية احتفالية مزينة برؤوس الحمل إلى جانب العثور على مجموعة من المنحوتات العاجية التي تصور رسوماً حيوانية (أُسُود وثيران) كانت تستخدم لمواضيع الزينة.
فترة الألف الأول ق.م:
في الربع الأخير من الألف الثاني قبل الميلاد انهارت الإمبراطورية الحورية – الميتانية، وقدمت قبائل آرامية من مناطق شبه الجزيرة العربية واستوطنت في البادية السورية ثم توزعت في عموم سوريا خلال الألف الأول قبل الميلاد مشكلة العديد من الإمارات أو المشيخات في نفس الفترة التي تعاظمت فيها القوة الآشورية التي سيطرت على مناطق ومدن شمال سوريا.
 كانت نابادا من جملة المدن التي وقعت تحت السيطرة الآشورية، تحديداً عام 900 قبل الميلاد. استوطن الآشوريون في المدينة لفترة قصيرة كما دلت المكتشفات الأثرية، حيث عملوا خلال فترة تواجدهم على بناء منشأة في المناطق العليا من المدينة المنخفضة أي في مناطق التواجد الحوري سابقاً وإلى الأعلى منها. سقطت الإمبراطورية الآشورية 612 قبل الميلاد واختفت نابادا.
هُجرت المدينة بعد سقوط الدولة الآشورية لفترة من الزمن حتى عاد الاستيطان إليها مجدداً خلال الفترة الواقعة بين 150-50 ق.م على يد شعوب غريبة قادمة من ما وراء البحار عرفوا بالإغريقيين، أصبحت نابادا جزءاً من الإمبراطورية الإغريقية السلوقية، فكانت قرية كبيرة، تميزت ببيوتها الطينية ذي الحجرة الواحدة وبقصرها المميز الذي غلب عليه الطابع الاقتصادي.
ـ الموقع الأثري والبلدة في ظل الأزمة السورية:
مع نهاية القرن الثاني ق.م الميلاد انقطع الاستيطان تماماً في تل بيدر قبل أن يعود إليها في مراحل لاحقة حديثة، وكانت في بادئ الأمر قرية صغيرة معظم بيوتها من الطين قبل أن تتحول في منتصف التسعينيات إلى بلدة، حيث توسعت معمارياً فبنيت فيها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية ومستوصف وصومعة للحبوب ووحدة إرشادية وسوق صغيرة. يوجد فيها حاليا حوالي 200 منزل ويقطنها ما بين 1500 و3000 شخص معظمهم من العرب مع وجود قسم من الكرد (حوالي 15عائلة كردية) يعمل غالبيتهم في الزراعة وتربية الحيوان.
ما زال موقع تل بيدر التاريخي بحالة جيدة لم يتعرض لأية تعديات مقارنة مع مواقع أثرية أخرى في سوريا إلا أن الكتلة المعمارية فيها كانت قد وصلت إلى حالة مزرية بسبب طبيعتها الطينية التي كانت عرضة للعوامل الجوية طوال سنوات الأزمة وفي ظل غياب البعثة العاملة, إلا أن هيئة السياحة وحماية الآثار حملت على عاتقها ترميم الموقع خلال أعوام 2016 و2017 و2018 من خلال آثاريين ومهندسين وعبر فريق من الكوادر المحلية التي كانت تعمل مع البعثة سابقاً بهذا المجال, حيث أن الترميمات شملت كلاً من المعبد A-B-C-D والمخازن والشارع المستقيم وجزءاً من القصر الرئيسي وجزءاً من القصر الهلنستي بالإضافة إلى محاريب المعابد A, B, C, D وكانت عمليات الترميم قد اقتصرت على تنظيف الأرضيات ورفع الجدران المهدمة وفك وتركيب البعض الآخر وإزالة اللياسة القديمة وإعادة تنفيذها من جديد بالطين والجص.
من ناحية أخرى كان يوجد في الموقع بيت للبعثة مكون من 70 غرفة مع ساحات مبنية من الطين وفق طراز شرقي كانت تحوي محتويات البعثة العاملة من لقى أثرية تستدعي عمليات التوثيق والأرشفة بالإضافة إلى عدة التنقيب وأجهزة ومستلزمات تعرضت معظمها للسرقة وكذلك تعرض بيت البعثة للتخريبات.
إن مناطق حوض الخابور العلوي وبالتحديد مثلثها اعتبرت إحدى أخصب المناطق في الشرق القديم, فقد ساهمت الكميات العالية لهطول الأمطار فيها على تطوير الزراعة بشقيها المروي والبعلي على مر التاريخ القديم، الأمر الذي ساهم بدوره أيضاً في إيجاد ثقافات اجتماعية مستقلة كانت نابادا تمثل إحدى هذه الثقافات لا سيما خلال فترات البرونز القديم.
فعلى الرغم من اكتشاف العديد من المنشآت المعمارية والرقيمات واللقى الأثرية المنوعة المتمثلة بالتماثيل المصنوعة من الطين للنساء والحيوانات وكذلك الأختام الأسطوانية وطبعاتها التي وجدت على الأبواب والجرار التي كانت تحمل مشاهد تصور الاحتفالات الدينية والنشاطات الاقتصادية وحركة المرور على الطرق التجارية والحروب بالإضافة لجرار فخارية وأدوات صوانية وكذلك جنائزية والحلي وغيرها.
إلا أن موقعاً بحجم تل بيدر التي بدأت التنقيبات فيه منذ بداية التسعينات وتوقفت في عام 2011 مع بداية الأزمة في سوريا، بحاجة إلى عشرات السنين من البحث والعمل المتواصل للكشف عن الكثير من خفايا تاريخه.
من دراسة موسعة نشرت في مجلة شرمولا
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle