مهرجان المرأة السادس موزاييك أدبي وفني منقطع النظير

قامشلو/ ميديا غانم ـ

“المرأة تجدّد روح الثقافة”؛ تحت هذا الشعار أقامت هيئة الثقافة والفن في إقليم الجزيرة المهرجان السادس لأدب وفن المرأة، بمشاركة نساء من مختلف المجالات الفنية والأدبية بشغف، حيث جسدن المعنى الحقيقي للمرأة وفنها على مدار يومين بمركز محمد شيخو للثقافة والفن.

وضمن فعاليات استقبال اليوم العالمي للمرأة في شمال وشرق سوريا، أقيم مهرجان أدب وفن المرأة وبمشاركة كبيرة من النساء أبدعن وقدمن لوحة فنية مميزة برهن فيها على أن المرأة هي شرايين الحياة وبدونها لا لون لها.

خطت المرأة بعد ثورة روج آفا الكثير من الخطوات في مجال الأدب والفن، حيث نثرت حروف من ذهب وسطرت بأعمالها الكثير من الإنجازات، وفي ظل الهجمات المستمرة على المنطقة من قبل المحتل التركي ومرتزقة ما يسمى الجيش الوطني السوري، لم تتوان المرأة في الاستمرار في مجالها، لتشارك في المهرجانات والأمسيات الشعرية والفنية وتقديم المعارض والأعمال اليدوية التي كانت حاضرة في المهرجان السادس لأدب وفن المرأة.

ننتظر تشجيعاً أكثر

لوحات فنية بأسلوب جميل شاركت فيها ابنة قامشلو سولين عبد الصمد ذات 23 ربعياً، وهي طالبة في كلية الفنون الجميلة بجامعة روج آفا الواقعة بمدينة قامشلو، وقد كانت مبتهجة بمشاركتها بهذا المهرجان للمرة الأولى، واصفةً شعورها بالفخر بهذه المشاركة، وقالت: “كل شيء في المهرجان مثل المرأة وقضاياها ولونها وإنجازاتها، وشعرت بفرحة لا توصف، حيث رأيت الإقبال الكبير من الأهالي”.

وزادت: “ولا ننكر بأن فن الرسم في مناطقنا لم يرتقِ للمستوى المطلوب ولكن تواجد هذا الزخم من الزوار يعطينا التفاؤل بمستقبل قريب أفضل قد ينتج عدداً كبيراً من الفنانات والفنانين”.

سولين التي بدأ شغفها بفن الرسم وهي في عمر 13 سنة شاركت في مهرجان خاص بالمرأة فقط، حيث تعتبره “حلم وتحقق”، وتقول حول مشاركتها في المهرجان: “شاركت بسبع لوحات، ولكن المفضلة لدي تلك التي جسدت الطبيعة بسبب حرماننا من المناظر الطبيعية في مدينتنا قامشلو”.

سولين أفادت بأن “مهنة الرسم مظلومة في مناطقنا ولا تلاقي التشجيع اللازم”، مؤكدةً بأن إقامة مثل هذا المهرجان يسلط الضوء على لوحات فنانات لم يجدن حتى الآن الدعم والتشجيع، مناشدةً الجهات المعنية بتقديم كافة أنواع الدعم المعنوي من خلال تكثيف المعارض ومنح الجوائز والتكريمات وفتح معارض خاصة للرسامات، منوهةً بأن هذا الأمر سيدفع الكثيرات لولوج عالم فن الرسم.

وأشارت سولين عبد الصمد في ختام حديثها: “أتمنى تعلم ثقافة الفن وقرأءة الكتب من قبل شعوب المنطقة لكي نحصل على نقد مفيد وبناء حول لوحاتنا، فنحن نعاني حتى نرسم لوحة واحدة في ظل ارتفاع أسعار المواد اللازمة للرسم، ولكن رغم ذلك نقاوم ونرسم ولا نستسلم. وأهنئ بهذا اليوم كل نساء الكون وخاصةً الرسامات، اللواتي يجسدن بفنهن ألمهن وفرحتنهن في هذه الحياة”.

تلاقي القوميات والأديان

المهرجان احتضن الكثير من الفعاليات بيوميه الأول والثاني وورشات عمل أشرفت عليها كلٌّ من نرجس إسماعيل، وناريمان عفكدي، عن كيفية كتابة القصص القصيرة والقواعد الأساسية لها لمن تود الدخول لمجال الكتابة، بالإضافة لإلقاء الشعر والقصائد من الشاعرات باللغات الثلاث، السريانية والعربية والكردية، وعرض أفلام قصيرة منوعة عن المرأة، كما قدّمت الفرق الفنية مجموعات من الأغاني التراثية والرقصات الشعبية، بالإضافة لعروض مسرحية، وبرزت أيضاً أعمال يدوية وفلكلورية عبرت عن ثقافة المنطقة بالإضافة إلى أزياء حول الزي التراثي لكافة الشعوب، ومعرض للصور ولوحات رسم.

واختتمت فعاليات مهرجان أدب وفن المرأة، بتوزيع الجوائز التقديرية الرمزية على المشاركات في فعالياته.

الجدير ذكره أن مهرجان أدب وفن المرأة الأول أقيم في مدينة قامشلو في الثاني من آذار عام 2016 تحت شعار “بفن المرأة سَنُزينُ الحياة من جديد”. حيث أبرزت النساء في شمال وشرق سوريا مواهبهن وإبداعهن بلوحة موزاييك لا توصف لنضال المرأة في كافة المجالات وخاصةً في الأدب والفن.