من داخل سجون الاعتقال.. نرجس محمدي تفوز بجائزة نوبل للسلام في النروج لعام 2023

بيريفان خليل_

تحصد المرأة في روجهلات كردستان وإيران ثمرة انتفاضتها Jin, Jiyan, Azadî التي بدأت بعد استشهاد الشابة الكردية جينا أميني في السادس عشر من أيلول 2022، ففي ظل استمرار الانتفاضة بقيادة نسوية، وبدعم الشعوب الحرة لها هزم النظام الإيراني في قمع تلك الانتفاضة، أو النيل من إرادة المرأة.

ففي مواجهة القمع، والاعتقال، والسجن وغيره من الأساليب، التي يمارسها النظام الإيراني تظهر إرادة المرأة، وهي في المعتقلات، وذلك بالإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبها، ومن بين المضربات عن الطعام، الناشطة نرجس محمدي، التي بدأت إضرابها عن الطعام للمرة الثانية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان في وقت تسلم عائلتها وزوجها وأولادها التوأم في أوسلو بالنروج جائزة نوبل للسلام لعام 2023 غيابياً؛ في حين أكدت كيانا رحماني ابنة الناشطة المناضلة المعتقلة نرجس، أن “هذه الجائزة هي ليست لوالدتها فقط بل هي للمناضلات الإيرانيات أجمع”، هذه العبارة تظهر مدى تكاتف المرأة ودعمهن للمرأة، في أن ما تحقق من نجاح هو نصر لكل امرأة ناضلت من أجل النساء ضد النظام الإيراني، الذي يلبس عباءة الدين ويفعل ما يشاء بحق المرأة غير آبه بالقوانين الدولية، وضارباً عرض الحائط حقوق الإنسانية جمعاء.

ولنرجس تاريخ نضالي عريق كما الكثير من قريناتها اللاتي لهن نشاط كبير في حقوق الإنسان في إيران، وكان ذلك سبباً في أن تقضي نرجس العقدين الماضيين بين السجن وخارجه، حيث أوقفت للمرة الأولى قبل 22 عاماً. ومنذ تشرين الثاني 2021 تقبع نرجس في السجن في طهران، ولم ترَ أولادها المقيمين في فرنسا منذ ثمانية أعوام.

وكانت قد أنهت نرجس إضرابها عن الطعام في العاشر من تشرين الثاني المنصرم، والذي بدأ في السادس من الشهر نفسه، وقد أعادت انضمامها إلى “معركة الأمعاء الخاوية” تضامناً مع النساء البهائيات في إيران، وذلك في اليوم العالمي لحقوق الإنسان لعل الآذان تسمع، والأعين ترى ما يحصل هناك، فقال فاها حقا حينما أرسلت رسالة إلى البرلمان النرويجي: “العالم لم يعد بإمكانه أن يكون مجرد مراقب، ويجب عليه دعم انتفاضةJin, Jiyan, Azadî، وبأن النظام الإيراني لا يمثل الشعب الإيراني”.

وبتتويج النساء المنتفضات في روجهلات كردستان وإيران بشخص نرجس محمدي، تظهر قوة المرأة وإرادتها الساعية إلى إيقاظ ضمير المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية التي تدعي دفاعها عن الإنسان، في حين تتوجب وحدة الصف النسائي في مواجهة الأنظمة الاستبدادية، والذكورية الساعية إلى إقصاء المرأة من المجتمع عامة، وهي ضرورية لإفشال المخططات المحبوكة ضد المرأة، والمجتمع عامة.