من أروقة الإبــــــــــــــــــــــــداع الشاعر: أحمد اليوسف القصيدة: عيناك

عبدالرحمن محمد –

---

في ريف منبج السورية، وفي قرية طوق الخليل، كانت ولادة الشاعر أحمد محمد اليوسف في1-1-1987  ومنبج حاضنة الشعراء وملهمتهم، وحقَّ لها أن تسمى مدينة الشعراء، أنهى دراسته الثانوية في منبج، ثم انتقل إلى حلب ودرس الحقوق لمدة عامين وتركها لظروف قاهرة ألمّت به، وغادر بعدها سوريا متجهاً إلى لبنان، وهناك درس اللغة العربية وآدابها في الجامعة اللبنانية وتخرّج منها، ليعود إلى سوريا ويغادرها مرة أخرى إبّان سنوات الأزمة التي حلت بها إلى تركيا، وعاش الغربة ثلاثة أعوام أخرى، زادت من تجربته الشعرية وصقلت من ملكات الإبداع والموهبة، فكتب الكثير عن الوطن والغربة والحب والحرب. ثم عاد إلى سوريا ورفض المغادرة تحت أي ظرف كان بعد تحريرها من قبضة الظلاميين وأصدرَ في عام 2017 ديوانه الأول تحت عنوان “منكِ تغارُ النساء”، وفي عام 2018 أصدر ديوانه الثاني “لكِ الورد غنّى” كلاهما من إصدارات دار ليندا للنشر، ويعمل حالياً على إكمال ديوانه الثالث وعلى كتابة رواية، يكتب في جريدة روناهي زاوية أسبوعية ثقافية، كما يكتب في عدة مجلات تصدر في الشمال السوري، ويشارك في هيئة تحرير مجلة “شرمولا” الثقافية، إضافة لعمله كرئيس مشترك لاتحاد مثقفي مدينة منبج وريفها.

عيـنــــــــــــــــــــــــــــاكِ

عيـنــاكِ يـا لي منهُمَا

إذْ تجـلبـانِ المــوتَ

فـي صمــتِ المـــكانِ بنظــرتينْ

وتُــعَـلّمــانِ السِّـــحْـرَ

هــاروتــاً و مـاروتــاً

وتخـتَصِــرَانِ عِلْــمَ الجــاذبـيـةِ

في الــمـكانِ ..بغَمـْزَتَـيـن

عيـنـاكِ إذ وطــني يــراكِ معي

ويحـمــلُ مـَـا تَبـَـقّى

مِــنْ أنـيـنِ المــوتِ

آخِـــرُ بَسْــمَــتَـين…

عـــذراً..!!

فــقـد نخَــرَ الغــيابُ مـفاصــلي

أنــا لـــم أعُـــدْ أقـــوى

عـلى الحُلـمِ الــذي

قـــد بــاتَ بيــنَ رصاصَتَين

عـيـنـاكِ إذْ

صـــوتُ الجنــودِ القادمينَ

مـِـنَ الجـحــيمِ

يشـــوِّشُ البحــرَ الــذي ما انْفَــكَ

يَهــْدُرُ فيهـِما بهــدوئهِ المعـتـادِ

قبــلَ قــــدُومـِهـِم

فتـُقَـاتِــلانِ بــدَمْعَتَين

عيناكِ والخـــوفُ المســافرُ فـيهِـما

تـتـقاسَــمانِ الحــزنَ

في بلـــديْ

وتقـاومَـانِ الخوفَ

إذ تشـــتدُّ صيـحـاتُ

الرصــاصِ بغــمـضَّتـين …..

أنا لم أزلْ مُـنـــذُ ابتــداءِ

مُسلـسلِ المــــوتِ

الطـــويلِ بموطني

والبندقيـــةُ في يـــديَّ قصـيــدةً

عينـاكِ كـلُّ رصاصِها

إذْ كــلُّ أفــــرادِ القبيلةِ

أصبحوا…

بُلَــهَاءَ منقــادينَ حمقى…

متآمرينَ عــلى الربيــعِ بأرضِــهم

ومقسّـمينَ إلى النــخاعِ

تَرَيْنَهُم بـيــنَ القـبـيلةِ واسـْمِهَا

رســمـوا حــدودَ قبـيْلَتـَيـن

عـيـناكِ يالي منهُـما

إذ ترســـُمانِ بخـُضْـرَةِ الأمـلِ

المســافرِ

فيهـِـما مــــــوتي…

ويصـــــدفُ أنْ تمــوتَ

مــدَائـِني أيضـاً مـــعي

فأجــرّبُ المــوتَ المُحَتّمَ

مــــرَّتَيـن ….

وقصيــدتي تتقاســـمُ

الحـــبَّ الكبـيــرَ

ومـــوطني المــذبوحَ،

في أوزانــها تتناغـــمُ الأضـدادُ

في أعــجوبةٍ

أنا أبـلهٌ هـل يا تــُرى؟

لِأقـــاومَ

الطيـــرانَ والرشّـــاشَ

والدبابةَ الهـــوجاءَ والجبـناءْ

بقصيدةٍ عنــوانُهــا

{عـينـاكِ يا لي منـهُما}

أنا لســـتُ أبلهُ

إنّمــا بالحـــبِّ أُفـني الحَــــربَ

لا بـقـذيفَـتـَيـن ….

عـيـنـاكِ آخِــرُ مـعــقلٍ

لقصــائــِدي

زادي

هــــواكِ

وآخِـــرُ الأحـــلامِ

لو تبقـينَ لي منـفىً

يُلَمْـلِـمُ مــا تشــظّى

مِــن دمـي

وتعالجــينَ تشـَــرُّدِي

وتُهَدهِـدينَ على الجـــراحِ

ببســمةٍ

وبقـُبْــلَــتَـينْ .