منتصر بالله العيدو: توزيع الصحف والمجلات… أنشأ جمهور قراء نخبويّاً معرفيًّا

منبج/ آزاد كردي –

يواصل الموزع “المنتصر بالله العيدو” منذ أربعة أعوام عمله، بتوزيع الصحف والمجلات دون كلل أو ملل، ومتغلباً على مشقاته، بابتسامته المعهودة التي يقابل بها القراء، ممن حرصوا على اقتناء، ما يجلبه لهم من معرفة، من صحف ومجلات، على طبق من ذهب كما يقال.

ويعمل “المنتصر بالله” في توزيع الصحف، والمجلات، في مدينة منبج منذ أربعة أعوام، ويذكر أن بعد هذه الأعوام، بات توزيع الصحف، والمجلات، أسهل عليه من البدايات، التي عانى من عدم قدرته على فهم طبيعة عمله، بخلاف حاله الآن، الذي اختلف مع وضع صفوة، ما تعلمه من صبر وتفانٍ، لاستيعاب الظروف الصعبة كلها، لما كان يعمل حينئذ بمفرده.

ويقول “المنتصر بالله”، في لقاءٍ مع صحيفتنا “روناهي”، إنه ومنذ أربعة أعوام، قرر الانضمام لهذا العمل، الذي بات الآن جزءاً من حياته، والذي اعتاد عليه وصار له محبون، لأنه يمنحهم ما يريدونه من المعرفة، وأكسبته أيضاً الكثير من المعارف، والأصدقاء، نتيجة اختلاطه مع شرائح كثيرة من المجتمع.

الانضباط والدقة في العمل

البداية كانت صعبةً نوعاً ما وفق “العيدو” وأضاف بأن: “عمل موزع الصحف، والمجلات، بالنسبة لمدينة منبج جديد، ونتيجة لذلك فقد أسس عمله على التنظيم، والانضباط، والدقة، فيما يتعلق من استلام الأعداد بالمركز، ومروراً بتوزيعها على القطاع الشعبي، أو الإداري، والعسكري، ومع مرور الوقت تكونت جراء التوزيع نخبة ثقافية، اعتادت أن تنتظره بفارغ الصبر، لاستلام ما يريدونه من الصحف، والمجلات، حتى نال ثقة الجميع”.

ويتألف فريق مكتب التوزيع، من العيدو، وثلاثة عاملين آخرين، ومن ضمنهم موزعة، اقتحمت هذا العمل، رغم نظرة المجتمع غير العادية للعمل، ويقومون بتوزيع الأعداد على دوائر، ومؤسسات الإدارة المدنية الديمقراطية، ومنظمات المجتمع المدني، والمجالس العسكرية، وقسم يخصص للمكتبات، والمتعاقدين المدنيين من مثل؛ الأطباء، والصيادلة، والمهندسين، وغيرهم، بحسب العيدو.

ولا ينكر “العيدو” من وجود عبء كبير يبذله هو وفريق المركز، ويضيف بأنه: “نقوم بتوزيع 4800 صحيفة “لروناهي” خلال الشهر الواحد، أما جريدة “السوري” توزع 640 جريدة في الشهر الواحد، بينما توزع جريدة “سرخبون” 40 عدداً في الشهر الواحد، هذا إلى جانب توزيع مجلة “الشرق الأوسط” أو مجلة “شرمولا” التي توزع، حسب كمية الأعداد وحسب استيعاب المركز”.

مساعٍ لتطوير العمل أكثر

ووفقاً لـ”العيدو”، فإن: “المركز يعاني من بعض الأمور المالية، خاصةً، التي يعدها البعض بأن الصحف، والمجلات غالية الثمن؛ ما يسبب عزوفاً عن الشراء عند البعض، رغم اعتقاده أن إضافة مواد ترفيهية للصحف والمجلات مثل؛ الكلمات المتقاطعة، والتسالي قد تغني من المضمون المعرفي، والإدراكي، وأيضاً تساهم في زيادة المبيع”.

وفي ختام حديثه، أكد “منتصر بالله العيدو”، بأنه: “يطمح هو وفريق المركز، تطوير العمل إلى آفاق أكبر، إذا ما أتيح لهم الدعم الكافي، وهو ما سيحقق زيادة في المبيعات، فضلاً على المبتغى من التوزيع، وهو نشر الرسالة المعرفية، والأخلاقية، والإنسانية، من خلال الصحف، والمجلات، لأن ذلك لن يتحقق، إلا بإنشاء جمهور قراء نخبوي ديمقراطي، قادر على صياغة المجتمع بشكل أمثل”.