مناهل ثقافية في قامشلو لدعم الثقافة المجتمعية

تقرير/ قاسم إبراهيم 

روناهي- قامشلو- لا شك إن القراءة من أهم وسائل التعليم في حياة الإنسان أينما كانت وحيثما وجدت، لأنها تؤدي إلى توسيع آفاقه ومداركه وهي السبيل إلى عوالم مختلفة وآفاق كبيرة وناقلة للمعرفة بين العقول البشرية المختلفة، وأهم أداة في بناء الأمم وتقدم الشعوب خاصة في عصرنا الحالي حيث أصبحت جزءاً رئيسياً في حياة كل إنسان، فلا سبيل إلى التقدم والتطور والازدهار والإبداع والابتكار والتجديد والقوة إلا من خلال القراءة وإن الأمم المتقدمة هي الأمم التي أعطت القراءة اهتماماً وحيزاً كبيراً من الأهمية، فالقراءة مقياس حقيقي لتقدم وتحضر المجتمعات لأنها هي التي تصنع وتبني الإنسان، من هنا أدركت الإدارة الذاتية ومنذ قيامها ضرورة دعم القراءة، فقامت بفتح مراكز ثقافية وفنية على امتداد جغرافية مقاطعاتها في المدن والبلدات والقرى وقد شهدنا قبل مدة قصيرة افتتاح مركز الثقافة والفن في قرية- قرمانيه- التابعة لناحية الدرباسية، ومكتبة آمارا وحديقة القراءة في قامشلو.

الكتب طُرق للوصول إلى نبع الثقافة والتفكير السليم:

كما قام اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة وبدعم من الإدارة الذاتية في إنشاء حديقة القراءة، وهذا أول مركز ثقافي وفني في الهواء الطلق وعلى مستوى سوريا في مدينة قامشلو، رغم تواضعها حيث تتكون من قاعة عرض لمختلف أنواع الكتب التاريخية والأدبية والفكرية والسياسية والاقتصادية والعلمية، وأولى مهامها جمع التراث الكردي وتاريخ كل مكونات مجتمعنا والإصدارات الجديدة، وأيضاً افتتاح- مكتبة آمارا- بجهود اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة وتعتبر من المكاتب النموذجية رغم ضيق مساحتها وهي أقرب إلى مركز ثقافي حيث قاعات عرض لمختلف أنواع الكتب/ سياسية واقتصادية واجتماعية وفلسفية وأدبية وعلمية وجميع مؤلفات المفكر عبدالله أوجلان، وأحمدي خاني وملا جزيري، وجكر خوين، تيريز، صالح حيدو، وغيرهم باللغة الأم الكردية وأيضاً باللغة العربية وكذلك كتب للمثقفين من جميع المكونات الأخرى بلغتهم الأم، وهناك نافذة- للبيع والاستعارة الداخلية- وقاعة أنيقة للمطالعة كما إن المشرفين عليها يستقبلون روادها بابتسامة ترحيبية لطيفة أشبه بشروق الشمس.

تعزيز الثقافة والعودة إلى تاريخ وتراث الأمم:

إن دور المراكز الثقافية والمكتبات الكبيرة حاجة ملحة في نشر الوعي وتعزيز القيم الديمقراطية والإنسانية، وتنمية قيم الحوار مع الثقافات الأخرى خاصة ثقافات المكونات الأخرى من شعبنا، وفسحة للاطلاع على عالم الكتب من إصدارات جديدة ومراجع علمية وأدبية ودراسات نقدية وغيرها، ومن أجل بناء جسور جديدة بين القارئ والكتاب وذلك بعد انتشار ظاهرة العزوف عن القراءة نتيجة الحرب فأرادت الإدارة الذاتية من خلال ذلك أن تعيد للكتاب بريقه ومتعته وجماله، لأن الكتاب هو المنهل العذب للثقافة والفن والمعرفة، وللمشهد الثقافي في قامشلو عافيته وسلامته ولتؤكد أن مدينة قامشلو لاتزال تحتفظ بهيبتها الثقافية والفنية والأدبية والفكرية ولتنزع سهام الثقافة الترويجية والترفيهية من عقول الشباب.

لقد فتحت بل كسرت الإدارة الذاتية أقفال أبواب التاريخ والتراث والفلكلور الكردي والسرياني  والآ

شوري والكلداني والعربي والإيزيدي، التي أغلقتها الحكومات المتعاقبة لتخرجها  وتجمعها وتنظمها وتضعها مادة أساسية ودسمة على مائدة حديقة القراءة ومكتبة آمارا كي تلبي متطلبات الشبيبة المتعلمة والمثقفة، وتبلور حاجاتهم ومتطلباتهم في الحقول المعرفية والعلمية الهامة ومعرفتهم لتاريخهم وتراثهم وإرثهم الحضاري ومواكبتهم الثورة المعرفية، وهكذا نجد أن جهوداً كبيرة تبذل من أجل القراءة التي هي من أساسيات الحياة والإدارة الذاتية وإلى جانبها اتحاد المثقفين في تقديم كل ما هو مفيد وجميل للباحثين والدارسين والمهتمين لكل مكونات شعبنا في إقليم الجزيرة.