ملتقى الفن التشكيلي في قامشلو… تعانق ثقافات الشعوب

قامشلو/ رشا علي –

لتطوير ثقافة الفن التشكيلي في مناطق شمال وشرق سوريا تقام في كل سنة فعالية المعرض الفن التشكيلي، وفي هذه السنة أقيمت بمشاركة 128 فناناً تشكيلياً من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا.

تعتبر المعارض التشكيلية واجهة حضارية للأمم والشعوب، ومنها نستطيع بث رسائل مفهومة لكل أصناف البشرية متجاوزة حدود اللغات المختلفة التي تنطق بها الأمم، وهي نافذة واسعة للتعرف على الجديد والمختلف الممتع، إضافة إلى تحفيز القدرات وفتح الآفاق لمن يرى في نفسه الكفاءة لإنجاز الأفضل والأجمل، ودورها لا يقتصر على إنعاش الإنجاز الإبداعي، بل يدفع به نحو النضج والاغتناء من خلال المعروضات الحاملة لرؤى أصحابها، وتفتح فرص الالتقاء وتبادل الآراء بين النقاد والمبدعين وبينهم وبين الجماهير.

 مشاركة واسعة للفنانين هذه السنة

تحت شعار “تنوعنا مصدر جمالنا وقوتنا، معاً لنجعل الفن ربيع قلوبنا”؛ نظمت هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا ملتقى روج آفا الثالث للفن التشكيلي، حيث أقام الملتقى في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو معرض الفن التشكيلي بنسخته الخامسة، ولمعرفة المزيد حول المعرض التقت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين في إقليم الجزيرة “علي عبد الله” حيث أشار في حديثه إلى أن إقامة معرض الفن التشكيلي أصبح حدثاً سنوياً هاماً، ويقام في الثامن عشر من شهر أيار حتى نهاية الشهر من كل عام، وعن إقامة الملتقى هذا العام والتي جاءت برعاية هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا، أوضح لنا عبد الله قائلاً: “في السنوات الماضية كان الملتقى يقام برعاية هيئة الثقافة لإقليم الجزيرة، والملفت لهذا العام إقامته برعاية هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا، ولكل عام خصوصيته بالنسبة للمعرض والمشاركين فيه وزواره، ويتميز كل عام بمعروضات مختلفة، كما أن “السمبوزيوم” لهذه السنة ضم عدداً من الفنانين التشكيلين من جميع مناطق شمال وشرق سوريا في مدينة الطبقة، وشارك فيه من الجنسين وذلك تحضيراً لافتتاح المعرض السنوي للفن التشكيلي في مدينة قامشلو”.

وبشأن عدد الفنانين المشاركين في الملتقى أكد عبد الله بأنه اختلف كثيراً عن السنوات الماضية وبين قائلاً: “من أبرز ما تميز به الملتقى هذا لهذا العام عدد الفنانين الكبير المشاركين، حيث شارك 128 فناناً تشكيلياً من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وكنا نتمنى أن يضم الملتقى فنانين من أجزاء كردستان الأربعة، وبشكل عام كان الملتقى في هذه السنة أفضل من السنوات السابقة”.

 المدرسة الانطباعية الأكثر تكراراً

وعن الفعاليات التي أقيمت في الملتقى لهذا العام ألقيت محاضرات كانت موزعة على ثلاثة أيام ومضمونها عن الفن التشكيلي وحياة الفنانين التشكيلين المتميزين حول العالم، ثم توزيع شهادات التقدير في اليوم الرابع من الملتقى على جميع الفنانين التشكيلين المشاركين بلوحات فنية.

ونوه عبد الله إلى المشاركة الكثيفة في ملتقى الفن التشكيلي لهذا العام من قبل الفنانين التشكيلين من كافة شعوب شمال شرق سوريا من عرب وكرد وسريان وغيرهم، وبأن نسبة المرأة المشاركة في الملتقى كان أكبرَ مقارنةً بالسنوات السابقة.

وحول المواضيع التي ركز عليها الفنانون لملتقى هذا العام، أردف عبد الله: “لم يتم إلزام الفنانين بموضوع واحد أو لون واحد، كان لهم كامل الحرية في اختيار المواضيع والألوان وقياس اللوحات، فعرض في المعرض جميع المدارس الفنية، ولكن الأكثر تكراراً في اللوحات كانت المدرسة الانطباعية، وذلك يعكس الحالة التي نعيش فيها من حرب وتهجير وصعوبات جمة”.

تطور الفن وإظهاره للعلن

أما عن أهمية ودور الفن التشكيلي في جميع دول العالم قال عبد الله: “الفن التشكيلي جسر يصل بين جميع الجغرافيات والمناطق المختلفة متجاوزة اختلاف اللغات والثقافات، كما أن نظرة الفنان التشكيلي تختلف عن نظرة الشخص العادي، الفنان التشكيلي يفصح عن كل ما يدور بداخله من مشاعر وأفكار من خلال ريشته”.

واختتم الرئيس المشترك لاتحاد الفنانين في إقليم الجزيرة “علي عبد الله” حديثه: “رغم انتشار جائحة كورونا والتدابير المتخذة إلا أن إقبال الأهالي في زيارة الملتقى كان جيداً في هذا العام، وأتمنى إقامة المزيد من الفعاليات الفنية لتطوير الفن وإظهاره للجميع”.