مكانكِ في المطبخ وليس في الملعب!!

تقرير/ جوان محمد-

روناهي / قامشلو ـ طريق النجاح ليس مفروشاً بالزهور ولن تتحمّله الكثير من العقول، لعبة كرة القدم للسيدات والتي أثارت جدلاً في سوريا، منذ أعوام وإلى الآن نشهد عقول مريضة تُحارب هذه التجربة من دمشق إلى قامشلو.

بعيداً عن سياسة الحكومة السورية التي تُهمّش مناطق شمال وشرق سوريا في كل شيء خدميّاً سياسيّاً وحتى ورياضيّاً ، ولكن كإعلام حر سنسعى للتصدي لكل العقول والعوائق التي تحاول الوقوف كعقبة أمام تطور واقع لعبة كرة القدم للسيدات في شمال وشرق سوريا وفي سوريا بشكلٍ عام.

عانينا في روج آفا كثيراً من هذه العقول التي كانت تسخر من لاعبات كرة القدم وبعد تحقيقهن للإنجازات على الصعيد المحلي في إقليم الجزيرة بتشكيل الفرق وإقامة الدوريات والبطولات والفوز بلقب أول دوري سوري عبر سيدات عامودا بعدها تغيرت نظرة الكثيرين، ولكن بنفس الوقت لا ننكر بأنه ما زالت هناك عقول رجعية وذكورية لا تستطيع تحمّل مشاهدة الفتاة تمارس لعبة كرة القدم وتتفوق وتتوّج بالألقاب.

أنتم كفار؟!

وتعرضت صفحة صحيفتنا روناهي على الفيسبوك للهجوم بعد نشر تقارير تطالب بدعم نوادي السيدات لكرة القدم، وذلك من منطق ديني وتعصب جنسوي، وأصبحت المطالب بحق الفتاة في ممارسة هوايتها ومنها الرياضة كفراً؟!.

ولنشهد عبر صفحة لمنصة نساء المستديرة وهي تدار عبر إعلاميات ينشرن عن الدوري السوري لكرة القدم للسيدات التابع للحكومة السورية وبطولاتهم والدوريات العالمية، التعرض لموجة من التعليقات مع البدء بالنشر عن انطلاق الدوري السوري لكرة القدم بنسخته الثانية ويشارك فيه ناديان من شمال وشرق سوريا، وهما عامودا والخابور، ووصلت لقول مكانكن في “المطبخ وليس الملعب” هذه الجملة التي بات يطلقها الكثيرون من أصحاب العقول المريضة والتي ترفض رؤية الفتاة تلعب كرة القدم وتمارس حقها مثلها مثل أي شاب في حياتها، وقد لا يصدق البعض هناك من يمشي من منطلق ديني وكأن لعب كرة القدم هي الإقدام على الكفر والإباحية، في ترجمة واقعية لتواجد فكر داعشي منذ عقود في أذهان الكثيرين ومن الصعب التخلص منه في وقت قصير.

إن جملة “مكانكِ في المطبخ وليس في الملعب” لن تكسر من عزيمة الفتيات اللواتي يلعبن كرة القدم ولا تلك اللواتي يمتلكن منصة إعلامية رياضية تدعم الرياضة النسائية، لأنهن يدركن بوجود مثل هذه العقول المريضة، ولكنهن سيرفضن الانصياع لأمثال هؤلاء لأن اليوم الواقع يوحي ويؤكد بأن الريادة والقيادة هي للمرأة وخاصةً في الرياضة.

وعن قصة التنمر على نساء المستديرة كان تعقيب المنصة عبر صفحتهم على الفيسبوك كالتالي بإحدى الفقرات على الشكل التالي:

“وبالنسبة للفئة يلي قالبتا موضوع المطبخ وأنو ما لازم يلعبو البنات كرة قدم فنحنا ما فينا نوجهلكن حكي بصراحة لحتى تجو معنا على سنة ال2020 صح سنة بشعة بس بتطوّر المخ ورح نضل نقول بكل وقت لكِ الملعب”.

كل ما ذُكِر ضمن التقرير يدل على أن التنمر سوف يستمر مهما كان، ولكن الأهم والأجمل المقاومة التي تبديها الفتاة في مواجهة هذه العقول التي ما زالت تفكر برجعية وتعصب ولكن الواقع يجاوب هؤلاء بعد تشكيل فرق ونوادي نسائية وإقامة بطولات وفي المستقبل سوف نشهد إنجازات كبيرة للكرة النسائية في سوريا بشكلٍ عام وفي شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص.