الحسكة تدخل بأزمة انقطاع المياه من جديد

تقرير/ كولي مصطفى-

روناهي/ قامشلو ـ تتفاقم أزمة انقطاع مياه الشرب مجدداً في مدينة الحسكة وضواحيها التي يقطنها حوالي مليون مواطن، والسبب استمرار توقف محطة آبار علّوك الواقعة تحت سيطرة الاحتلال التركي عن العمل منذ أكثر من أسبوعين بشكلٍ متواصل

نتيجة الانقطاع الوارد من محطة علوك لليوم الخامس عشر على التوالي, تعلن غرفة طوارئ الحسكة ومديرية المياه حالة طوارئ بمدينة الحسكة نتيجة لقلة الإمكانيات المتاحة لتغطية الاحتياجات المائية لأكثر من مليون ومئتي ألف نسمة؛ في الوقت الذي يتزامن فيه الانخفاض الموسمي لطاقة آبار الحمة الإنتاجية.

معاناة المواطنين لا تنتهي

وبهذا الخصوص أجرت صحيفتنا لقاء مع المواطنين للحديث عن معاناتهم بسبب انقطاع المياه عن مدينتهم، فالمواطن “رشو حسين” الذي يقف لساعات طويلة يومياً على طريق دوار العزيزية؛ ينتظر الصهاريج لتزود منزله بالمياه بعد الانقطاع الذي دام لمدة خمسة عشر يوماً.

وعن مشاق تأمين المياه أشار بالقول: “البعض من أصحاب الصهاريج يرضون بالذهاب إلى المنزل لتعبئة خزان المياه, والبعض منهم لا يقبل ويتحكمون بنا بسبب أزمة المياه”، وحسب قوله فإن التزود بالمياه يتطلب وساطة أو معرفة سابقة مع أصحاب الصهاريج لأنهم لا يلبون مطالب الكثير, وتتراوح أسعار الصهاريج بين الخمسة آلاف وعشرة آلاف ليرة سورية، وتابع قائلاً: “في كل مرة تنقطع المياه عن الحسكة يستغل أصحاب الصهاريج الأزمة الصعبة التي تمر على الأهالي, حتى أن أغلبية مواطني الحسكة يعتمدون على شراء طرود مياه معقمة للشرب وسعرها 1500 للتر الواحد، لأن المياه التي تأتي من الصهاريج غير صالحة للشرب”, اختتم رشو حسين حديثه بالقول: “نتمنى إيجاد حل من الجهات المعنية لأن المياه هي الحياة, فكيف للمحتل التركي أن يتحكم بنا بين كل فترة وأخرى ويقطع المياه عن مليون مواطن؟!”.

المياه مقطوعة منذ احتلال سري كانيه!

المواطنة “هيام عليوي” من مدينة الحسكة تقطن في منطقة “الصالحية”، تحدثت لصحيفتنا أن الحي الذي تسكنه هي لم تصله المياه منذ الاحتلال التركي لسري كانيه العام الماضي بغض النظر عن أزمة المياه الحالية التي تعاني منها الحسكة، فالمواطنون في ذلك الحي يعانون منذ سنة من عدم وصول المياه إلى حيهم, ووجهوا شكواهم إلى رئيس الكومين, ورفعت أصوات استغاثاتهم إلى المنظمات الإنسانية في الحسكة, واستجابت المنظمات لأصواتهم حيث قامت المنظمات بإرسال صهاريج إلى الأحياء التي لم تصل إليها المياه منذ عام.

تزور المنظمات تلك الأحياء كل شهر؛ بسعر 500 ل.س لكل صهريج، ومنذ شهر لم تساعدهم المنظمات؛ وفي الوقت الراهن فإنهم يعتمدون على الصهاريج من المدينة وأسعارها مرتفعة جداً, وأشارت إلى أن مياه الصهريج الذي يشترونها لا تكفي لتغطية حاجات المنزل كافة، وغير صالحة للشرب, والدخل البسيط لا يكفي لشراء المزيد من المياه كل يوم.

ما جواب أصحاب الصهاريج؟

فتحي سعيد صاحب صهريج من سكان مدينة الحسكة يقوم ببيع المياه في أحياء المدينة؛ تحدث لصحيفتنا عن أزمة انقطاع المياه بقوله: “منذ أكثر من اثني عشر يوماً أذهب إلى بئر الحمة؛ وهو يبعد عن الحسكة حوالي عشرين كيلو متراً, يومياً أذهب إلى البئر ثلاث مرات لتعبئة الصهريج بالمياه”، وحسب قوله فإنه في اليوم الواحد يذهب لتعبئة خزانات لما يقارب خمسين منزلاً، وبالنسبة لأسعار الصهاريج فإنها تختلف حسب بعد المكان الذي يقصدونه لتعبئة المياه.

 وحدثنا عن الصعوبات التي تواجه أصحاب الصهاريج، أولها بعد المكان الذي يعبئون منه الماء، ثم المازوت وقلته، إضافة إلى ذلك تصليح سياراتهم, أما بالنسبة للمياه الصالحة للشرب فبعض الصهاريج تأتي بمياه نظيفة صالحة للشرب وبعضها  الآخر ليس كذلك.