الطفل يوسف تحقّق حلمه فماذا عن أطفالنا؟

روناهي / قامشلو ـ تداولت صفحات السوشيال ميديا صورة الطفل يوسف وهو يقلد حركات المِران خلف أسوار إحدى أكاديميات كرة القدم بمصر، لأنه غير قادر للانضمام لهم بسبب فقره، ومثل هذا الطفل والعشرات مثل حالته لدينا ولكن هل من يحتضنهم ويرعاهم؟

يعشق المستديرة ويحلم أن يكون لاعباً لكرة القدم بحسب ما تناولته صحف ومواقع مصرية وعربية، هو طفل ملعب الشروق يوسف مصطفى الصيفي ذو الـ 15عاماً، كان يراقب حركات الأطفال خارج إحدى الأكاديميات بمصر، ويقلد نفس حركاتهم ولكن هل تعلمون بأن الصورة هي ليست جديدة بل مضى على تصويرها عامين؟.

في قامشلو هناك العشرات مثل هذا الطفل يبحثون فقط عن ملعب صغير يأويهم ويلعبون على أرضيته، الملاعب المعشبة هي غالية الثمن وبالكاد يستطيع المواطنون من الأعمار الكبيرة باللعب فيها، طالبنا في تقارير سابقة بإنشاء ملاعب ترابية سباعيات في الأحياء عوضاً عن المدارس بأرضيتها المبلطة ويُعتبر اللعب عليها أمراً غير صحي.

صورة تُنشر بعد عامين

ما هي قصة الصورة ولماذا لم تنشر إلى الآن، سهل عبد الرحمن مصور اللقطة والذي يمارس هواية التصوير يقول: “قمت بتصوير تلك الصورة منذ سنتين، ولكنني لم أقم بنشرها وقتها”.

وأوضح في حديثه مع FilGoal.com “لم أنشرها وقتها لأن جودتها لم تكن عالية، ولكن في إحدى المرات قمت بتصوير سيدة في محطة مترو تحاول منع الركاب من الصعود عبر السلم الكهربائي نظراً لتعطله، وقتها تحدثت مع أحد زملائي عن صورة الطفل وأخبرته بأنني لم أنشرها لأنها ليست مكتملة فنياً وجودتها ليست عالية”.

وتابع “وقتها أخبرني بأن صور الشارع لا تحتاج لجودة عالية واقنعني بنشرها، وفعلت ذلك”.

مع انتشار صورة الطفل يوسف عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغب ضياء بهجت رئيس قطاع الناشئين في نادي أبو رواش في التواصل مع الطفل ورعايته رياضياً.

ويقول ضياء لـ FilGoal.com “تواصلت مع مصور الصورة لمعرفة مكان الطفل ولكنه أخبرني أن الصورة قديمة ولكن الملعب في منطقة الشروق”.

واستمر “تواصلت مع أحد أقربائي والذي نجح في الوصول للطفل وجعلني أتواصل مع خال الطفل وعلمت أن أسرته من بني سويف”.

يوسف في الـ 15 من عمره عاشق لكرة القدم ويعمل في القاهرة “من أجل مساعدة أسرته مادياً”، وفقاً لما ذكره خال الطفل لـ رئيس قطاع الناشئين في أبو رواش.

عمليّة تبنّي ورعاية من عدة جهات

وقرّر ضياء بهجت رعاية الطفل ومنحه طقم رياضي كامل وجعله يسكن في السكن الخاص للاعبين، حسبما كشف لـ FilGoal.com.

وكذلك نادي “مصر المقاصة” أعلن عن ضم الطفل يوسف لبراعم النادي مجاناً لممارسة كرة القدم وتحقيق حلمه.

كما التقي أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بمصر، الطفل يوسف مصطفى الصيفي صاحب الصورة الشهيرة وقرر وزير الرياضة تقديم كافة أوجه الدعم اللازمة للطفل بوضع برنامج عمل رعاية كاملة للطفل يوسف مصطفى، ومتابعته باستمرار تعليمياً ورياضياً وصحياً،  ومنحه عضوية مجانية دائمة بمركز شباب بدر القريب من محل سكنه، وكذلك تسليمه شنطة ملابس رياضية كاملة، حتى يتمكن من ممارسة الرياضة واللعبة المفضلة له، وكرة قدم عليها شعار الوزارة.

وذكر صبحي أن ذلك يأتي في إطار تحمل الوزارة لدورها المجتمعي، ورعاية الشباب والموهوبين، وخلق البرامج المتنوعة لرعايتهم وحمايتهم في المجتمع، ضمن دور الدولة في الاهتمام بكل الطوائف الرياضية.

وأصدر نادي مصر المقاصة بياناً جاء فيه: “أعلن أحمد عبد الخالق، رئيس لجنة الكرة بالفريق والمتحدث الرسمي، ورئيس الشركة الراعية، ضم الطفل يوسف، الذي انتشرت صورته وهو يقلد تدريبات فريق كرة قدم خارج أسوار أحد الأندية، لصفوف فرق أكاديميات البراعم بالمقاصة، باعتبارها منحة مجانية لهذا الطفل الذي ينتمي لعائلة بسيطة وتحقيق حلمه في ممارسة كرة القدم رغم ظروفه الخاصة”.

كما منح النادي إضافة لهذا الطفل تقديم 10 منح مجانية للمواهب من عائلات غير ميسورة مادياً ضمن الدوري المجتمعي للمقاصة.

إن دور الإعلام والمصور ورواد شبكات التواصل الاجتماعي والاهتمام الفوري من قبل الجهات المختصة ساعد الطفل يوسف لتحقيق حلمه وتبنّته عدة جهات، بينما لدينا كما ذكرنا نفتقر للملاعب داخل الأحياء ونشهد الأطفال كيف يلعبون أما في ساحات المدارس التي لا تصلح للعب أو في الشوارع، بحيث تخلق انزعاج للجيران، والملاعب المعشبة هي غالية الثمن للعب فيها وبالكاد الكبار قادرين للعب فيها، وهنا تكمن الحكاية لفتح الاتحاد الرياضي أكاديميات رياضية في الناحية الشرقية والغربية لتحتضن المواهب الصغيرة لدينا.

وتواجدت مدارس صيفية وكانت تراعي ظروف الكثيرين من الفقراء هذه حقيقة لدينا ولكن يجب فتح أكاديميات لكرة القدم وكافة الألعاب كما ذكرنا، فيكفي صرف الكثير من الأموال من قِبل الإدارة الذاتية على مشاريع في النهاية لا تأتي بنتائج إيجابية، فالأفضل كما ذكرنا هو إنشاء أكاديميات تستوعب هذه المواهب باشتراكات رمزية ومجانية للعوائل الفقيرة ولكن كما العادة نكتب ونحلم ولا شيء يتحقق.