العنصرية تسود عقليّة الاتحاد العربي السوري لكرة القدم

قامشلو/ دلير حسن ـ

في حلقة مستمرة من حلقات العنصرية بحق الكرة النسائية في مقاطعة الجزيرة، من قِبل الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، فقد أصدرت قائمة الكوادر الفنية والإدارية لمنتخبي فئتي (الناشئات والشابات) في سوريا، مع خلوّها من أسماء كوادر مقاطعة الجزيرة في تجاهلٍ واضح لكل إنجازاتهم على هذا الصعيد.

وتعتبر مقاطعة الجزيرة منبعاً للخبرات والكوادر الفنية والإدارية للكرة النسائية، بالإضافة لنجمات المستديرة واللواتي منحنَ سوريا ولأول مرّة في تاريخها لقبي (الناشئات والواعدات)، آسيوياً في العام المنصرم.

ولم يعُد خافياً على أحد مدى تطور الكرة النسائية في مقاطعة الجزيرة، وذلك بفضل الأندية والإدارات واللاعبات وأهاليهن، بالإضافة للتسهيلات التي تُقدمها الإدارة الذاتية في مقاطعة الجزيرة، والتي كان نتاجها ثلاثة ألقاب على مستوى سوريا على صعيد السيدات فقط، حيث حققت سيدات عامودا لقب النسخة الأولى على الملاعب المكشوفة في سوريا، للموسم 2019 ـ 2020 ـ وكذلك النسخة الثانية باسم سيدات الخابور للموسم 2020 ـ 2021، وآخر الألقاب كان النسخة الخامسة والأخيرة باسم سيدات الهلال للموسم 2023 ـ 2024.

فضلاً عن رفد المنتخبات السوريّة باللاعبات لمختلف الفئات (الواعدات الناشئات الشابات والسيدات)، ولكن على صعيد الكوادر الفنية والإدارية فمازالت العقلية العنصرية تسود الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، بعدم استدعاء هذه الكوادر إلا في مناسبات قليلة، ولكن في القائمة الحديثة لمنتخبي فئتي (الناشئات والشابات) فقد خلت بالمرة من أي اسم من مناطق مقاطعة الجزيرة، بالرغم من الألقاب التي ذكرناها، وهذا ليس إلا دليل على شيء واحد وهو العنصرية التي تُمارس منذ عقود على أندية مناطقنا وخاصةً نادي الجهاد الذي مازال محروماً باللعب على أرضه وبين جمهوره.

إنجازات آسيويّة بفضل لاعبات وكوادر المقاطعة

ولم تكتفِ لاعبات مقاطعة الجزيرة بنيل ألقاب على مستوى سوريا فقط، بل حققنَ للكرة السوريّة ولأوّل مرة في تاريخها لقبين، حيث استطاعت لاعبات من مقاطعة الجزيرة بمنح المنتخب السوري أول لقب في تاريخه على صعيد الكرة النسائية، إثر تتويج ناشئات منتخب سوريا بلقب بطولة اتحاد غرب آسيا الرابعة لكرة القدم (الأردن 2023)، وجاء هذا التتويج بعد فوزهن في المباراة النهائية على ناشئات الأردن بهدف سجلته اللاعبة آية محمد ابنة مدينة قامشلو في الدقيقة 76، فيما حلَّ المنتخب اللبناني في المركز الثالث بفوزه على ناشئات العراق بنتيجة 2-0.

واللاعبة آية محمد تعتبر نجمة في الكرة السوريّة، وحققت العديد من الألقاب الجماعية والفردية على صعيد الكرة السوريّة، وآخرها لقب هدافة الدوري السوري برصيد 14 هدفاً للموسم 2023 ـ 2024، بالإضافة للقب الدوري السوري العام للسيدات مع ناديها الهلال، هذا غير اللقبين مع سيدات ناديي عامودا والخابور.

كما حققت واعدات منتخب سوريا لقب بطولة غرب آسيا بفوزهن على نظيراتهن في المنتخب اللبناني بهدف دون رد في المباراة النهائية للبطولة التي جمعتهما، على ملعب البولو في العاصمة الأردنية عمان بالعام 2023.

هذه الألقاب الآسيوية بشهادة الجميع كانت البصمة الكبيرة هي للاعبات مقاطعة الجزيرة والفضل يعود لهن في تحقيق هذه الإنجازات، وخاصةً باتت المقاطعة مكاناً لتنشئة نجمات في كرة القدم.

سخط كبير تجاه الاتحاد العربي السوري

وشهدت الصفحات الرياضية والشخصية للرياضيين سخطاً كبيراً وانتقادات واسعة لقائمة المنتخب السوري لفئتي (الناشئات والشابات)، وعن التجاهل الحاصل للإنجازات التي تحققها الأندية بمناطقنا على مستوى سوريا، واتهموا الاتحاد العربي السوري لكرة القدم بالعنصرية والفساد والمحسوبيات، علماً أن المنتخب السوري خاصةً الرجال والشباب معروف أنه يغرق في الفساد والواسطات وهو بات أمراً معروفاً لكل السوريين في الداخل والخارج.

كما لاحظنا أثناء المباريات الختامية ومراسم التتويج في الدوري السوري لكرة القدم للسيدات للمواسم المذكورة التي حققت أندية عامودا والخابور والهلال ألقاب الدوري السوري، فقد كان الصوت ينقطع لأنه كان يتم تشغيل الأغاني الكردية من قبل تلك الأندية احتفالاً باللقب، مما كان يغيظ الحاضرين من هذا الاتحاد العنصري الذي لم يسمح بتشغيل الأغاني كنوعٍ من الديمقراطية لا أبداً، بل كان خوفاً من الضجة الإعلامية التي كانت سترافق أي تصرّف منهم، وكانوا يكتفون بقطع الصوت والتحجج بعطلٍ فني.

إن العقلية العنصرية التي يمارسها الاتحاد العربي السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق تجاه الأندية السورية التي تتخذ من مناطق في إقليم شمال وشرق سوريا مقراً لها ليس إلا عبارة عن حقد دفين تجاه رياضة المنطقة ككل، كونها تحقق الإنجازات رغم كل الصعوبات والظروف الصعبة التي يمر بها الإقليم، وخاصةً من تعرضه لهجمات المحتل التركي بشكلٍ مستمر، وبالرغم من كل ذلك فالإنجازات الرياضية لم تتوقف لا محلياً ولا خارجياً.