معرض القاهرة الدوليّ للكتاب… التُّراث والتاريخ في الصّدارةِ

قامشلو/ عبد الرحمن محمد –

تتواصل فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين، ويتواصل الاحتفاء بالكتاب في أجواء مفعمة برائحة الحرف، وعبق الكلمات، وتنتشي رفوف ومنصات المعرض بما تحمله من كتب، تضم بين جنباتها كنوز العلوم، وثمار الفكر والمعرفة، فيجود المعرض بما لذ وطاب من زاد العقول.

كانت فكرة المعرض قد طرحت بمقترح من الفنان عبد السلام الشريف منذ عام 1969وتم تبنيها من قبل وزير الثقافة المصري آنذاك الدكتور ثروت عكاشة، وبات حدثا دوريا، وتظاهرة ثقافية عربية وعالمية، تلتقي فيه مؤسسات ومنصات وشخصيات ثقافية مصرية، وعربية وعالمية، وافتتح في دورته الحالية في السادس والعشرين من كانون الثاني المنصرم، ويستمر لغاية السادس من شباط الحالي، وهي الدورة الثالثة والخمسون وافتتحت تحت شعار “هوية مصر …الثقافة وسؤال المستقبل”.

يستمر المعرض هذا العام، وبشروط دخول صحية خاصة، نظرا لظروف انتشار جائحة كورونا، وبات ارتداء الكمامة من أبرز مظاهر المعرض، ويتم دخوله عبر بطاقات الدخول من مراكز التسوق الالكتروني، فكانت السمة الأبرز لهذا العام، مع الإشارة إلى تواجد كادر صحي متابع من المتطوعين، وبإشراف مباشر من وزارة الصحة المصرية.

الكتبُ التاريخيّةُ والتراثيّةُ محطَّ اهتمامِ الزُّوَّارِ

الدكتور والكاتب محمد فتحي عبد العال من أحد رواد المعرض، وأحد المشاركين كذلك في المعرض، وبعدد من الكتب، وفي تصريح خاص لصحيفتنا تحدث عن المعرض، وما يتميز به في دورته الحالية وقال: “شهد المعرض إقبالا كثيفا خاصة في أيامه الأولى، وينصب اهتمام الجمهور على الكتب التراثية، والدينية والتاريخية، مثل: موسوعة مصر القديمة لسليم حسن، وكتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية، وتاريخ مديرية خط الاستواء للأمير عمر طوسون، وموسوعة شخصية مصر لجمال حمدان، وغيرها، حيث تزدحم صالتا الهيئة العامة للكتاب المصرية، وكذلك الهيئة العامة لقصور الثقافة، بآلاف الزوار يوميا حيث تتوفر هذه الكتب وغيرها بأسعار زهيدة”.

الدكتور عبد العال أضاف: “علاوة على ذلك فجناح الأزهر الشريف، قد اكتسى حلة مبهرة حيث يتوسط الجناح مجسم للشيخ حسن العطار، ووثائق نادرة عنه مع متحف للمخطوطات النادرة، والخط العربي، وإصدارات قيمة ونادرة تعود للشيوخ البارزين أمثال، الشيخ طنطاوي جوهري، علاوة على ركن للفتوى، وفي جناح مجلس حكماء المسلمين، وأنشطته، هناك تقديم وشرح واف عن هذا المشروع، وكان ذلك من الأمور المهمة في معرض الكتاب هذا العام”.

ركنٌ لكتُبِ الأطفالِ وأنشطةٌ خاصّةٌ لذوي الهمَمِ

الدكتور محمد فتحي عبد العال أشار إلى الجديد في المعرض “ما يميز المعرض في دورته هذه، تخصيص معرض خاص لكتب الطفل في القاعة الخامسة، حيث تُمارس أنشطة فنية وموسيقية داخلها، وركن للطفل، كما أن اللافت في المعرض كان تخصيص أنشطة لذوي الهمم لتنمية القدرات لديهم”.

كتبٌ فرديّةٌ وأخرى تشاركيّةٌ ضمَّها المعرضُ

 في حديثه عن مشاركته في المعرض، لهذا العام، أشار الدكتور، والكاتب محمد فتحي عبد العال: “شاركت في المعرض بتسع مؤلفات فردية خاصة، وهي: فانتازيا الجائحة، كتاب صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر، المجموعة القصصية حتى يحبك الله، كتاب على هامش التاريخ، والأدب، كتاب مرآة التاريخ، كتاب حكايات الأمثال، رواية ساعة عدل، المجموعة القصصية في فلك الحكايات، كتاب حكايات من بحور التاريخ/ كما أنني مشارك في سبعة كتب تشاركية مع عدد من المؤلفين، وهي كتب متنوعة منها للأطفال، ومنها ما هو في القصة والمقالة وغيرها”.

ويذكر إن الهيئة العامة لقصور الثقافة، أصدرت في مشروع النشر سلسلة روائع الأدب الموجودة حاليًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الحالية، ومن بين الكتب اللافتة أيضا، وحسب الموقع الرئيسي الرسمي للمعرض، رواية “بيت الديب” للمبدع عزت القمحاوي، ووصية الفراشة شعر جبار ياسين، من سلسلة كتابات نقدية، التي يرأس تحريرها د. حسين حمودة كتاب “أسئلة المنهج النقدي” للدكتور مجدي يوسف، وكتاب “في الاستشراق الإنجليزي المعاصر” نقد ونصوص ترجمة، وتحليل وتعليق الدكتور محمود محمد مكي.

ولوحظ هذا العام، وحسب بعض رواد المعرض فيما يخص دور النشر الخاصة، والتي تهتم في المقام الأول بالروايات، وبالشعر، والقصة القصيرة، قلة الإقبال، وفي عدد الرواد، ومقتني هذه الكتب.