قامشلو/ علي خضير –
افتُتِحَ معرض الفن التشكيلي لهذا العام بنسخته الثَّامنة برعاية هيئة الثَّقافة في شمال وشرق سوريا، وهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة تحت شعار “معاً لنجعل الفن ربيع القلوب”، في مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، (الأحد) الفائت 28 أيار الجاري، بمشاركة أكثر من مائة فنَّان، من مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، وكان للإدارة الذاتية وهيئة الثقافة تعقيب وتقييم لذلك.
حيث شارك كل فنَّان بلوحة واحدة، كانت أغلب اللوحات تعبِّر عن دور المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، وكان موضوع اللوحة تعبيراً عن الواقع، الذي عاشته شعوب المنطقة من حزن أو فرح، وعرضت فيه 109 لوحة، رسمها أكثر من 100 فنّان ورسّام في شمال وشرق سوريا، نصفهم من النِّساء.
وتسلّط اللوحات الضَّوء على الثَّقافة والفلكلور الكرديَّين، والتهجير والنزوح ومنازل الكرد والمواقع الأثريّة في عفرين والارتباط بأشجار الزيتون، والطبيعة وغيرها، كما يضمّ المعرض لوحاتٍ رُسِمَتْ فيها شهيدات وحدات حماية المرأة والشهيد “يوسف كلو”.
“المعرض أعطى بعداً حضارياً ووجدانياً”
في رصد لآراء ممثلي الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ولهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، التقينا نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية “كبرئيل شمعون“، ووصف المعرض على أنه معرض “عالمي” لأنه يعطي بعداً حضارياً ووجدانياً لسوريا بشكل عام، ولشمال شرق سوريا بشكل خاص، وأنَّ الفنَّانين في شمال وشرق سوريا قد تعبوا وبذلوا الجهد الكبير على هذه اللوحات، لكي يقدموا لنا فناً جميلاً.
وأشار إلى أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تدعم هذه المشاريع فنية، وتعدها من صلب عمل هيئة الثقافة للإدارة الذاتية: “نحن مستمرون في الدَّعم لكل فنَّانينا في شمال وشرق سوريا، وندعو الفنَّانين كافة في المنطقة أن يشاركوا في المعارض المقامة، حتى نوصل صورتنا الحضاريَّة لكل أصقاع العالم، هذه الصُّورة التي تعبِّر عن البعد الوجداني والحضاري لسوريا بشكل عام، لأنَّنا أصحاب حضارة وتاريخ عريق، وقد جسد الفانون هذا التاريخ بموضوعات لوحاتهم الفنية الجميلة”.
الاهتمام الكبير بالمعرض
ومن جهتها تحدَّثت لنا نائبة هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا “روناهي حسن” موضحةً أنَّ الهدف من المعارض والملتقيات، هو رفع مستوى الفن بمناطق شمال وشرق سوريا والاهتمام بالفنَّانين ودعمهم.
وعن دور الفن للشعوب قالت روناهي: “الفن هو صوت الشعب ومرآة الشعب اللذان يعبران ويعكسان آلامه ومآسيه، التي يمر بها في الوقت الرَّاهن، والفن هو رسالة واضحة ومفهومة توصل للعالم أجمع عن تطور المجتمع وتقدُّمه أيضاً”.
تشكيل لجنة تقوم باقتناء اللوحات المميزة
وقد شكّلت هيئة الثقافة لشمال وشرق سوريا لجنة لاختيار اللوحات الأكثر تميّزاً لاقتنائها في نهاية المعرض. هذا وسيُختتم المعرض الذي لقي اهتماماً كبيراً من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وهيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، بالإضافة لاهتمام الأهالي وإعجابهم باللوحات الفنِّية، يوم الثلاثاء 30-5ـ2023، وسيتم اختيار اللوحات المتميزة للإعلان عن فوزها. وتسليم الجوائز للفنَّانين المشاركين، وللفنَّانين المميَّزين.
تكمن أهمية المعرض لأنه ملتقى عام لجميع الفنَّانين في مناطق شمال وشرق سوريا، إضافةً لكونه بادرة مهمَّة للاطِّلاع على ثقافة الشعوب المتواجدة بالمنطقة، وتجسيد المعاناة من خلال اللوحات المعروضة، لإيصال الرِّسالة التي تعبِّر عن تراث وثقافة مجتمعنا وشعوبنا في المنطقة، بالإضافة إلى نقل الواقع المؤلم في الوقت، الذي تمرّ به الشُّعوب.
