معاً للتضامن مع نرجس محمدي

هيفيدار خالد_

قبل أيام أعلنت الناشطة الحقوقية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي عبر حسابها على مواقع التواصل “انستغرام” عن دخول سبع معتقلات بسجن إيفين في إضراب عن الطعام، بسبب المعاملة السيئة التي تتعرض لها هي وغيرها من السجينات، وعدم تقديم العلاج الطبي لها لرفضها ارتداء الحجاب. والسجينات اللواتي دخلن الإضراب هن كل من سبيده قليان، وبهاره هدايت، ورضوان خانبيجي، وزهرا توحيدي، وفيدا رباني، كلرخ إيرائي، وزهرا شافعي .

وحسب المعلومات، التي نقلتها وسائل إعلام إيرانية، فإن نرجس محمدي تعاني من مشاكل في القلب وتم تشخيص حالتها من قبل طبيب السجن، والذي أفاد بضرورة نقلها إلى مشفى القلب لإجراء فحوصات طبية لها، إلا أنه تم منعها من النقل إلى مشفى خارج السجن بسبب معارضتها ارتداء الحجاب أثناء نقلها، لتبدأ إضراباً عن الطعام منذ السادس من تشرين الثاني الحالي، احتجاجاً على تقييد الرعاية الطبية لها ولغيرها من السجينات.

يواصل النظام الإيراني إجراءاته التعسفية والقمعية بحق النساء في البلاد منذ أكثر من أربعين عاماً، سواء في السجن أو خارجه، دون حسيب أو رقيب، فالمرأة الإيرانية في ظل هذا النظام تمنع الخروج من المنزل لوحدها، وإذ كان لا بد من خروجها فلا بد من مرافقة رجل لها، عليها الالتزام بالحجاب الإجباري وما يسمى اللباس الشرعي… عليها وعليها الكثير الكثير، إلا أن الشيء الوحيد الذي لا يجب عليها هو التعبير عن آرائها  أو أفكارها في المواقع المهمة والحساسة ومراكز صنع القرار.

لا يمر على النساء الإيرانيات يوم دون قوانين وقيود صارمة تمنعهن من أبسط حقوقهن في الحياة. فمن التهميش والإقصاء والعنف إلى الاعتقال والسجن والإعدام.

وما الإضراب الأخير الذي شهده سجن إيفين في طهران إلا لتعبير عن حجم التضييق الذي تنتهجه السلطات بحق المعتقلات وتنديداً واستنكاراً للسياسات التي تطبقها بحق النساء جميعهن سواء داخل المعتقل أو خارجه، ولا سيما ما ارتكبته بحق نرجس محمدي مؤخراً، من فرض لارتداء الحجاب الإجباري أثناء نقلها لتلقي العلاج في المشفى، لتدخل نرجس من بعدها في إضراب، ومن ثم مجموعة نساء أخريات.

وتطول قائمة انتهاكات السلطات الإيرانية بحق النساء في البلاد، فجريمة قتل الشابة الكردية جينا أميني ما زالت عالقة في ذاكرة المجتمع الإيراني والإنسانية أجمع عندما تعرضت للضرب على يد عناصر ما تسمى بشرطة الأخلاق. وحادثة مقتل الشابة الكردية الفتية أرميتا غراوند ذات 16 ربيعاً التي فارقت الحياة بعد أيام من تعرضها للضرب على يد ما تسمى شرطة الحجاب في مترو الأنفاق في العاصمة الإيرانية طهران، واليوم نرجس محمدي والعشرات من رفيقاتها يتعرضن للانتهاكات ذاتها على يد السلطات ذاتها، ومن المحتمل أن يوجهن المصير ذاته ما لم يتم لجم السلطات الإيرانية عن ارتكاب المزيد من المجازر بحقهن.

نعم إذ ما أردن القول لانتهاكاتهم كفى… فعلى النساء جميعهن في إيران وكافة أصقاع العالم تصعيد نضالهن أكثر فأكثر، إذ ما أردن تحقيق الحرية لهؤلاء النساء اللواتي يقبعن في سجون الظلم والاستبداد. عليهن رص الصفوف وشحذ الهمم وتحدي الأخطار، لبعث الحياة من جديد في نفوس أتعبها الفقد والحرمان.