مصطفى شيخ مسلم: على الأطراف السورية الانفتاح صوب مبادرة الإدارة الذاتية

كوباني / سلافا أحمد –

أشاد المحامي، وعضو هيئة التحرير لمجلة شرق الأوسط، مصطفى شيخ مسلم، بجهود الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، الساعية بكل جدية إيجاد حل جذري للأزمة السورية، وأشار إلى إن مبادرة الإدارة الذاتية يمكن الاعتماد والبناء عليها في إيجاد الحل للمعضلة السورية.

وأطلقت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مبادرة في 18 نيسان المنصرم، وهي تسعة بنود لحل الأزمة السورية، ركزت من خلالها على ضرورة منح كافة الشعوب حقوقها المشروعة ضمن سوريا الموحدة، وإنهاء الاحتلال التركي، والاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب، والتقاسم العادل للثروات والحرص على مبدأ تحقيق العدالة الاجتماعية.

وردود الأفعال الإيجابية والداعمة للمبادرة تتوالى، خصوصا أن الإدارة كانت أول طرف سوري يطرح خارطة طريق واضحة المعالم، مع العلم أن الإدارة الذاتية لم تتوقف يوماً عن المطالبة بالحل السياسي للأزمة السورية، ومشاركة السوريين فيها، وهي تطرح الآن الخطوات العملية لحل الأزمة السورية، والتي يراها العديد بأنها أنسب الحلول للوصول إلى إنهاء هذه الأزمة التي طال أمدها.

المبادرة نواة الحل في سوريا

وحول ذلك، أجرت صحيفتنا لقاءً مع المحامي وعضو هيئة تحرير مجلة الشرق الأوسط الديمقراطي، مصطفى شيخ مسلم، الذي استهل حديثه: “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومن منطلق كونها تشكل نواة الحل في سوريا وهويتها الحقيقية، تقدمت بحزمة مقترحات إذا ما تم الأخذ بها سينتج عنها إيقاف نزيف الدم السوري، والوصول للتفاهم بشأن الحلول المنطقية للأزمة السورية، وإنهاء معاناة السوريين”.

وأوضح شيخ مسلم: “الإدارة الذاتية لم ترَ نفسها، ولو ليومٍ واحد، غير معنية بما يجري في الداخل السوري، من خلال طرح مبادرات الحل، والتوجه نحو الداخل السوري، والمطالبة بجلوس السوريين حول طاولة واحدة، وخير دليل عن ذلك يوم حدوث الزلزال كانت الإدارة الذاتية السباقة في تقديم المساعدات للمنكوبين من السوريين، وهي لم تفرق بينهم، فضلاً عن المبادرات السياسية للحل، التي شملت حكومة دمشق، وأيضا المعارضة الوطنية، بهدف الحوار بين السوريين”.

وأكد شيخ مسلم: ” في نهاية المطاف، ومهما طال أمد الحرب في سوريا، لا بد من أن تُكتب لها النهاية، وهذه النهاية لن تكون إلا بحوارٍ سوريٍ – سوري، والعمل على إنهاء الاحتلال التركي وإخراج القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وإتاحة الفرصة أمام السوريين أنفسهم ليتسنى لهم الارتقاء بوطنهم دون إملاء، أو وصاية من أي جهة أخرى”.

مشروع وطني يهدف للديمقراطية واللامركزية

وأشار شيخ مسلم: إلى إن “مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، هو النموذج الأمثل الذي استطاع الإحاطة بكل السوريين باختلاف لغاتهم، وتنوع خلفياتهم الدينية والإثنية والعرقية، كُلٌ بخصوصيتهٍ ضمن جغرافيا واحدة تعرف باسم سوريا، وهذا النموذج أثبت قوته عسكرياً وسياسياً، إذ توحَّد الدم المسيحي مع دم المسلم في جبهاتٍ عدة تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، وكذلك الكردي والعربي والأرمني، والسرياني وغيرهم، ومشروع الإدارة الذاتية مشروع سوري وطني يهدف للديمقراطية واللامركزية”.

واختتم مصطفى شيخ مسلم حديثه بالقول: “الإدارة الذاتية دائماً كانت ولا زالت تقدم الحلول، التي بإمكانها أن تكون الأساس لأي حل في سوريا، والمبادرة الأخيرة وضعت النقاط على الحروف، وأكدت الإدارة، أن أبوابها مفتوحة للسوريين عامة، وعلى الأطراف السورية الأخرى الانفتاح إلى هذه المبادرة، التي قد تكون بداية النهاية للأزمة السورية المستعصية”.