قامشلو/ دعاء يوسف-
أكدت شبيبة قامشلو ضرورة تصعيد النضال ضد هجمات المحتل التركي، وزيادة وتيرة النشاطات المطالبة بتحرير القائد “عبد الله أوجلان”، مناشدةً منظمة مناهضة التعذيب للقيام بدورها.
عندما يصبح قاتل الإنسانية طليقاً يعيش برخاء، وقائد الحرية سجيناً في أقفاص، وتشدد عليه العزلة، خوفاً من وصول صدى صوته للأرجاء، يبقى اسمه مرتبطا بالشعوب التواقة للحرية، متحولاً من رمزٍ وقدوةٍ للكرد، إلى ملهمٍ للبشرية جمعاء.
صراع بين الحقيقة والظلم
قامت الدولة التركيا باعتقال القائد “عبد الله أوجلان”، وعزله عن العالم الخارجي في سجن إيمرالي، ظناً منها أن ذلك سيطفئ شعلة المقاومة، ولكن حدث عكس ذلك، فقد انتشر فكره كالنار في الهشيم بين الأرجاء، وباتت فلسفته وكتبه موسوعات وأبوابا نحو السلام، فمن فيلسوف ومفكر خرج من ظل الرأسمالية، إلى رمز للحرية في كافة أصقاع العالم وبمختلف القوميات والأديان.
ويرى القائد “عبد الله أوجلان”، أن قضيته طويلة الأمد، عندما قال: “من العصيب جداً رؤية مثال مشابه في التاريخ، لقضية سياسية ثقيلة الوطأة، ولا تزال غامضةً، فكم ستدوم بعد؟”.
فعندما رأت الفاشية التركية أن ما قامت به لم يجدِ نفعاً، ضيقت الخناق على قائد الإنسانية “عبد الله أوجلان”، الذي لم يُرَ داخل أسوار سجنه سوى المقاومة، حيث قال: “بينما أمر كفرد بمحاكمةٍ، ضمن شروط عزلة ثقيلة الوطأة، وبمفردي من جهة، أواصل الدفاع عن ذاتي قانونياً من الجهة الثانية”.
ومن هذا الدفاع المميت، الذي شهدته تركيا الفاشية، من القائد ضد أساليبها، مارست بحقه التجريد والعزلة المشددة، ومنع الزيارات حتى اللقاء بعائلته ومحاميه، فكانت آخر زيارة لمحاميه، بين الثاني من شهر أيار والسابع من آب، لعام 2019، أما لقاؤه بعائلته كانت منذ آخر مكالمة هاتفية حدثت في 25 آذار2021، فكل ذلك انتهاكات، تمارسها دولة المحتل التركي، وسط صمت دولي مخزٍ، والتي مهما ظهرت بأقنعة الديمقراطية والمساوة، تبقى الصورة الحقيقية المشبعة بالديكتاتورية جلية لشعوب المنطقة.
فكل هذه الانتهاكات والتحفظات على القائد “أوجلان”، أثارت سخط، واستنكار العزلة التي تزداد يوماً بعد يوم، من قبل عامة الشعب، والشبيبة على وجه الخصوص، ممن أولى القائد الأهمية الكبرى لهم في رسم المستقبل وتغيير السياسات القائمة، بقوله: “الشبيبة هم القوة والطاقة الحيوية لتقوية وحماية المجتمع”.
Cpt”لا تقوم بواجبها”
“كما حررنا القائد فكرياً، سنسعى لرفع وتيرة النضال والمقاومة، ونزيد من فعالياتنا من أجل حريته الجسدية”، بهذه الكلمات المليئة بالعزيمة والإصرار، بدأت “ليلى حسين”، حديثها، أيماناً منها بأن فكر القائد “عبد الله أوجلان”، قد حررها من قيود التخلف، وسلاسل الظلم التي كانت تطوق المرأة وتقلل من شأنها.
كما أكدت قائلةً: “إن الدولة التركية تخشى من فكر القائد “أوجلان”، لذلك عزلته في غرفة في إيمرالي، فقد سعى القائد “أوجلان”، لتغيير النظام القائم على سيادة الحاكم والدولة، وإبداله بنظام يتيح مجال التعايش السلمي لكافة شعوب الشرق الأوسط والعالم”.
ونوهت أيضاً، إلى الانتهاك الصارخ لحقوق القائد “عبد الله أوجلان”، من قبل الاحتلال التركي وباقي الدول، بقولها: “لا يسمحون اليوم بزيارة عائلته ومحاميه له، في مكان احتجازه، ويشددون العزلة عليه، ولو بإمكانهم لقطعوا الأوكسجين عنه”.
وأكدت ليلى، أن الدول الأوروبية تزيف الحقائق، وأن اللجنة الأوروبية لمناهضة التعذيب لا تقوم بواجبها، بل أصبحت شريكة في لعبة العدوان، فبالرغم من تصريحاتها بأن هذه الانتهاكات غير مقبولة، وتتعارض مع القوانين، والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، لكن ما تقوم به مناقض لذلك، فاختتمت قائلةً: “لا يمكننا أن نقول عن الدول الأوروبية دولاً تحمي حقوق الإنسان، فهي لم يكن بمقدورها حماية قائد البشرية “عبد الله أوجلان”، الذي دافع عن الحقوق بعيداً عن الديكتاتورية”.
