سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مشهد القصف الإيراني لتل أبيب.. هل هو حفظ ماء الوجه أم مسرحية سياسية هزلية..؟!

بيريفان خليل_

مسرحية هزلية، حرب مزيف، حفظ لماء الوجه، اتفاق مسبق، صفعة موجعة أم هجوم فاشل، هذه العبارات كانت وصفاً للرد الإيراني على إسرائيل، فتبادل الطرفان التهديد والتحذير، في صورة يستكمل فيها مسلسل خداع العالم، في حين تتكشف خيوط الصراعات الدولية كل حسب مصلحته.
غارات جوية قصفت إسرائيل فيها مبنى بالقرب من القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من نيسان الجاري، وعد هذا القصف أول استهداف لإسرائيل لمواقع بالقرب من مقرات رسمية دبلوماسية لإيران، بعد أن كان استهدافها مباشرة لقياديين عسكريين، ومواقع عسكرية إيرانية في سوريا والعراق، وإثر هذا الاستهداف قتل 14 شخصاً بين قيادي عسكري، وعناصر إيرانيين وعاملين، هذا الحدث أشعل شرارة التهديدات بين طهران وتل أبيب، حيث هدد الأول الطرف الثاني، فتمسك الأخير بمبدئه بالرد وإلحاق الهزيمة بإيران.
شرارة القصف
إسرائيل تحتل المرتبة الرابعة عشرة بين أقوى جيوش الأرض، بينما تحتل إيران المرتبة السابعة عشرة عالمياً وفق لموقع غلوبال فاير باور”، إلا إن إسرائيل متقدمة عسكرية على أصعدة عدة أكثر من إيران كما يقال عنها، لذا يتباهى الطرفان بقوتهما، ويستخدمان لغة العسكرة والسلاح دوماً في كل خلاف، أو تناقض بينهما، أو بين أطراف أخرى.
وبرز ذلك الأسلوب بعد استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، حيث كشف مستشار المرشد الإيراني، رحيم صفوي بأن جميع سفارات إسرائيل لم تعد آمنة متوعداً بـ “توجيه صفعة” لإسرائيل.
وبقي الرد ساكناً فترة من الزمن، حتى وصول وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى سوريا، على رأس وفد سياسي وبرلماني قادماً من العاصمة العمانية مسقط، بعد أسبوع من القصف الإسرائيلي.
فعقب ذلك رد طهران على تل أبيب في مساء يوم السبت 13 نيسان الجاري، بشن هجوم بالمسيرات من أراضيها على إسرائيل، وبالتزامن أعلن حزب الله إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه قوات الدفاع الجوي الإسرائيلي في الجولان، في حين عقدت أمريكا اجتماعاً مع قادة الأمن القومي والنقاش حول القصف وإجراءاتهم بخصوصه، بالمقابل أغلقت الأردن والعراق ولبنان مجالهم الجوي، في حين علقت مصر رحلاتها الجوية، كما غيرت الكويت مسارات طائراتها المدنية بعيداً عن مناطق التوتر، وبذلك تحركت الدول على الساحة الإقليمية والعالمية، وحددت موقفها من القصف والنزاع بين طهران وتل أبيب كما أظهرت الطرفان للعلن.
المبالغة في النتائج 
الأرقام المزيفة أو النتائج المتناقضة التي بينها الطرفان خلال خمس ساعات القصف كانت كفيلة بكشف غاياتهما، وما يظهرانه للعلن، حيث قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هارغاري: إن طهران أطلقت أكثر من 200 طائرة مسيرة وصاروخ على إسرائيل مشيراً إلى أنه تسنى اعتراض العديد منها بعيداً عن حدود إسرائيل، في حين يقول الحرس الثوري، إنه تمكن من تدمير عدة مواقع عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي. ويعلق الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء دكتور هشام الحلبي في حديثه لموقع الحرة على أن كلا من الجانبين لديه “رواية مختلفة”، فإيران تقول إنها “حققت أهدافها”، بينما تؤكد إسرائيل “إفشالها الضربة”.
تل أبيب وملامح الرد 
وجاءت الردود من المسؤولين الإيرانيين بلغة حاسمة بأنه طهران لن تتمكن من تجاوز حدودها معها، وستكون لها بالمرصاد، وكالعادة كانت لغة السلاح هي اللغة المستخدمة بالرد، كما أنها عبرت عن شرعيتها للرد مثل الشعبي “ضربني وبكى وسبقني واشتكى” فالتلفت حولها أغلب دول العالم وتؤكد دعمها لها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل ستحقق النصر، بعد تصديها لرشقة من الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية. وكتب نتانياهو في منشور موجز على منصة، إكس باللغة العبرية: “اعترضنا وتصدينا، معا سننتصر”.
في حين يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي، كوفي لافي، أن “إسرائيل مستعدة للتعامل مع السيناريوهات الإيرانية كافة، سواء المباشرة أو غير المباشرة”.
ويشير إلى أن “إسرائيل لديها القدرة في الحفاظ على أمنها وسلامتها من أي تهديدات سواء عن طريق إيران نفسها، أو وكلائها بمنطقة الشرق الأوسط”. وإذا فكرت إيران في تهديد إسرائيل عبر وكلائها، فإن الرد الإسرائيلي سوف يهدد “الأمن القومي الإيراني”، ومهما كانت “القوة العسكرية الإيرانية فهي لا تضاهي القدرات الإسرائيلية النوعية المتطورة”، وفق الخبير الاستراتيجي والعسكري الإسرائيلي.
ويشيد بقوة إسرائيل: “ليست دولة ضعيفة فهي تمتلك أسلحة نوعية تعتمد على تكنولوجيا حديثة لا توجد لدى أي جيش في العالم، ولم يتم استخدامها بعد وسيكون أي هجوم على الأراضي الإسرائيلية فرصة ذهبية لتجربة تلك الأسلحة”، على حد تعبير لافي.
ولدى إسرائيل خيارات عدة للرد على أي “هجمات إيرانية مباشرة أو متعددة الجبهات”، وإذا أراد أحد استفزاز الجيش الإسرائيلي أو استغلال حالة الحرب، فسوف يدافع الشعب عن دولته ضد أي عمل عسكري، كما قاله لافي.
ويشدد لافي، إن إسرائيل “قادرة على تدمير أي قوة تهدد أمن وسلامة الشعب الإسرائيلي”، موجها رسالة لإيران قائلا: “تفضلوا وسوف تشاهدون ردا لم تروا له مثيلا في حياتكم”، بهذه اللغة الحاسمة يتحدث الخبير وكأنه أحد المسؤولين في دولة إسرائيل.
حفظ ماء الوجه
أما الرد الإيراني على تهديدات تل أبيب، ولتغطي على فشلها في تحقيق النتائج المرجوة، فإن لغة المبالغة ظهرت لديها هي الأخرى، لتؤكد بأنها نجحت في تحقيق الهدف.
وقال خامنئي في مقطع الفيديو الذي نشره بعد القصف: “عندما يهاجم الكيان الصهيوني قنصليّة إيران في سوريا، فإن ذلك يوازي مهاجمة أراضينا. أخطأ الكيان الخبيث، ويجب أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك”.
في حين أعلن الحرس الثوري الإيراني، يوم الأحد 14 نيسان الجاري أن أهداف الهجوم على إسرائيل كانت عسكرية، وتم ضربها بنجاح. ونشر الحرس الثوري بيانه الثاني وأشار فيه إلى تدمير أهداف عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي، محذرا الحكومة الأمريكية من أي دعم ومشاركة في الإضرار بالمصالح سينتج عنه رد إيراني حاسم.
كما وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية، في التاريخ نفسه، أن القوات المسلحة الإيرانية مارست حقها الأصيل في الدفاع عن النفس ورداً على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الإسرائيلي كما وصفته.
وذكرت الوزارة في بيان، أن للجيش الإيراني الحق في ممارسة حقه الأصيل في الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ورداً على الاعتداءات العسكرية المتكررة للنظام الصهيوني، واستشهاد المستشارين العسكريين الرسميين الإيرانيين، الذين كانوا يعملون في هذا البلد بدعوة من حكومة دمشق وخاصة هجوم الأول من نيسان، حيث قاموا بسلسلة من الهجمات العسكرية ضد القواعد العسكرية الصهيونية في ١٤ نيسان الجاري.
وشددت في البيان بأنه في الوقت الذي تؤكد فيه إيران على التزامها بمبادئ وأهداف ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، فإنها تؤكد تصميمها على الدفاع بشكل حاسم عن سيادتها، وسلامتها الإقليمية، ومصالحها الوطنية ضد أي استخدام غير قانوني للقوة أو العدوان.
الخبير الاستراتيجي الإيراني، سعيد شاوردي، هو الآخر يدافع عن إيران كما سبقه الخبير الإسرائيلي بالدفاع عن دولته، فيشدد على أن تصريحات خامنئي بمعاقبة إسرائيل ليست مجرد تهديدات أو حرب نفسية، كما يعتقد الجانب الإسرائيلي، وستكون مخطئة إن ظنت إن إيران ليست لها أدوات للرد والعقاب.
وأفاد بأن إيران “قوية وألحقت بالإسرائيليين أضراراً استراتيجية في الوقت الحالي”، وهي قادرة على “إلحاق أضرارا وجودية بإسرائيل مستقبلا”.
ويكشف الخبير الاستراتيجي المقيم في طهران عن “خطة طويلة الأمد تتضمن أدوات إيران لتنفيذ تهديداتها”، ومنها “الرد غير المباشر على عدة جبهات داخل إسرائيل وخارجها، والرد المباشر بالداخل الإسرائيلي”.
ويشير شاوردي، أن “إيران لديها العديد من الحلفاء بمنطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فهي ليست بحاجة للدخول في حرب مباشرة طاحنة مع إسرائيل، ومن يحالفها”.
الرد الإيراني قد يحدث في “أي لحظة”، وقد يستمر لأيام أو أسابيع وربما أكثر، من خلال “مسيرات متطورة وقوة صاروخية، وأساليب أخرى مثل الحرب السيبرانية والمواجهات الإلكترونية”، وفق الخبير الاستراتيجي الإيراني.
وقال أيضاً بأنه إذا فكرت إسرائيل في “استهداف الداخل الإيراني فسوف تواجه ردا قويا ومباشرا ومتعدد الجبهات، وإذا قامت الطائرات الإسرائيلية بقصف أي هدف بالأراضي الإيرانية، “فلن تجد مطارات لتحط عليها في إسرائيل”.
ما بين موالٍ ومخالف توقف النزاع
لم تكن الردود مختلفة كثيراً فيما يتعلق بالقصف الإيراني على إسرائيل فأغلب الدول تضامنت مع إسرائيل وأعلنت عن تضامنها معها، لتبقى طهران وحيدة وفي المواجهة، في حين استخدمت الدول العربية اللغة الحيادية داعية إلى تهدئة النفس.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “بشدة التصعيد الخطير”، وقال: “أناشد جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لمنع أي عمل قد يؤدي إلى مواجهات عسكرية كبرى على جبهات متعددة في الشرق الأوسط”.
فيما أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن بلاده تدين الهجوم، وقال: “إيران عبر قرارها تنفيذ هذا العمل غير المسبوق، إنما تتجاوز عتبة جديدة في أفعالها الهادفة إلى زعزعة الاستقرار، وتُجازف بحصول تصعيد عسكري”، مضيفا أن “فرنسا تكرر تمسكها بأمن إسرائيل وتؤكد تضامنها” مع الدولة العبرية.
وأكد الرئيس الأمريكي جو بادين، يوم الأحد 14 نيسان، التزام بلاده بشكل صارم بـ”أمن إسرائيل”، ويشار إلى أن أمريكا قد كشفت عن موقفها منذ البداية الأمر الذي دعا إيران إلى تهديدها هي الأخرى، إن وقفت مع إسرائيل، وعقد جو بايدن اجتماعاً طارئاً مع كبار المسؤولين الأمنيين لبحث التصعيد المتنامي في الشرق الأوسط فور حدوث القصف.
وأعلنت الحكومة البريطانية إرسال طائرات مقاتلة إضافية إلى الشرق الأوسط، مؤكدة أنها ستعترض “إذا لزم الأمر” أي هجوم جوي، وندد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بالهجوم الإيراني “المتهور”، مؤكدا أن بريطانيا “ستواصل الدفاع عن أمن إسرائيل.
وكما غيرها حذرت برلين من أن الهجوم الإيراني قد “يغرق منطقة بكاملها في الفوضى”، وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك: “ندين بأشد العبارات الهجوم المستمر، الذي قد يغرق منطقة بكاملها في الفوضى، على إيران ووكلائها أن يتوقفوا فورا… برلين تقف بحزم إلى جانب إسرائيل”.
ومن جانب آخر قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في بيانه، إن كندا تُدين بشكل تام الهجوم الإيراني، مضيفا أنه “متضامن مع إسرائيل” واعتبر أنّ الهجوم “يظهر مرة أخرى ازدراء النظام الإيراني للسلام والاستقرار في المنطقة”.
الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي أعرب عن “تضامنه والتزامه الثابت تجاه دولة إسرائيل في مواجهة الهجمات التي شنّتها طهران.
وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: “هجوم إيران بالمسيرات والصواريخ مساء السبت على إسرائيل، منددا بـ”تصعيد غير مسبوق” و”تهديد خطير للأمن الإقليمي”.
وكما ذكرنا مسبقاً بأن العرب استخدموا لغة محايدة وأسلوباً مبطناً فأعربت وزارة الخارجية السعودية عن “بالغ القلق جراء تطورات التصعيد العسكري في المنطقة وخطورة انعكاساته”، داعية “الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس، وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب”.
وأكدت الوزارة “ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، ولا سيما في هذه المنطقة البالغة الحساسيّة للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة، التي سيكون لها عواقب وخيمة في حال توسّع رقعتها”.
وحذرت القاهرة من “خطر التوسع الإقليمي للنزاع” ودعت عبر وزارة خارجيتها “إلى أقصى درجات ضبط النفس” وأكدت “الاتصال المباشر مع جميع أطراف النزاع لمحاولة احتواء الوضع”.
مسرحية هزلية
وجاء القصف من منظور متابعين للأحداث على أنها مسرحية هزلية، أو صرف أنظار عن الجرائم التي تمارسها الأطراف المتنازعة، وشاركت وسائل إعلامية تقريراً أعده أحمد مبارك على قناته الخاصة، تحت عنوان “الحرب المزيفة! إسرائيل وإيران أعداء أم أصدقاء؟! وهذه الحلقة كانت قد نشرت عام 2022، وتم إعادة نشرها لأن الأحداث وفق المتابعين هي نفسها، وجاءت التعليقات على ذلك بأن ما جرى مسرحية هزلية بطلتها أمريكا، وضيوف الشرف هم إيران، وإسرائيل، والمؤلف هو بريطانيا، والكومبارس هم المرتزقة التابعة لإيران في الدول العربية.
وبعنوان آخر “أين عنصر المفاجأة؟ محلل عسكري: الهجوم الإيراني على إسرائيل “مسرحية هزلية”، أكد المحلل العسكري العميد أحمد رحال في تقرير أن الهجوم الإيراني على إسرائيل، ما هو إلا “مسرحية هزلية” تمارسها إيران أمام العالم.
وقال في مداخلة هاتفية مع قناة “العربية” إن عنصر المفاجأة والسرية هو أساس أي عملية عسكرية يتم شنها.
وتساءل: كيف يتم شن هجوم عسكري بإعلام مُسبق ومتابعة دولية لتحركات المُسيرات والصواريخ قبل إطلاقها؟
في حين نقلت “العين الإخبارية” الخبر بعنوان “الهجوم الإيراني على إسرائيل «انتقام» للقنصلية أم «دفاع» عن غزة؟
وفيها يوضح المحلل السياسي المصري هشام النجار، إن الرد الإيراني ليس دفاعا عن غزة، مضيفا أنه «لو كان الأمر يحمل نية للدفاع عن غزة لكانت تحركت إيران وحزب الله مباشرة بعد السابع من تشرين الأول الماضي أو على الأقل بعد بدء إسرائيل حربها الجوية والبحرية والبرية على غزة، لإنقاذ أهل القطاع الفلسطيني وتقليل خسائر حليفتها حماس.
وأوضح النجار، أن «ما يحدث لن يتجاوز المتفق عليه لحفظ ماء وجه إيران، وإظهارها قوة تستطيع الثأر بعد ضرب سفارتها وقتل بعض عناصرها». الأمر نفسه أشار إليه المحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، قائلا: إن الرد الإيراني بمثابة «مسرحية هزلية»، مشيرًا إلى أن طهران وتل أبيب اتفقتا على هذا الرد.
وبذلك بقيت طهران وتل أبيب في مقدمة الممارسين لأشد أنواع العنف والجرائم في الشرق الأوسط عامة، فالأولى تسعى إلى صرف الانتباه عما يحصل في إيران، ورفض سياستها القمعية من خلال انتفاضة Jin, Jiyan, KAzadî والثانية ترغب بصرف النظر عن إجرامها في فلسطين، وما يزيد الطين بلة هو معرفة جميع الدول بالممارسات القمعية لتلك الدولتين، ولكنها تختار الصمت أو الانحياز للأقوى.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle