الحسكة/ آلان محمد –
ربما اعتاد الشعب في مقاطعة الحسكة على انقطاع المياه المتكرر، بل وذهب لأبعد من ذلك بكثير، حيث لم يعد يهتم بقدوم المياه من محطة علوك، إدراكاً منهُ بأن المياه قد أصبحت من الأوراق اللاإنسانية التي تلعب بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها.
أصبح الابتزاز الإنساني واضحاً في الممارسات التركية وأساليبها العدائية ضد الشعب في مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال قطعها للمياه من مصدرها الوحيد في محطة علوك غرب مدينة سري كانيه، وعبثها بمنسوب مياه نهر الفرات بشكلٍ متكرر، وعلى هذا الأساس عوّل الشعب في مقاطعة الحسكة على ما تيسر من مياهٍ ضمن قطاعات المدينة ونواحيها، فأصبح المواطنون يتعاملون مع سائقي الصهاريج وربط علاقات عملٍ فيما بينهم، فبات من المعروف بأنّ كلُ صاحب صهريج قد تعاقد مع مجموعةٍ معينةٍ من المواطنين، (زبائن) ليقوم ببيع المياه لهم فقط ومعرفة مخصصاتهم، في حالةٍ تُكرّس مدى صلابة شعبنا وصبرهِ العظيم في تحمّل الكوارث، وعنجهية المحتل الذي يحاربهم حتى في مياه الشرب وبحسب تعبير بعض المواطنين، “لو استطاع أردوغان أن يمنع عنا الهواء لمنعهُ”، إمعاناً في الجريمة و تأكيداً لتجرده من الأخلاق البشرية.
جهود حثيثة يقوم بها القائمون على توزيع المياه
في هذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي”، بعضو مجلس الناحية في مقاطعة الحسكة، حجي عبد الصمد عمر المنتدب من قبل مجلس الناحية للإشراف على توزيع المياه للأهالي عبر مجالس الكومينات، حيث قال: “مشكلة مياه الشرب هي برسم المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي برمتهِ، ونبذل كل ما بوسعنا لتقديم المياه الصالحة للشرب للأهالي، ينقسم عمل المديرية لقسمين، الأول، قيام مديرية المياه في مقاطعة الحسكة، بفرز صهاريج لتغذية المؤسسات الحيوية بالمياه لضمان سير عملها وأهمها المشافي والأفران، بالإضافة لبعض المؤسسات الأخرى، والثاني فرز صهاريج لتغطية الأحياء بالمياه الصالحة للشرب والتي تتم عن طريق كتابٍ رسمي من رئيس الكومين أصولاً يبلغنا بحاجة حيّهِ للماء، وبالفعل نقوم بتوزيع المياه وفق آلية محددة وبالترتيب، ولدينا استنفار حقيقي بهذا الشأن، حيث يتم العمل حتى في أيام العطل الرسمية ومنذ الصباح الباكر تكون كافة الصهاريج على جهوزية تامة وعالية، ويبدأون في توزيع المياه حسب خارطة العمل التي تضعها المؤسسة، مستمرين في العمل إلى ما بعد ساعات انتهاء الدوام الرسمي”.
عملٌ دؤوب ووجهٌ من أوجه المقاومة
وأضاف: “فكما يرابط المقاتلون على خطوط الجبهات، للتصدي لكافة محاولات التغلغل لجيش الاحتلال التركي ومرتزقتهِ للذود عن الشعب والوطن، يقوم العاملون في مؤسسة المياه بتوزيع المياه على المواطنين لضمان حصولهم على مياه الشرب في وجه تجفيف تركيا المتعمد لمنابع ومصادر المياه التي تغذي المدينة، في صورةٍ نبيلةٍ تحاكي صمود المقاتلين تماماً”.
كما التقت صحيفتنا عدداً من المواطنين الذين أثنوا على عمل القائمين على توزيع المياه ووجهوا لهم الشكر والعرفان، فكان منهم المواطن ’’حسين محمد’’ الذي قال: “لقد خفّت احتياجاتنا لشراء المياه من الصهاريج التي أثقلت كاهلنا بسبب تعاون مؤسسة المياه معنا وتلبية حاجتنا من المياه، فقد وصل سعر الخزان قبل الآن بسعة خمسة براميل لـ ” 7000 ليرة” وهذا ما لم نعد نتحمّل تكاليفهُ إطلاقاً”، وأيدهُ في الرأي المواطن ’’إسماعيل خليل’’ حيث أضاف قائلاً: فليذهب الجيش التركي ومرتزقتهِ إلى الجحيم، فلا يوجد إنسان على مر العصور قد قام بمثل أفعالهم الإجرامية، حتى الحيوانات لم نكن نحرمها من مياه الشرب وكنا نسقي حتى الكلاب الشاردة والقطط، من منطلق إنساني وأخلاقي، هذهِ طريقة خسيسة من قبل الاحتلال”.