محمد عباس: سندافع عن وجودنا حتى آخر رمق في جسدنا

حوار/ إيفا ابراهيم –

روناهي/ قامشلوـ أكد الأمين العام لحزب التجمع الوطني الكردستاني محمد عباس الأحمد: أن الدولة التركية دولة راعية للإرهاب؛ لأنها قامت بتأسيس أكاديميات ومعسكرات خاصةً بمرتزقة داعش وباتت تدعمهم بالمال وتدرّبهم على السلاح، وجاءت بهم من جميع أصقاع العالم، وأشار إلى أن قانون قيصر لن ينطبق على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا حسب ما صرّحَ به وليام روباك، ولكن تم تطبيقه ولم يوفوا بوعودهم.

وبيّن عباس في حوار أجرته معه صحيفتنا “روناهي” بأن المبادرة التي أطلقها القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن لم تنجح سنكون بانتظار إبادة جماعية من قبل العدو التركي.  وجاء الحوار كما يلي:

– ازدادت الهجمات التركية على المنطقة بأكملها، وبخاصةً باشور كردستان، كيف تنظرون إلى هذه الهجمات؟

الهجمات التركية على مناطقنا تنقسم إلى شقين برأيي؛ الشق الأول هو أطماع الدولة التركية المحتلة في العالم بشكلٍ عام والمناطق العربية بشكلٍ خاص، فتركيا تبحث من خلال إرثها التاريخي عن الدولة العثمانية القديمة، وأردوغان يعلم بأن هذا الحلم لن يتحقق في عصرنا هذا، ولكنه يتذرع بهذا المشروع ويخدع بذلك الشعب التركي، وكأنه هو عثمان بن أورخان مؤسس الدولة العثمانية ليعود تأسيسه من جديد وبثوب آخر.

أما الشق الثاني فأن الدولة التركية المحتلة ليست وحدها في هذا الميدان، فتقوم بالعمل وتنفيذ المشاريع مع شركائهم كأمريكا وروسيا وإيران أيضاً، وها هي الدولة التركية تغزو ليبيا أيضاً، فما باله يغزو ليبيا إلا بإيحاء من أمريكا. وهناك مؤشرات تدل على أن مصر ربما تكون على باب المواجهة أيضاً كونها متاخمة لحدود ليبيا.

– الدولة التركية المحتلة تتذرع دائماً بوجود الإرهاب على حدودها، أين كانت تركيا عندما كان مرتزقة داعش، وهي التي قدّمت الدعم والمساندة لهم؟

تركيا دولة راعية للإرهاب؛ حيث قامت بتأسيس أكاديميات ومعسكرات خاصةً بمرتزقة داعش وباتت تدعمهم بالمال وتدرّبهم على السلاح، وجاءت بهم من جميع أصقاع العالم، وأصبحت مسرحاً لتجمع القوى الإرهابية لتدفعهم ومهاجمة عدة دول، مثل الهجوم الذي حدث في فرنسا واستهداف الصحيفة الفرنسية الساخرة “شارلي إيبدو”.

الدولة التركية تلعب لعباً تعجز الدولة الأمريكية القيام به، وهي تقوم بدلاً من أمريكا للقيام بهذه المخططات الإرهابية في المنطقة، لتهيئ لهم الجو الملائم والسيطرة على موارد المنطقة وتقسيمها إلى عدة أقسام وتوزيعها على بعضهم البعض، بمبدأ المحاصصة.

– الآن وقد طُبّقت بنود قانون قيصر على سوريا وظهر تأثيرها واضحاً على مناطق شمال وشرق سوريا، كيف بإمكاننا تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وماذا بإمكان الإدارة الذاتية فعله حول ذلك؟

ما يهم في الوقت الحاضر أن نكون بعيدين عن مبدأ تطبيق قانون قيصر، ففي الآونة الأخيرة اجتمعنا مع الوفد الأمريكي وبوجود مبعوث الولايات المتحدة وليام روباك، وصرح  بأن قانون قيصر لن يُطبق على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إلا أنهم لن يوفوا بوعودهم، كما تم نشر عبر الصحف الخاصة وعبر ألسنة وزير الخارجية الأمريكية ورئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن يد المساعدة سوف تمتد إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، ولكن حتى الآن لم نحصل على أي مساعدات.

والإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا تسعى جاهدة لتخفيف تطبيق قانون قيصر على مناطقها، نظراً للوضع المتأزم والغلاء المعيشي الذي يهدد كافة الأهالي في مناطق شمال وشرق سوريا.

– أين وصلت المحادثات الكردية الكردية، وهل هناك توقيت للبدء بالمرحلة الثانية؟

المحادثات لا زالت تتراوح في مكانها ولا يوجد أي تقدم في هذه الحوارات، بل العكس نحنُ نشعر بأن هناك تراجع من قبل المجلس الوطني الكردي عما تعهدوا به سابقاً، لتوحيد الخطاب الكردي والاستعداد لمواجهة المراحل المقبلة يداً وصفاً واحداً، حيث أن هناك قادة لهم ضمن المنصة الجماهيرية الكردية؛ التي تعمل لوحدة الصف الكردي، وكما علمنا بالآونة الأخيرة عن المنصة الجماهرية لوحدة الصف الكردي بأن قادتهم بدأوا بالخروج من اللجنة التي تقوم بمحاولة لم الشمل وتوحيد الخطاب الكردي. فنحنُ عملنا من أجل تحقيق هذا الحلم لشعبنا الكردي ولكن هناك من يعمل لإفشال هذه المبادرة، وأنا في حزب التجمع الوطني الكردستاني غير متفائل لهذه المبادرة.

هذا التراجع من قبل المجلس الوطني الكردي مرتبط بالوضع السياسي في هذه المناطق، لأنهم يسعون من أجل مصالحهم الشخصية والمشاريع التي يخططون لها، كونهم تابعين لحزب الديمقراطي الكردستاني، ويقومون بتنفيذ كافة التعليمات الموجهة لهم بالاتجاه المطلوب، وهذه المبادرة أن لم تنجح سنكون بانتظار إبادة جماعية سابقاً ولاحقاً من قبل العدو التركي.

– الأتراك يحاربون شعوب المنطقة على عدة جبهات، وآخرها قطع المياه عن سد الفرات، ماذا تحاول تركيا إيصاله عبر ذلك؟

هذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الدولة التركية الفاشية بقطع المياه عن مناطقنا، فسابقاً قطعت مياه نهر الجقجق والخابور ودجلة عن مناطقنا، ويعود ذلك لفرض هيمنتها على أبناء شعبنا، ونحنُ لن نرضخ لهذه الضغوطات سواءً كانت اقتصادية أو سياسية أو ميدانية أيضاً، فالدولة التركية تحاول التسلط حديثاً على مناطقنا عبر مشاريعها الجهنمية.

الدولة التركية المحتلة تسعى بأن أن يموت شعبنا جوعاً وقهراً، والإدارة الذاتية الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا، تحاول بقدر المستطاع توفير كافة الاحتياجات الغذائية والعينية للأهالي، لذا يجب علينا أن نكون حذرين ونعمل بشكلٍ جاد لتوفير كافة مستلزمات الحياة لشعبنا والشعب السوري أجمع، ونعاهد شعبنا بأننا سندافع عنهُ حتى آخر رمق في جسدنا.

– ما هي نظرتكم للحل المستقبلي للأزمة السورية؟    

مما لا شك بأن الحكومة السورية تعمل مع الأجندات التي تثير القلق في سوريا، فأن لم تكن هناك علاقات بينهما لما وصلت سوريا لهذا الوضع المتأزم، فسابقاً طرحنا مبدأ الحل السياسي في سوريا وحذرنا الحكومة السورية التعامل مع الدولة التركية، لأن هدفها السعي لضرب سوريا من الداخل،  ولكن مع الأسف الحكومة السورية تبرهن للشعب الكردي بأنها ضد الكرد، ويعود ذلك ليكون أردوغان على مصداقية من نواياهم.

وبعد أن تأزمت الأوضاع في سوريا طالبنا الحكومة السورية الجلوس إلى طاولة مستديرة لإيجاد الإصلاحات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، لأن الحل العسكري لا يجدي نفعاً، وأيضاً الاعتراف بالاستحقاقات القومية الموجودة في سوريا، وقضية الشعب الكردي لبناء سوريا وطنية ديمقراطية تعددية لا مركزية، لكن الحكومة السورية لم تأبه لهذه النداءات المتكررة من قبل حزبنا والإدارة الذاتية الديمقراطية وأحزاب الإدارة الذاتية الديمقراطية أيضاً.

هذه كانت مطالبنا في ذاك الوقت، ولكن مع التدخل الروسي في سوريا انقلبت الموازين، وعملت روسيا من أجل مصالحها وليس لمصالح الشعب السوري، فقضية الشعب السوري ليست مرتبطة بوجود الروس في سوريا، ولكنها مرتبطة بإدارة الشعب السوري وبكافة مكوناته.

وفي النهاية لا بد من حل سياسي يجمع كل الشعب السوري وكتابة دستور جديد، فأن بقيت هذه الدولة الفتية سوف يعاني الشعب من صراع بين الموت والحياة.