صادف يوم الأحد 12 من الشهر الجاري الذكرى الـ 67 على رحيل المرأة الكردية المناضلة والقيادية هابساخانه نقيب، التي سخرت حياتها كاملاً لخدمة الشعب الكردي وأدت دوراً هاماً في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية.
في الذكرى السنوية الـ 67 على رحيل القيادية هابساخانه نقيب أعدت وكالة ROJNEWS تقريراً عن حياة المناضلة ونضالها من أجل شعبها حيث رسمت لنفسها طابعاً في جميع مجالات الحياة وكان التقرير كما الآتي.
أكملت مسيرة والدها النضالي
هابساخانه نقيب، ابنة معروف البرزنجي، وحفيدة أحمد الشيخ ابن عم الشيخ محمود البرزنجي، زوجة الشيخ قادر الحفيد. ولدت هابساخانه سنة 1891 في مدينة السليمانية، وتوفيت في المدينة نفسها يوم 12 نيسان سنة 1953.![]()
تميزت هابساخانه نقيب منذ صغرها عن جميع الأطفال بذكائها وشجاعتها. لفتت خصوصيتها هذه نظر والدها، الذي كان يصطحبها معه إلى جميع الاجتماعات والندوات، وكان يهتم بأفكارها كثيراً.
بعد الوفاة المفاجئ للشيخ معروف سنة 1914، حاول عدد من أعداء الخير فعل أمور سيئة كثيرة، ولولا ذكاء ودهاء هابساخانه لكانت اندلعت حرباً كبيرة، لتساهم بعدها بشكل كبير في عقد الكثير من الاتفاقات والمصالحات في المنطقة.
لم يكن لدى هابساخانه نقيب أية أشقاء أو شقيقات، لذلك شغلت مكان والدها بعد وفاته وأدارت جميع أعماله، ورغم أن العديد من الرجال كانوا يعارضونها ويعادونها، إلا أنها لم تتوانَ عن الاستمرار في عملها.
حولت منزلها إلى مركز لتعريف النساء بحقوقهن
تزوجت هابساخانه نقيب سنة 1923 بابن عمها الشيخ قادر، وتنجب منها طفلاً تسميه شاميل، الذي يتوفى بعد فترة قصيرة، وتكف عن إنجاب الأطفال بعده.
حولت منزلها إلى مكان لعقد الاجتماعات وتبادل الأفكار الوطنية والقومية، ومركزاً للتعريف بحقوق وواجبات المرأة. وكانت هابساخانه تشكل وجهةً لكل النساء من أجل حلّ مشاكلهن الاجتماعية والاقتصادية وجميع أشكال العنف التي يتعرضن له.
كان المجتمع آنذاك يعيب دخول المرأة إلى المدرسة، وكانت هابساخانه ترفض هذه النظرة، لتقدم سنة 1926 على افتتاح مدرسة خاصة بالفتيات في حيّ صابونكران في مدينة السليمانية. وتقنع الأسر على إرسال فتياتهن للمدرسة بعد زيارة منازلهن وإقناع الأهل.
وتملك هابساخانه نقيب مقولة شهيرة حول تعليم وتوعية النساء تقول فيه: “عندما يملك شعباً رجالاً متعلمين فقط، سيكون فاقداً لتوازنه، وسينتج العديد من الرجال المنحرفين والجهلة، لذلك ينبغي على المرأة أيضاً أن تتعلم”.
علّمت هابساخانه النساء على قراءة المجلات والصحف، كما كانت تقودهن إلى دُوَر السينما، وكان ذلك يشكل أمراً لافتاً في تلك الأوقات.
كل امرأة باستطاعتها أن تفعل ما فعلته هابساخانه
في سياق نضال ونشاط هابساخانه نقيب، تحدثت رئيسة جامعة حلبجة مهاباد كامل لوكالة Rojnews قائلةً: “إذا كان وجود امرأة قيادة في التاريخ مهماً مرة بالنسبة للرجال، فهو مهماً ضعف ذلك بالنسبة للنساء، لأنه في تلك الأوقات نادراً ما كنت تجد امرأة مثل هابساخانه نقيب شجاعة وقيادة للنساء، وما يتوجب علينا النساء أن نفتخر بتجاربهن دائماً.”
كما لفتت مهاباد كامل إلى صعوبة حصول النساء على المصادر العلمية في ذلك الوقت، وأضافت: “وجود امرأة مثل هابساخانه نقيب في تلك الأوقات كان أمراً صعباً، فقد كان من الصعب أن تحصل النساء على مصادر علمية. لكن الآن أصبحت الإمكانات أكبر وأصبح بإمكان كل امرأة أن تؤدي دورها على الصعيدين الاجتماعي والعلمي. فكل امرأة تملك الإرادة، ليست متأخرةً أبداً، إنما تستطيع أن تكون شخصية مشابهة لشخصية هابساخانه نقيب.”
وختمت مهاباد كامل حديثه بالقول: ” هابساخانه نقيب هي إحدى الشخصيات التي نفتخر بها، لم تكن هابساخانه شخصية تحاول الاستفادة من إمكانات عائلتها من أجل إسعاد نفسها، وهذا يبعث برسالة لنا نحن النساء لكي نوعي من أنفسنا ونفيد المجتمع”.![]()
أسست أول جمعية نسائية ودعمت مهاباد
