سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مآسي الهاربين من جحيم “داعش” في رواية “وشم الطائر”    

تختصر رواية “وشم الطائر” للكاتبة العراقية دنيا ميخائيل، المسافة المتوهمة بين التخيل كضرورة فنية، والقصص التسجيلية المنقولة من أرض الواقع، وتقارب بين الأحداث والشخوص في فضاء النص، والوقائع والشخصيات التاريخية الحقيقية في مكان وزمان محددين.
وتؤطر الرواية الصادرة حديثاً عن دار “الرافدين” (بغداد/ بيروت) لفكرة مسبقة حملتها الصفحة التمهيدية للرواية، وهي ببساطة أن “ليس من قبيل المصادفة توافق الرواية مع واقع ناس يعيشون معنا في هذا الزمان”.
عبر مئتين وخمسين صفحة محكية على لسان راوٍ عليم مجهول؛ يدرك كل شيء ويسرد عن جميع الشخصيات، استكملت دنيا ميخائيل، المقيمة في الولايات المتحدة، روائياً في هذه المرة ما بدأته تجميعياً وتأريخياً في عمل بحثي سابق لها بعنوان “في سوق السبايا”، كانت قد سجلت فيه شهادات وحكايات دامية لنساء أسيرات استطعن الفكاك من جحيم “داعش” في العراق وسوريا بعد ما عشن معاناة مأساوية، أنهينها بقبول التحدي، والعودة إلى الحياة، لكن بجراح لا تندمل، وهزات نفسية خطيرة.
وقد اعتمدت دنيا في توثيقها على ما دونته خلال رحلة لها إلى العراق خلال عام 2016م، حيث التقت هؤلاء النساء المقهورات؛ من الإيزيديات على وجه الخصوص، واستمعت منهن لأحاديث مطولة تقشعر لها الأبدان، وتعرفت على خبايا اختطافهن و”سبيهن” وبيعهن كالجواري بعد تقليبهن كالبطيخ، وامتهانهن، واغتصابهن، وتفاصيل إقامتهن القاتمة بحوزة “داعش”، إلى أن نجحن، أخيراً، في الهرب من دولة الموت.
جاءت رواية “وشم الطائر” لتقتحم المجهول ذاته في المحطة الثانية للكاتبة بهذا الصدد، وتفضح المسكوت عنه من ممارسات داعش ضد سكان المدن والقرى العراقية على مدار أكثر من عشرين عاماً، منذ منتصف التسعينيات في القرن الماضي.
ويتركز الإيزيديون كمجموعة عرقية دينية قرب مدينة الموصل ومنطقة جبال سنجار في باشور كردستان وينتمون إلى أصول كردية، وقد تعرضوا لأهوال جسيمة مع سيطرة مرتزقة داعش على الموصل وسنجار ومناطق أخرى، ما تسبب في قتل المئات منهم واختطاف أعداد من النساء والأطفال وتهجير الآلاف فراراً من الويلات، حيث اضطروا إلى ترك مساكنهم حفاة، يحملون على ظهورهم الأطفال والمسنين والمعوقين، ويتعقبهم القناصة بلا هوادة.
رحلات المعاناة
رصدت الرواية نماذج كثيرة للنساء والرجال والأطفال المختطفين في مخيمات “داعش”، ولكل فرد منهم رحلة معاناة خاصة وعقاب مختلف (قتل، جلد، تعذيب، تهجير، استعباد) بحسب جنسه وسنه وديانته ووضعه الاجتماعي (أعزب، متزوج) ومدى تقبله للإجراءات اللاإنسانية التي اتخذت ضده ومورست بحق أسرته وأهله أمام عينيه على يد “داعش”. وكان من بين الناجين رجال أطلقت عليهم النيران، لكنهم لم يموتوا، فتظاهروا بأنهم قتلى كيلا يلتفت إليهم الغزاة.
ووسط حشد الشخصيات والحكايات، جاءت البطولة الفنية المركزية لأسرة إيزيدية صغيرة، تمثلت في هيلين وزوجها إلياس وأبنائهما، وقد تعرضوا جميعاً للاختطاف والتنكيل، وانتهى بهم الأمر إلى قتل الزوج بدم بارد بيد سيّاف “داعش”، وفرار الأم وأبنائها من قبضة المرتزقة بعد سنوات من التعذيب، ثم هجرتهم إلى كندا مضطرين في الختام، وممارستهم “رقصة الطير الجريح” في مجتمعهم الغربي الجديد، محاولين أن يتعايشوا للأبد مع الألم المحفور في الوجدان.
من هذه الأجواء، ما يتعلق بـ”وشم الطائر”، عنوان الرواية، فقصة العشق التي جمعت هيلين الفتاة الرومانسية المقيمة في قريتها الهادئة “حليقي” وإلياس الصحافي القادم من الموصل قد ابتدأت باقتفائه طائر القبج صوبها، وحين تزوجا في وقت لاحق وتحديا كل الظروف الصعبة حولهما فإنهما استعاضا عن خاتمي زفافهما بوشمين للطائر ذاته على بنصريهما رسمته لهما امرأة عرافة، واقترن ذلك الفعل بتنبؤ ظل تفسيره غامضاً بأن رحلتهما قد تكون شاقة.
وقد التقت هذه التصرفات الغرائبية كلها مع الأعاجيب التي اعتاد أهل القرية نسجها حول طائر القبج، ومنها أن جماله الشديد قد يكون نقمة عليه، ولذلك فإنه “لا ينعم بحريته طويلاً، إذ ينتهي سجيناً في قفص”. ومن الأساطير المشحونة بالحمولة الشعرية والمثقلة بالدلالات كذلك اعتقاد أهل “حليقي” بأن حوتاً عملاقاً يمارس هوايته في ابتلاع القمر من فوقهم، وأنهم إن تخلوا ذات ليلة عن قمرهم المتأزم وهو ينازع في جوف الحوت؛ سيحتقن ويحمر من النزف، وعندها “ستحدث في البلد كوارث وحروب”. ومع حلول عصر داعش الخرافي لفرط قباحته، بدأت هذه الإسقاطات والترميزات تتكشف تباعاً وتتجسد في عذابات الأسرة المتتالية.
مع وجوه النساء التي تغطت بالنقاب إلا عند تصويرهن بملابس خلاعية استعداداً لبيعهن، ومع وجوه الرجال التي تغطت باللحى، بدت سماء المنطقة التي سيطر عليها داعش بأسرها محتجبة خلف العلم الأسود، وحل نشيد الولاء للدولة المزعومة محل النشيد الوطني، وصار البشر مجرد أرقام بلا قيمة.
وقد مضت الرواية إلى تلخيص حال الجميع في منظومة عائلة هيلين المتهاوية. كل شيء تبدل إلى عبث في بيت الأسرة المعادل للوطن برمته، فلم يعد هناك معنى للحب الصافي، ذلك الذي ربط الفتاة هيلين بالشاب إلياس حين تقدم لخطبتها ففضلته على التاجر الثري إيماناً بتآلف القلوب، ولم يعد هناك مغزى للإنجاب وتربية الأطفال ما دام مصير الصغار إلى معسكرات القتال ومآل الكبار إلى الدفن أحياء، ولم تعد هناك فائدة من كسب الأموال ما دامت ستُدفع جزية أو فدية لملثمين ومقنعين يمسكون سيوفاً ويعيثون فساداً في الأرجاء بغير رادع.
شعاع الأمل
لقد سد الاختناق كل المنافذ، حتى الأحلام، ففي منامها ترى هيلين نفسها مختبئة دائماً، ومرة في حلم غريب كانت هي الزوج على الرغم من أنها امرأة، وقد اغتصبوا زوجته أمام عينيه وهو يصرخ بهم، وهم لا يرونه ولا يسمعونه. وفي ذروة هذا الإحباط، رفضت هيلين أن تجلب قطعة قماش إلى خيمتها لترقيع ثقب فيها ومنع تسرب الماء إلى الخيمة إذا هطل المطر، مفضلة أن تتركه، لأنها من خلال ذلك الثقب ترى النجوم في الليل، مما يمنحها إحساساً بالأمل في تلك العتمة التي تلف السجن. ولولا أنها تسلقت شعاع النور الاستثنائي، لما تمكنت ذات فجر من الهرب بمساعدة بعض المخلصين والأصدقاء القدامى.
إن ما أنجزته رواية “وشم الطائر” يكاد يقترب من حفر بطلتها هيلين مساراً رفيعاً نحو الضوء والأمل، فقد وجهت الرواية رسالة مكثفة الومضات إلى الضمير الإنساني ليعاد تشغيله في العالم المتبلد، وأسقطت كل أوراق التوت عن ممارسات “داعش” التي فاقت التصور، وبات تجريمها واجباً ليس فقط على السياسيين والحقوقيين، وإنما كذلك على المثقفين والأدباء.
وكالات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle