كيف تكون مواقع التواصل الاجتماعي سلاحاً لتدمير الأسرة؟

لمياء حسو_

ظاهرة مواقع الاجتماعية ظاهرة فظة، إن لم يتم استخدامها بالشكل المناسب والصحيح قد تؤدي إلى كوارث مجتمعية، ونفسية لا مفر منها.

فنحن نعيش وسط مجتمع شرقي محاط بالعادات والتقاليد، والبعض منا لديه الموروث الثقافي وأصول، والمرأة في مجتمعنا يجب عليها التحفظ، والحفاظ على سمعتها وشرفها الذي هو ثروتها في هذه الحياة، فإن خسرتها، تكون قد خسرت نفسها وحياتها وسط المجتمع الشرقي، وليس فيما يتعلق بالمرأة فقط بل للرجل أيضاً، هنالك البعض من الرجال يقنعون أنفسهم بأنهم لا يعيبهم شيئاً فهو في النهاية ذكر ولن يؤثر عليه شيء، لكن هذا سوف يؤثر في طبيعة الحال على نفسية أطفالك في المستقبل حينما يسمعون أن أباءهم سيئوا السمعة، لذلك يجب عليك التحفظ على نفسكِ وسمعتكِ.

إن الخطر يكمن في العلاقات العاطفية، التي يقيمها الزوجان سراً وبعيداً عن الآخر فهي تؤدي إلى خلل في المنظومات الأخلاقية والشرعية، تؤدي إلى الهلاك وتشتت المجتمع، فخطر هذه العلاقات على أرض الواقع أو من خلال المواقع التواصل الاجتماعي ينتهي بدمار وخراب العلاقات الأسرية بالتفكك والتشتت، ويؤدي إلى غرس الخوف في نفوس الأطفال والتشتت الذهني، فالرجل في بعض الأحيان عندما يسمح لشيطان أن يقتحم عقله يغرس في عقله الكراهية تجاه زوجته، ويشتم بها أمام أنظار صغاره دون سبب لذلك.

تبدأ هذه الظاهرة من خلال مكان عملك، أو عن طريق ذبابة الإلكترونية، سواء كان ابن عمك، أم ابن خالك أم أحد من أقاربك أم مدير عملك، أم ابن الجيران، أو قد يكون شخصاً وهمياً على أحد المواقع التواصل.

 فترى هذه الظاهرة منتشرة في الآونة الأخيرة، ومن مظاهر هذه الظاهرة شيوع العلاقة بين امرأة متزوجة ولديها أطفال تميل إلى شخص آخر غير زوجها، أو لربما رجلٌ لم يعد يطيق زوجته حيث يبدأ بعلاقة خارجية عن الشرع.

يضخ ذاك الشخص بالقليل ما يدور في جعبته، ليستحوذ على عقلها بحب وهمي واهتمام كاذب من مثل: (مساء الخير، صباح الخير، صورة دعاء، سؤال عن الحال)، كما أنها تحتوي على قدر كبير من الاهتمام المبالغ به من مثل: (لماذا أنتِ غير متواجدة على الأنترنت، أو لم تأتِ للعمل، قلبي مشغول عليكِ؟ اشتقتُ إليكِ أو يعلق على الحالة بأي شيء، حتى يثبت أنه مهتم بها للغاية).

هذه الكلمات تغرر بك دون أن تدري، فتأخذين الأمر على حسن نية من ذاك الشخص على اعتبار أنه بمثابة أخيك، أو شخص تحترمينه، وهو بذلك يستخدم أسلوباً منمقاً معسولاً بكلمات الإثارة والفضول، والدهشة لكنه لا يمانع في إنشاء علاقة عشقية مع امرة متزوجة.

جميعاً أصبحنا بعيدين عن الحدود لا نبالي بأحد، نتخطى الحاجز لنعبر إلى الظلام ظناً مناً، أنه النور المنبعث فنخطئ دون أن ندري بأن هذه خطيئة، هذا النوع من العلاقات سواء أكان المرأة أم الرجل، آثاره سيئة كثيراً وتدفع بأنفسنا إلى الهاوية، غير ذلك الأعراض النفسية، الذي يسببهما في نفسية الأطفال، الذين تظهر عليهم تصرفات عدوانية بشكل كارثي، غير ذلك شعور بالوحدة والاكتئاب والميل إلى فقدان الأمان، وتقليد الأطفال لذويهم فيما يؤثر عليهم ويجعلهم عرضة لخطر في المستقبل.

فالزواج مودَّة ورحمة بين الزوجين حيث يركن كل واحد منهما للآخر، ويكمل كل واحد منهما الآخر، فعلى كل الزوجين مسؤولياتُه الخاصة، ومن المفيد تجنب قدر الإمكان مواقع التواصل التي لا فائدة منها، والتزام الحدود مع الجميع سواء كان أقاربك أم زملاء عملك ضع حاجز بينك، وبينهم فلن ينفعك الندم لاحقاً، ناهيك عن تجنب الأشخاص الوهميين على الإنترنت، ومن المحبذ عدم الإجابة على أية رسالة خاصة.

وفي المحصلة للوصول إلى زواج ناجح، فيجب تجنب الخلافات، وليصغ كل منكم إلى الآخر بهدوء وعدم التعسر في حل المشاكل، ويكن ذلك بتفهم وجهة نظر بعضكما، ومحاولة زرع المودة فيما بينكما فلن ينفعكما التعصب والأصوات العالية، فلينظر كل منكم إلى الجانب الإيجابي ولا تسمحوا للإبليس أن يستحوذ على عقولكما.

سيدتي تذكري، أنك الأم والأخت والحاضنة الأساسية للبيت، فأنتِ نصف المجتمع إذا استقمتِ استقام المجتمع، فأنتِ قادرة على احتواء الجميع بحكمتك المميزة وبحنانك وعطفك، لذلك لا تسمحِ للإبليس أن يقتحم قلبك وعقلك.

وأنتَ أيضاً سيدي حاول تفهم المرأة وراع وجهة نظرها، وعدم التعالي عليها كون لها أنت الأب بحنانك، والأخ بسندك، واهتم بها لكي تبادلك المودة، وتعامل معها بالمودة والحب وأشعرها برجولتك، وأنك السند لها، فأنت سندها بعد أبيها وأخيها.