نوري سعيد (كاتب)-
![]()
إذا كان اسبارتاكوس يعد محرراً للعبيد في الإمبراطورية الرومانية وخُلِّد اسمه في التاريخ؛ فإن كاوى الحداد لا يقل أهمية، حيث استطاع إنقاذ شعبنا الكردي من ظلم الملك الطاغية الضحاك بمطرقته، فلقد أصيب هذا الملك بمرض جلدي ووصف له الأطباء دواء عجيباً وغريباً بأن يتم دهن جسمه يومياً بدماغ شابين حتى يشفى، ولهذا دب الذعر في أرجاء المملكة واستطاع البعض الفرار والاختفاء في جبال كردستان الوعرة والعصية على الاختراق، وكان من بين الناجين كاوى الذي كان يمارس مهنة الحدادة، وبعد مرور فترة من الزمن على تلك الحال ازداد عدد الذين نجوا بأنفسهم، وبإيعاز من كاوى قرر هؤلاء القيام بالثورة والقضاء على الملك قبل أن يقضي على كل الشباب في المملكة، وهكذا دخل الثوار المدينة يحملون المشاعل، واستطاع كاوى قتل الملك والخلاص منه، وعُد ذلك اليوم في تاريخ الكرد (بيوم نوروز) وطبعاً هذا العيد بالنسبة لنا يحمل معاني التحرر والانعتاق والخلاص من الظلم واضطهاد الحكام، وبهذا المعنى يمكن اعتبار كاوى الحداد اسبارتاكوس الكرد، أما احتفال الشعوب الأخرى بنوروز فلا يحمل ذات المعنى، فعند الفرس يعد رأس السنة الفارسية، وعند المصريين يعد عيد شم النسيم، ومن هنا نقول إن جبال كردستان كانت ملاذاً للشعب الكردي عبر التاريخ كلما تعرضوا للظلم أو الإبادة، ولكن مقولة “لا أصدقاء للكرد سوى جبالهم” يبدوا أنها أصبحت نسبية في الألفية الثالثة حيث أصبح الشعب الكردي يحظى بحلفاء وأصدقاء بالإضافة إلى جبالهم بفضل ما أظهروا من وفاء وإخلاص وصدق في تحالفاتهم وصداقاتهم مع الآخرين والتي باتت تشمل دولاً عظمى، وثورة 19 تموز التي انطلقت من كوباني 2012 حملت معها بشائر الأمل بميلاد فجر جديد، إذ استطاعت وحدات حماية الشعب والمرأة الأبطال أن تسطر أروع ملاحم البطولة في وجه أعتى تنظيم إرهابي عرفه تاريخ البشرية والمتمثل بداعش بمشاركة من قوات التحالف وأشقائنا في باشور ولقن الجميع داعش درساً لن ينساه عبر التاريخ مع أن كوباني كانت على وشك السقوط، ومنذ تلك الهزيمة بدأ العد التنازلي لداعش وأصحبت نمراً من ورق وتغيرت نظرة العالم حيال الكرد بسبب البطولات التي أبدوها في ميادين القتال، وأصبح الجميع يطلقون علينا لقب “الحلفاء المخلصون والصادقون” ليس هذا فقط بل جاء تشكيل قوات سوريا الديمقراطية خطة أخرى تظهر مدى إخلاص الكرد وصدقهم، فلقد ضمت كافة مكونات شمال وشرق سوريا واستطاعت تلك القوات تحرير الرقة وإلحاق الهزيمة العسكرية بداعش في الباغوز، وطبعاً الانتصارات لم تتوقف وهي مستمرة إلى أن تتمكن قسد بمشاركة الحلفاء من إخراج كافة القوى الغريبة المتواجدة على الأرض السورية وأولها المحتل التركي. وقوات سوريا الديمقراطية عاهدت الله والوطن أنها لن تساوم على وحدة وسيادة التراب السوري بأي شكل من الأشكال وستعمل على بناء سوريا جديدة تليق بكل السوريين ديمقراطية لا مركزية، ونأمل أن يكون نوروز 2021 نوروزاً لكل سوريا والدخول في عهد جديد قائم على التآخي والعيش المشترك بين كل مكونات الوطن، وكفانا حروباً وعداوات وتراشقاً بالاتهامات لأننا في النهاية كلنا سوريون، وليكن شعارنا عفى الله عما مضى لأن سوريا تسير نحو المجهول ولا يجوز أن نكون سبباً في ضياع ودمار وطننا الذي عمرنا كل شبر فيه بنذر وبعرق ودماء شعبنا العظيم، وعلينا أن نعيد أمجاد سوريا الغابرة بلد الأقوام والثقافات المتنوعة التي كانت منارة لكل الأحرار من كافة الأصقاع في الوقت الذي تآمر علينا الجميع في أزمتنا التي نعاني منها منذ سنوات.
إذا كان اسبارتاكوس يعد محرراً للعبيد في الإمبراطورية الرومانية وخُلِّد اسمه في التاريخ؛ فإن كاوى الحداد لا يقل أهمية، حيث استطاع إنقاذ شعبنا الكردي من ظلم الملك الطاغية الضحاك بمطرقته، فلقد أصيب هذا الملك بمرض جلدي ووصف له الأطباء دواء عجيباً وغريباً بأن يتم دهن جسمه يومياً بدماغ شابين حتى يشفى، ولهذا دب الذعر في أرجاء المملكة واستطاع البعض الفرار والاختفاء في جبال كردستان الوعرة والعصية على الاختراق، وكان من بين الناجين كاوى الذي كان يمارس مهنة الحدادة، وبعد مرور فترة من الزمن على تلك الحال ازداد عدد الذين نجوا بأنفسهم، وبإيعاز من كاوى قرر هؤلاء القيام بالثورة والقضاء على الملك قبل أن يقضي على كل الشباب في المملكة، وهكذا دخل الثوار المدينة يحملون المشاعل، واستطاع كاوى قتل الملك والخلاص منه، وعُد ذلك اليوم في تاريخ الكرد (بيوم نوروز) وطبعاً هذا العيد بالنسبة لنا يحمل معاني التحرر والانعتاق والخلاص من الظلم واضطهاد الحكام، وبهذا المعنى يمكن اعتبار كاوى الحداد اسبارتاكوس الكرد، أما احتفال الشعوب الأخرى بنوروز فلا يحمل ذات المعنى، فعند الفرس يعد رأس السنة الفارسية، وعند المصريين يعد عيد شم النسيم، ومن هنا نقول إن جبال كردستان كانت ملاذاً للشعب الكردي عبر التاريخ كلما تعرضوا للظلم أو الإبادة، ولكن مقولة “لا أصدقاء للكرد سوى جبالهم” يبدوا أنها أصبحت نسبية في الألفية الثالثة حيث أصبح الشعب الكردي يحظى بحلفاء وأصدقاء بالإضافة إلى جبالهم بفضل ما أظهروا من وفاء وإخلاص وصدق في تحالفاتهم وصداقاتهم مع الآخرين والتي باتت تشمل دولاً عظمى، وثورة 19 تموز التي انطلقت من كوباني 2012 حملت معها بشائر الأمل بميلاد فجر جديد، إذ استطاعت وحدات حماية الشعب والمرأة الأبطال أن تسطر أروع ملاحم البطولة في وجه أعتى تنظيم إرهابي عرفه تاريخ البشرية والمتمثل بداعش بمشاركة من قوات التحالف وأشقائنا في باشور ولقن الجميع داعش درساً لن ينساه عبر التاريخ مع أن كوباني كانت على وشك السقوط، ومنذ تلك الهزيمة بدأ العد التنازلي لداعش وأصحبت نمراً من ورق وتغيرت نظرة العالم حيال الكرد بسبب البطولات التي أبدوها في ميادين القتال، وأصبح الجميع يطلقون علينا لقب “الحلفاء المخلصون والصادقون” ليس هذا فقط بل جاء تشكيل قوات سوريا الديمقراطية خطة أخرى تظهر مدى إخلاص الكرد وصدقهم، فلقد ضمت كافة مكونات شمال وشرق سوريا واستطاعت تلك القوات تحرير الرقة وإلحاق الهزيمة العسكرية بداعش في الباغوز، وطبعاً الانتصارات لم تتوقف وهي مستمرة إلى أن تتمكن قسد بمشاركة الحلفاء من إخراج كافة القوى الغريبة المتواجدة على الأرض السورية وأولها المحتل التركي. وقوات سوريا الديمقراطية عاهدت الله والوطن أنها لن تساوم على وحدة وسيادة التراب السوري بأي شكل من الأشكال وستعمل على بناء سوريا جديدة تليق بكل السوريين ديمقراطية لا مركزية، ونأمل أن يكون نوروز 2021 نوروزاً لكل سوريا والدخول في عهد جديد قائم على التآخي والعيش المشترك بين كل مكونات الوطن، وكفانا حروباً وعداوات وتراشقاً بالاتهامات لأننا في النهاية كلنا سوريون، وليكن شعارنا عفى الله عما مضى لأن سوريا تسير نحو المجهول ولا يجوز أن نكون سبباً في ضياع ودمار وطننا الذي عمرنا كل شبر فيه بنذر وبعرق ودماء شعبنا العظيم، وعلينا أن نعيد أمجاد سوريا الغابرة بلد الأقوام والثقافات المتنوعة التي كانت منارة لكل الأحرار من كافة الأصقاع في الوقت الذي تآمر علينا الجميع في أزمتنا التي نعاني منها منذ سنوات.
