سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قراءة في كتاب “حيونة الإنسان”

إعداد/ ستالين سليمان_

لطالما أُطلقت، وتُطلق على الإنسان أسماء، وصفات بعيدة عن حقيقته الإنسانية، كوصف أحد الاذكياء بالثعلب في مُكره، أو وصف آخر بالقط لخفة حركاته، ورشاقتها، أو حتى وصف بعضهم بالوحوش في تجبرهم، هذه الصفات كلها أُلصقت بالإنسان عنوة. ولكنها لم تأتِ من فراغ، فمثلما كل ظاهرة ممارسة موجودة في الحياة، تحيط بها أسبابها وقوانينها، فإن هذه الظاهرة ليست سوى نتيجة لسبب ما. ولكن قلما يحاول البعض، البحث عن هذا السبب واكتشافه، ألا إن بعض الأدباء من خلال أعمالهم، سلطوا الضوء بهذا القدر، أو ذاك على هذه المسألة.
يُحاول البعض أن يعكس هذه الظواهر، على أنها صفات مُلازمة لبعض الأشخاص، وقد خُلقت معهم بالفطرة، إلا إن هذه الادعاءات ليست سوى محاولة للتغطية على السبب الرئيسي، الذي يكمن وراء هذه الظاهرة.
يتناول الكاتب السوري الشهير، ممدوح عدوان، هذه المسألة ضمن دراسته القيمة لهذا الموضوع، والتي قدمها على شكل كتاب يحمل اسم “حيونة الإنسان”. يحاول ممدوح عدوان من خلال هذا العمل تسليط الضوء على الأسباب الفعلية وراء تحول قسم كبير من البشر إلى ما يشبه الحيوان في أطباعهم وسلوكياتهم.
من هو ممدوح عدوان؟
هو كاتبٌ سوري، ولد في الثالث والعشرين من شهر تشرين الثاني من عام 1941، في قرية قيرون بمحافظة حماة، حائز على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق عام 1964، عمل صحفيا في العديد من الصحف، والمجلات السورية والعربية، يعد واحدا من الأدباء السوريين الأكثر غزارة في الإنتاج الأدبي، عُرف بكونه المُثقف، والأديب المشاكس، الذي اخترق الصمت عبر مؤلفاته المتنوعة بين الشعر، والمسرح، والأدب والترجمة، امتاز أسلوبه بالسلاسة، وباللغة البسيطة، وقد انعكس ذلك في مؤلفاته، التي تجاوزت الثمانين مؤلفاً، والتي ما زال العديد منها يُطبع ويُنشر، وقد استخدمت بعضها كسيناريو للعديد من المسلسلات حتى بعد وفاته.
بالرغم من أن ممدوح عدوان، لم ينتسب إلى أي من الأحزاب السياسية السورية، إلا إن جُل أعماله كانت وسائل للمعارضة، والاحتجاج على الواقع المُعاش، وذلك لتناوله المواضيع من زاوية تحميل السلطات والأنظمة لمختلف المشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، التي يُعاني منها أي مجتمع.
مأثرة “حيونة الإنسان”
في “حيونة الإنسان” يُرجع ممدوح عدوان سبب ما تعيشه المجتمعات كلها، من وحشية إلى السلطات الحاكمة، فيرى ممدوح عدوان في مقدمة كتابه أن “عالم القمع، المنظم منه والعشوائي، الذي يعيشه إنسان هذا العصر، هو عالمٌ لا يصلح للإنسان، ولا لنمو إنسانيته، بل هو عالمٌ يعمل على (حيونة) الإنسان (أي تحويله إلى حيوان)، ومن هنا كان العنوان، ويرى بأن إنسانية الإنسان هي أمرٌ ليس بالمستحيل، ولكن استضام الإنسان بواقعه المُعاش، من قمع وظلم، يجعل من فكرة إنسانيته فكرة خيالية”.
أدب السجون
يفتتح عدوان فصول دراسته هذه بالتعذيب، الذي يتعرض له المُعتقلون في المعتقلات، حيث يدرس الآثار النفسية لهذا التعذيب على كل ٍمن السجين والسجان في آنٍ معاً فيقول: أنت لا تشعر بالضرب، حين تكون حُراً، إن ترده، أنت تشعر به هناك، حين يكون عليك فقط أن تتلقاه، ولا حرية لك، ولا قدرة لك على رده، هُناك تُجرب الإحساس الحقيقي بالضرب، بألم الضرب… لا مجرد الألم الموضعي للضربة… إنما بألم الإهانة، حين يتحول المضروب إلى أنقاضٍ تتألم، في حين يتحول الضارب إلى أنقاضٍ، يُسعده الألم، الذي يُحدثه في ابن جنسه، ويستمتع بإرادته، فلا يكف إلا ببلوغ ضحيته أبشع درجات التهدم، والتقوض، وبلوغه هو أخس مراحل النشوة المُجرمة”.
إن المعتقل، الذي يتعرض للضرب في المعتقلات، يصل إلى درجة يصبح فيها جاهزاً للاعتراف بكل شيء، وأبعد من ذلك، فأنه يتقبل أي تهمة توجه له في سبيل الخلاص من هذا التعذيب، علاوة على ما يفقده من صفات شخصية كان يتمتع بها قبل الاعتقال، كالجرأة والمطالبة بالحقوق… إلخ. حيث يتحول إلى شخص انطوائي يكره المخالطة، دائم الحذر، هذه هي أهم التأثيرات، التي يتركها التعذيب في الشخص نفسه، الذي يتعرض له.
في حين يعود السبب الرئيسي للتعذيب إلى السلطات، وللأنظمة المهيمنة، فمن يُمارس التعذيب المباشر على المعتقل، هو لا يقوم سوى بما يؤمر به من السلطات، التي يتبع لها، ويتلقى منها الأوامر، حيث أنه برفضه لهذه الأوامر، بما فيها التعذيب الوحشي، يُعرض نفسه إلى الطرد من الوظيفة، ويكون في بعض الأحيان عُرضة إلى أن يحل محل ضحيته، فبالتالي هو مجبر على ممارسة هذا التعذيب.
من ناحية أخرى، فإن ذلك الشخص، الذي يمارس التعذيب أيضا يتلقى نصيبه من أثر ذلك التعذيب، فيصل الأمر بالبعض إلى التعذيب من أجل التعذيب، واللذة فقط، مستميتين على كسب أكبر قدر ممكن من رضاء السلطات المتحكمة بهم، أي أن تلك الدرجة العالية من التوحش، والعدوانية التي يصلها البعض، والتي تصل لدرجة “الحيونة” أحياناً، فإنها تعود بسببها الرئيسي إلى السلطات الحاكمة.
هل نحن جلّادون؟ 
في جواب على السؤال أعلاه، “هل نحن جلادون”؟ يرى ممدوح عدوان، إن الكثير من الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية تفرض على الإنسان أن يكون جلادا على عكس طبيعته، ويورد في هذا الإطار بعض الأمثلة. ففرضا، انتشرت في أمريكا اللاتينية (حيث الجوع والمرض والفقر) انتشرت عصابات سرقة الأطفال من الجنسين بقصد التجارة بأعضائهم، كما إن بعض الأهالي، في تلك المنطقة، باتوا يُريدون التخلص من أبنائهم بأي طريقة كانت، وذلك للتخلص من أعباء معيشتهم، ما يدفع الكثير منهم إلى عدم السؤال، وعدم البحث عن أبنائهم المختطفين، وبالرغم من أن هذه الأفعال تحمل طابعاً وحشياً، لا إنسانياً، إلا أن هذا يعود أيضا، إلى سوء الأوضاع الاقتصادية، والمعيشية في تلك المنطقة، وكما هو معلوم، فإن الأنظمة والحكومات بسياساتها المتبعة، هي التي تُحدد طبيعة الأوضاع الاقتصادية والمعاشية، وبالتالي هي المسؤولة عن الآفات الاجتماعية، التي تنتشر، ومن ضمنها رغبة بعض الأهالي في التخلص من أبنائهم.
كيف نظلم الوحوش؟ 
في إحدى فقرات دراسته، يستشهد ممدوح عدوان بكتاب “التعذيب عبر العصور” لـ برنهاردت ج. هروود، عندما وصف الظلم، الذي تتعرض له الوحوش عندما ننعت بعض البشر بالوحش، فيرى بأن الإنسان هو الحيوان الوحيد، الذي يتلذذ بتعذيب وقتل بني جنسه، دون أسباب اقتصادية أو بيولوجية، كما يرى بأن الوحوش لا تقتل المخلوقات الأخرى، لمجرد الرضى والابتهاج، وهذا في إشارة إلى ما تتعرض له الشعوب من قمع وتعذيب على يد حكامها، حفاظا على ذلك الحكم.
ومن هنا يصل إلى استنتاج: أن الناس تمتلك الكثير من الآراء، ومن المفاهيم الخاطئة حول الحيوان، فحتى الحيوانات، التي تتسلح بأنياب ومخالب حادة، نادرا ما تفتك ببني جنسها، بعكس بعض البشر الذين سرعان، ما يُكشرون عن أنيابهم أمام إخوانهم البشر، وذلك للوصول إلى مراضاة السلطات الحاكمة، أو حتى الوصول إلى السلطة ذاتها.
القامع والمقموع
في فصل آخر من الدراسة ذاتها، يرى الكاتب: أنه ليس من الضروري أن تكون ضحايا التعذيب هم فُرادا، وبالوقت نفسه، ليس من الضروري أن يكون الشخص، أو الأشخاص المعرضون للتعذيب مباشرة، ليس من الضروري، أن يكونوا هم الهدف من هذا التعذيب، فعندما نشهد حفل إعدامات في إحدى الساحات العامة في إحدى البلدان. فالهدف منه ليس الإعدام بحد ذاته، بل إنه يهدف إلى إثارة شيء من الريبة، والحذر في نفوس المشاهدين، فيخشون من القيام، بما قام به الشخص الذي سيعدم، خشية من أن يجلسون مكانه تحت المقصلة يوما ما.
كما أن في هذا النوع من التعذيب، يهدف إلى إيصال رسالة إلى الجلاد ذاته، مفادها: أنك لو تجرأت يوما ما على التمرد في وجه سلطاتنا، فإنك ستكون يوما ما مكان هذه الضحية، التي تقوم بتعذيبها.
يخلص الكاتب في دراسته هذه، إلى سؤال مفاده، أننا كبشر كم فقدنا من كرامتنا، وتضامننا الإنساني وإحساسنا بإنسانيتنا، حتى صرنا نتعود الإذلال المحيط بنا، لنا ولغيرنا؟
حتى صرنا نقبل هذا العنف، والتعامل غير الإنساني، الذي نتعامل نحن به، أو يُعامل به غيرنا، على مرأى منا في الحياة، أو حين نقرأ عنه، أو نراه على شاشات التلفزيون. (وسنتجاهل أننا نحن نعامل غيرنا أحياناً بهذه الطريقة: أولادنا، أو مرؤوسينا، أو الذين يقعون بين أيدينا من أعدائنا مثلاً، أو السجناء الذين بين أيدينا، مفترضاً أن بعض من يقومون بهذه المهمات يمكن أن يقرؤوا ما أكتب).
وينعكس تعودنا على هذا الإذلال، في أننا صرنا نعد أن تعذيب السجين أمر مفروغ منه، لم نعد نتساءل عن أثر ذلك التعذيب في السجين الضحية، حتى بعد خروجه من السجن، كما أننا لم نعد نتساءل عن أثر التعذيب في منفذه، وهل يستطيع بسهولة أن يعود إلى حياته اليومية العادية بعد خروجه من غرفة التعذيب، كما لو أنه خرج من أي مرفق عام، لكي يستأنف حياته؟
ختاما يقول ممدوح عدوان عن هذه الدراسة: هذه هي أو مرة أجمع بها أفكاري حول هذا الموضوع بعد محاولات عديدة، ومقالات مُبعثرة في أكثر من مكان.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle