قامشلو/ عبد الرحمن محمد –
استذكرت قامشلو الفنان والموسيقار الكردي محمد علي شاكر في الذكرى الثانية لرحيله، وذلك في مراسم استذكار ضمن حفل فني منوع، أقيم في صالة المسرح بمركز محمد شيخو للثقافة والفن في قامشلو.
الحفل أقيم برعاية هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، واتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة، يوم السبت 24/12/2022، تضمن الحفل كلمات عدة، وفقرات غنائية وشعرية، وبحضور لافت من قبل عائلة الفقيد وجمهور من المثقفين والفنانين، ولفيف من الأصدقاء والمحبين، فيما زينت صدر القاعة صورة كبيرة للفنان الراحل وآلة العود التي تميز بها.
الكاتب والشاعر إبراهيم شاكر ألقى كلمة عائلة الراحل، وأشار فيها إلى عميق الأثر، الذي تركه الفنان محمد علي شاكر برحيله، على صعيد العائلة، وعلى صعيد الفن كموسيقي بارع وملحن وكاتب فذ، للأغنية وكفنان رسام أبدع بحق في رسم ملامح الكرد في يومياتهم باللحن، والكلمة، واللون.
أما كلمة أصدقاء الفنان فقد ألقاها صديقه الشخصية المعروفة عمر عفدكي، الذي قال في مستهل كلمته: “طاف محمد علي بفنه أرجاء كردستان وأسمع اللحن والأغنية الكردية العالم، وتتلمذ على بده الكثيرون، وسيبقى علامة فارقة في تاريخ الفن الكردي، وإن كانت لنا أمنية اليوم، فهي أن نستذكر أمثاله العظماء في مسقط رأسهم، في مدنهم، التي هجروا منها قسرا في كل من سري كانيه، وعفرين، وكري سبي، وهذا الحضور اللافت دليل محبة، وإخلاص للفنان محمد علي وفنه الصادق الملتزم”.
عفدكي أشار خلال كلمته إلى بعض التفاصيل عن حياة شاكر: “كان مثال الرجل المكافح، فقد تابع دراسته حتى أكملها، وعمل في مجالات عدة، كالتجارة وغيرها؛ كي يعيش بكرامة، ونفس عزيزة”.
من جهته قال الفنان والملحن سمير أوركيش في كلمة له: “كان الفنان محمد علي شاكر صادقا في فنه مخلصا له، وفياً لأصدقائه، وبعد أن غادر سري كانيه مهجرا، تأثر كثيرا، وكان غزير العطاء كثير العمل، وعندما سألته لم هذا الكم من الالحان، التي أراك تنهك نفسك بها قال: أحس إن أيامي بعد مغادرتي لسري كانيه معدودة، أريد أن أعطي كل ما لدي ما دمت أعيش، وصدق في توقعاته”، سمير أوركيش ذكر الحاضرين، بكلام لشاكر عن مكانة سري كانيه في قلبه: “سري كانيه كانت ملهمتي، وصومعة الإبداع لي، لم تكن فقط مدينتي التي أعيش فيها، كل ما ذهب في سري كانيه بعد احتلالها لم يهزني كما هزني فقدان دفتر ذكرياتي، ومؤلفاتي طوال مسيرة حياتي”، واختتم سمير أوركيش حديثه بالقول: “نعم رحل موسيقارنا، لكنه ترك لنا الكثير، وأعماله ستخلد الموسيقا، والأغنية الكردية، وتخلده”.
الشعر كان حاضرا في المناسبة، وتألقت ابنة سري كانيه الشاعرة آناهيتا سينو، وألقت قصيدة في رحيل الخالد محمد علي نالت الاعجاب الشديد، فيما صدح الناي بألحان شجية للعازف الشاب كاوا كالي، وبرفقة الشاب ممو عبد الرحمن، على الغيتار وبعد عرض لسينفزيون عن حياة الفنان القدير، كان الجمهور مع باقة من أغنياته المختارة، أبدعت فيها فرقة فنية من الدرباسية برفقة الفنانين “هوجين تعلو، سمية محمد، والفنان سلمان إبراهيم”.
ومن الجدير ذكره أن الفنان والموسيقار الملحن محمد علي شاكر من مواليد عام 1946، وتوفي في قامشلو بتاريخ 24/12/2020، ووري الثرى في مدينة عامودا.
