جل آغا / أمل محمد –
حولت “فريال عباس” في ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو، قطعة أرض بور خاصة بعائلتها إلى أرض زراعية، تزرع فيها الخضروات كنوع من الاكتفاء الذاتي، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والارتفاع الكبير للسلع بمختلف أنواعها.
فلا تزال البلاد تتأثر بشكل سلبي بالأزمة الاقتصادية، ولم تتعافَ بعد من الحرب، والحصار، وما خلفته من واقع معيشي صعب، وتشهد المنطقة كباقي مناطق سوريا ارتفاعاً في المواد كافة وخاصةً الغذائية منها، والتي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها، لذا يلجأ الكثيرون إلى اتباع سياسة التقشف، أو الاعتماد على الذات في الحصول على بعض الحاجيات الرئيسية، إما بتربية الماشية، والدواجن، أو بزراعة الخضار، وهذا حال الكثير، وخاصةً في المناطق الريفية، والتي تتوفر فيها الأسس الرئيسية، التي تقوم عليها هذه المهن.
لا سبيل سوى استغلال ما هو موجود
في ناحية جل آغا، يعتمد غالبية المواطنين إلى استغلال ما هو موجود، في تخفيف التكاليف، التي فرضها الوضع المعيشي المتذبذب، من زراعة، وتربية المواشي، “فريال عباس” المرأة التي تخطت الخامسة والثلاثين من عمرها، وهي أم لأربعة أطفال، دفع بها الأمر نتيجة صعوبة المعيشة، إلى استغلال قطعة أرض صغيرة تمتلكها، وزراعة الخضار بأنواعها لسد رمق العيش والتخفيف من التكاليف، التي أصبحت تثقل كاهلها، وعن هذا قالت فريال: “يعمل زوجي عاملاً وعلى الرغم من أنه يسعى جاهداً لإعالتنا، إلا أن صعوبة المعيشة، وارتفاع الأسعار حالت دون ذلك، لذا قمت بتحويل قطعة الأرض، والتي لم نكن نستفيد منها، وزرعها بأنواع الخضروات كافة”.
الأرض المعطاء
وتابعت فريال: “منذ زراعتي هذه الأرض، أي قبل ثلاث سنوات من الآن، لم ألجأ إلى محلات الخضرة سوى مرات معدودة، لأني أزرع كل شيء في موسمه، الخيار، والملفوف، والباذنجان، وحتى الخس، وغيرها من الخضار، وحتى أني أقدم الفائض للأهل، والجيران في مبادرة إنسانية، الأرض كريمة طالما سمعنا بهذه العبارة، وبالفعل هي تدر علينا الخيرات على الرغم من مساحتها، التي لا تتجاوز عشرة أمتار”.
تقضي فريال في أرضها ساعات، فهي تحرث، وتسقي: “لا يمكن أن تحصل على نتيجة مرضية في أي مجال دون أن تبذل الجهد، عليَّ العمل لساعات في الحقل لأجني في الأخير الخيرات المرجوة، الجميع في المنطقة، وفي السنوات الماضية نتيجة الأزمة قد لجأ إلى الزراعة، وتربية الماشية، وخاصةً كوننا سكان الريف، هذه إحدى الأساليب كي نواجه الواقع، عدا أننا نحصل على كفايتنا من المحاصيل، فإن العمل يعطي دفعاً معنوياً للإنسان، ويجعل له مكانة على أنه فرد منتج في المجتمع”.
المرأة الريفية والاقتصاد المحلي
وعن أهمية المرأة الريفية في الاقتصاد المحلي قالت فريال: “المرأة هي أساس الريف، ويقع على عاتقها غالبية الأعمال الريفية، لا ننكر دور الرجل، ولكن للمرأة مكانة مهمة، وأساسية في الاقتصاد المحلي، وبجهودها وعملها يزدهر هذا الاقتصاد، تربية المواشي، والدواجن، وزراعة الأراضي، جلها أمور تقوم بها المرأة إلى يومنا هذا، وإن دلَّ هذا على شيء، فإنه يدل على عظمة وجودها، وخبرتها”.
