الإدارة الذاتية تعمل على استجرار مياه الشرب من ريف عامودا إلى الحسكة

روناهي / قامشلو –

كشفت الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة “نوار صبري”، عن تنفيذ مشروع لاستجرار مياه الشرب من ريف عامودا إلى مدينة الحسكة بكلفة تقدر بأربعين مليون دولار أمريكي.

حيث يعاني أكثر من مليون شخص في مدينة الحسكة وريفها أزمة خانقة في الحصول على المياه، ولا سيما بعد احتلال تركيا مدينة سري كانيه التي تلجأ بين الحين والآخر إلى قطع المياه من محطة علوك، التي تعدّ المصدر الرئيسي، الذي يغذي المنطقة، بهدف ضرب استقرار المنطقة؛ ما يؤدي إلى أزمة إنسانية كبيرة، ويحرم الأهالي في الحصول على مياه شرب نظيفة وآمنة.

مشروع استجرار المياه إلى خزانات الحمة

إن الإدارة الذاتية بصدد تنفيذ مشروع جديد لجر المياه الصالحة للشرب للمدينة، وبخصوص هذا المشروع تحدثت صحيفتنا “روناهي” مع الرئيسة المشتركة لمديرية المياه في الحسكة “نوار صبري”، التي أشارت في بداية حديثها إلى: “أن المشروع هو حفر 20 بئراً جنوب مدينة عامودا في سنجق سعدون، وكندور، بهدف استجرار المياه إلى خزانات الحمّة، ومن ثمّ توزيعها على أحياء مدينة الحسكة حسب القطاعات، بواقع وسطي لا يتجاوز أسبوعاً لكل قطاع “.

ويعدّ مشروع جر المياه إلى الحسكة من عامودا، هو الثالث، الذي تنفذه الإدارة الذاتية، بدائل عن محطة علوك الخاضعة لسيطرة المحتل التركي بريف مدينة سري كانيه.

البديل الأول، كان مشروع آبار الحمّة شمال غربي مدينة الحسكة، وكان من المقرر أن يؤمن نحو 50 بالمائة من حاجة الحسكة لمياه الشرب. أما البديل الثاني، فكان العمل على مشروع استجرار مياه الفرات، من ريف دير الزور إلى الحسكة.

ولكن مشروع مياه الفرات يغطي 15 – 20% فقط من حاجة المدينة، بسبب ضعف واردها المائي إلى جانب خزاناتها، التي تحتاج إلى تعديل، بالإضافة لبعض أعمال صيانة وتأهيل.

طول الاستجرار ستون كيلو متراً

وعن آلية استجرار المياه وطول المشروع، بينت نوار: “مسار المشروع هو بحدود 60 كم، وسيتم نقل المياه عن طريق قساطل، لنقل مياه الشرب وفق المعايير الدولية إلى الحسكة”.

وأضافت نوار: “المشروع سينهي معاناة أهلنا في الحسكة، مع بقاء التقنين، وهو بديل لمحطة مياه علوك، التي كانت بالأساس حلاً إسعافياً، وليس استراتيجياً، فالحل الاستراتيجي قد كان في مشروع استجرار مياه نهر دجلة، الذي وضع حجر الأساس له، ومدته عشر سنوات، وكان مدعوماً من جهات خارجية”.

وتابعت: “إن المشروع لا يؤثر على المياه الجوفية؛ لأن الحوض الموجود في عامودا هو الحوض نفسه، في منطقة علوك، حيث لم يتأثر مستوى المياه بالرغم من استخدام آبار علوك منذ 15 سنة تقريباً، ولم ينخفض منسوب المياه الجوفية”.

أما عن تكلفة المشروع، والجهات الداعمة له تؤكد نوار: “المشروع تتحمله الإدارة الذاتية بشكل كامل، دون وجود أي دعم مقدم من المنظمات الدولية الإغاثية العاملة في المنطقة، وتقدر التكلفة حسب نوع القساطل، لأنها الأعلى تكلفة من 20 إلى 40 مليون دولار”.