في ظل ثورة التاسع عشر من تموز… بلدة القرمانة تحتضن فرقتها الفنية الخاصة

الدرباسية/ نيرودا كرد –

تعدُّ فرقة الشهيد مرفان في بلدة القرمانة، التابعة لناحية الدرباسية، إحدى الفرق الفنية المستحدثة حديثا في إقليم شمال وشرق سوريا؛ وذلك بعد انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز، وتأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وتُعدُّ البلدات والقرى التابعة لناحية الدرباسية مناطق مهمشة تاريخيا من الناحية الثقافية، حيث لم تكن هناك أي مراكز ثقافية في هذه القرى. فضلا عن أن المواهب الفنية كانت دفينة في هذه المنطقة، وذلك نظرا للظروف السياسية، التي كانت ترفض أي تنوع ثقافي، خاصة وإن كانت هذه الثقافة لا تخدم السياسة المهيمنة.

ومع انطلاق ثورة التاسع عشر من تموز في شمال وشرق سوريا، اكتسب الجانب الثقافي أهمية قصوى لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية، فأخذت تهتم أكثر فأكثر بالفنانين والفرق الفنية، وكذلك بالمراكز الثقافية. حيث باشرت بافتتاح العديد من المشاريع والمراكز الفنية والثقافية. ومن ضمن هذه المشاريع كان تأسيس فرقة فنية باسم فرقة الشهيد مرفان في بلدة القرمانة التابعة لناحية الدرباسية، وذلك عام 2019، والتي تضم ثماني فتيات.

بدايات تأسيس الفرقة

ولمعرفة المزيد عن فرقة الشهيد مرفان، التقت صحيفتنا مدرب فرقة الشهيد مرفان، آيدل عبدو: الفكرة بدأت عند ملاحظة وجود مواهب شابة في بلدة القرمانة، والتي كانت مبعثرة ومعتمدة على مجهودها الذاتي، دون وجود أي مكان يجمعهم، أو مدرب يدربهم بالطريقة الصحيحة. لذلك، تواصلنا مع المركز الثقافي في ناحية الدرباسية، وقرروا تأسيس فرقة في بلدة القرمانة.

وأضاف: كل فتاة من فتيات الفرقة متعددة المواهب، فإلى جانب أنهنَّ صاحبات خامات صوتية جميلة، تخولهن بالغناء بكل طلاقة، فإن كل واحدة منهن أيضا لها موهبة العزف على آلة موسيقية. فمنهن من تعزف على الكمان، والأخرى على الطنبور، وثالثة على الغيتار، ورابعة على الطبلة. وغيرها من الآلات الموسيقية. ما دفعنا إلى الاهتمام بهن والعمل على صقل هذه المواهب، للوصول إلى فرقة فنية ناجحة، وإلى فنانات ناجحات.

أساليب التدريب

آيدل عبدو تابع: ندرب عضوات الفرقة على النوتة والصولفيج، أي أننا نحاول قدر الإمكان تدريبهن تدريبا أكاديميا. وهذا النوع من التدريب يُظهر نتائجه يوما بعد يوم، فالمتدربات يُبدين تطورا مع كل جلسة جديدة، وهذا ما يدفعنا للتقدم أكثر والإبداع أكثر. لذلك نركز على التدريب العملي المنظم، إلى جانب الجهود الفردية لكل فتاة من الفتيات.

وزاد: تلمسنا نتائج عملنا في فترة قياسية، حيث دُعينا إلى العديد من المهرجانات والاحتفالات الخاصة بالطفل، إلى جانب الأعياد الوطنية والقومية، وقد حصلنا على عدد من الجوائز، كان آخرها الدرع، الذي منحونا إياه في مهرجان الطفل المقام في إقليم شمال وشرق سوريا.

مدرب فرقة الشهيد مرفان الفنية، آيدل عبدو أنهى حديثه: نواجه بعض المشاكل خلال تدريباتنا، فمثلا مكان تلقي التدريب ضيق وهذا يسبب لنا إشكاليات، كما أننا نفتقر لعدد من الآلات الموسيقية، ما يعيق عملنا خلال التدريب. ولكن نعمل بالتنسيق مع مركز الثقافة والفن في ناحية الدرباسية، وكذلك هيئة الثقافة في مقاطعة الجزيرة لتجاوز هذه العقبات.

فرصة لتطوير الذات

من جهتها تحدثت لصحيفتنا المتدربة ليليان عبدو، 13عاما، عن مشاركتها في هذه الفرقة: بالتحاقي بفرقة الشهيد مرفان، حصلت على الفرصة، التي كنت أنتظرها لتطوير موهبتي. فمنذ صغري، كنت أحب الغناء، ومن ثم بدأت بالتعلم على العزف على آلة الكمان، ولكن لم أكن أتقنها بشكل كافٍ. استمر ذلك حتى انضمامي إلى الفرقة، فبدأت أعمل على تطوير الموهبتين معا، من جهة الغناء، ومن جهة أخرى العزف على الكمان. وذلك من خلال الدروس التي أتلقاها.

وزادت: أنسق بين تدريباتي الفنية ودروسي في المدرسة، فمنذ الصباح نكون في المدرسة، وبعد العودة نقوم بإعداد واجباتنا المدرسية، ومن ثم نتجه إلى الدروس الفنية، وعند الانتهاء نبدأ بالتدريبات المنزلية، لنستذكر ما أخذناه في الدرس.

المتدربة الشابة ليليان عبدو أنهت حديثها: اسعى لصقل موهبتي هذه، من خلال التدريبات المستمرة، لإنجاح الفرقة بشكل عام كي نستطيع إنتاج شيء جديد في وطننا، لا سيما وأننا لا نزال بأعمار صغيرة، والمستقبل أمامنا.