قامشلو/دعاء يوسف-
في الذكرى السنوية التاسعة لتأسيسها، عاهد قياديون، وقياديات في قوى الأمن الداخلي، على أداء واجبهم في حفظ الأمن، وإرساء الأمان في أنحاء المنطقة عامة، منوهين إلى الدور الكبير، الذي تقوم به المرأة تحت راية قوى الأمن الداخلي.
مع بداية الأزمة السورية، ولسد الفراغ الأمني، الذي نشأ إثر غياب حكومة دمشق في مناطق روج آفا، ودرء الانفلات الأمني، ومنع تفشي الجرائم في المنطقة، تشكلت قوى الأمن الداخلي (الأساييش)، والتي أصبحت درعاً أمنياً واقياً ضد التهديدات الأمنية كافة، التي تتعرض لها المنطقة، حيث احتفلت مؤخراً بمرور تسع سنوات على تأسيسها في قامشلو، فشارك شعوب المنطقة كافة هذا الاحتفال والاحتفاء بذكرى تأسيسها.
تسع سنوات من النجاح
وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” نائب الرئاسة المشتركة للهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة “ريان أخته”، والذي حدثنا: “قوى الأمن الداخلي، هي إحدى المؤسسات الأساسية في الإدارة الذاتية، وعلى مدى سنوات، تقوم هذه المؤسسة بواجب أمني وأخلاقي، وإنساني تجاه الشعوب كافة في شمال وشرق سوريا، فهي تعد لبنة أساسية في صرح الوطن، فالأمن والأمان يعدان الركنين الأساسيين لاستقرار أي مجتمع، فلا اقتصاد، ولا حياة ولا استقرار اجتماعي بلا أمن، فالأمن هو أساس بناء المجتمعات، وإن مؤسسة قوى الأمن الداخلي هي من تحمل المسؤولية الكبيرة على عاتقها، وقد أثبتت على مر السنوات، أنها على قادرة على حمل المسؤولية الموكلة إليها على مختلف المستويات”.
وتابع أخته: “كان هناك الكثير من التحديات، والهجمات العدائية، والهمجية، التي استهدفت الأخلاق والمجتمع، فوقفت هذه المؤسسة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في مواجهة هذه التحديات والهجمات، والقضاء على فكر مرتزقة داعش، وتحرير المناطق، وإعادتها إلى أبنائها”.
نوه أخته إلى تطور قوى الأمن الداخلي على مدار السنوات التسع الماضية للأقسام كلها، وقيام اختصاصات عديدة ومتنوعة هدفت لخدمة المجتمع، والحفاظ على مكتسبات الثورة، وأضاف: “لم تكن هذه السنوات بالسهلة، وما نحن عليه اليوم هو نتاج تلك المراحل الصعبة، واستطعنا من خلالها أن نتخطى المؤامرات، التي تُحاك ضدنا ضمن الحرب الخاصة بجدارة”.
واختتم نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية ريان أخته حديثه: “ندعو الشعوب كافة إلى الاصطفاف جانب قوات الأمن الداخلي، وأن يكونوا لها السند والعون في هذه المرحلة الصعبة التي نواجه فيها دولة الاحتلال التركي، في استهدافها للقياديين عبر المسيرات، والخلايا النائمة والمتطرفين محاولةً العبث في استقرار، وأمن المنطقة”.
دور المرأة في قوى الأمن الداخلي
زرع الأمان في وطن يتعرض للهجمات والحروب المستمرة، مهمة صعبة تقع على عاتق قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا بشكل عام، وعلى المرأة في صفوفها بشكلٍ خاص، وبالرغم من التهميش، الذي تتعرض له المرأة في المجتمع، استطاعت أن تثبت دورها بكل جدارة في قوى الأمن الداخلي.
حيث أنها تقوم بالمهمات العسكرية كالحرس، وأمن الحواجز، ومساعدة شرطة المرور، والإشراف على أمان المخيمات، وتعمل في المكاتب لتنسيق آليات العمل، حيث أن مركز الأساييش يحوي مكاتب كثيرة، منها مكتب مكافحة الجريمة، ومكتب المراقبة، ومكتب التحقيق.
حيث التقت صحيفتنا “روناهي” بإدارة أساييش المرأة العامة في إقليم الجزيرة “هلات محمد”، والتي باركت في بداية حديثها الذكرى التاسعة لتأسيس قوى الأمن الداخلي في شمال وشرق سوريا، وحدثتنا عن دور المرأة فيها قائلةً: “منذ بداية تأسيسنا عانينا من الذهنية الذكورية، وعدم تقبل المجتمع لنا، فتقبل فكرة حمل السلاح، وانضمام المرأة إلى الصفوف العسكرية كان شبه مستحيل”.
ونوهت هلات إلى أن انخراط المرأة في صفوف القوات العسكرية لم يكن سهلاً، بل كان عليها بذل جهد مضاف، لإثبات نفسها وقدرتها، وتابعت: “لقد بدأنا بعضوتين، ولكننا اليوم في عام 2022 عددنا لا يقل عن ثلاثة آلاف عضوة، وهذا في حد ذاته إنجاز”.
وتابعت هلات: “على الرغم من الصعوبات، التي واجهتنا ولا تزال، استطاعت المرأة في روج آفا إثبات نفسها، وأصبحت مثلاً يحتذى به في أنحاء العالم، فقد استطاعت تحدي المعوقات والقيود، التي قيدت حريتها، ونظمت نفسها وفق أسس ومبادئ القائد عبد الله أوجلان، ونجدها اليوم تقف بزيها العسكري بين الصفوف العسكرية لتكون العضوة الفعالة في حفظ الأمن والسلام للمنطقة”.
المرأة العربية في الصفوف العسكرية
وعن انضمام المرأة العربية لصفوف قوى الأمن الداخلي، قالت هلات: “خرجت المرأة العربية لتضع يدها بيد النساء الكرديات وباقي الشعوب، فعدد النساء العربيات المنضمات لصفوف قوى الأمن الداخلي في تزايد، فاليوم نرى المرأة العربية تحمل السلاح وتدافع عن الوطن”.
وزادت هلات: “في المناطق المتحررة من بطش الاحتلال التركي ومرتزقته (داعش) نجد أن المرأة العربية كانت السباقة للالتحاق في صفوفنا، لحماية نفسها ثم أهلها ووطنها، ومن هذا المنطلق نرى أن فكرة الحماية لم تعد مقتصرة على الرجل فقط”.
وشددت هلات خلال حديثها، على أهمية حفظ الأمن والأمان في المنطقة، في ظل هجمات الإبادة الخارجية والداخلية، التي تستهدف شعوب المنطقة، منوهةً: “إن هذه الهجمات تستهدف إرادة المرأة لإفشال ثورتها، وعرقلة مسار نضالها الحر، لذلك علينا نحن النساء بشكل خاص أن ننظم أنفسنا، ونكمل مسيرتنا النضالية بالسير على خطا الشهيدات اللواتي سبقننا، لنكون الدرع، الذي يحمي المنطقة من هجمات الإبادة الخارجية والداخلية”.
وعاهدت إدارة أساييش المرأة العامة في إقليم الجزيرة “هلات محمد”، الشعوب العربية والكردية والسريانية بقولها: “سندحر العدوان بدماء شهدائنا، وبدموع الأمهات والأطفال، وسوف نبقى اليد التي تدافع عن شعوبنا، وسنكون العين الساهرة على حمايتها”.
المعاهدة على أداء المهام
وفي السياق ذاته، التقينا بالإداري في قسم إدارة المخيمات بإقليم الجزيرة التابع لقوى الأمن الداخلي “إبراهيم أوزان” والذي حدثنا بدوره: “في البداية كنا فئة صغيرة، واليوم نحتفل بالذكرى التاسعة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، حيث إننا نعمل على ترسيخ الأمن والأمان للمجتمع، عبر مواجهتنا للإرهاب والجرائم بأنواعها كافة، وبناء وطن خالٍ من أشكال الفوضى والفساد”.
وأشاد أوزان بتفاني قوى الأمن الداخلي في محاربة أعتى فصائل المرتزقة في المنطقة: “لقد قدمنا الغالي والنفيس لدحر المرتزقة، وما زلنا نعمل على التخلص من خلاياها النائمة في المنطقة، ورعاتها لنكون على قدر المسؤولية الموكلة إلينا في بسط الأمان والسلام”.
واختتم إبراهيم أوزان حديثه: “إننا في قوى الأمن الداخلي نقف صفاً واحداً جنباً إلى جنب مع أطياف المنطقة، ونجدد العهد لشهدائنا بأننا سنواصل السير على الدرب، الذي رسموه للحفاظ على مكتسبات الشعوب وتحرير أبنائها، وأراضينا من الاحتلال التركي ومرتزقته”.
