يعد نهر الفرات بالنسبة للسوريين ولشعوب شمال وشرق سوريا تحديداً ليس مجرد نهر بل هو مرتبط بذاكرة الشعوب حيث أقيمت على ضفتيه العديد من الحضارات السحيقة وتناوله الشعراء في أشعارهم كونه رمزاً للخلود والسلام.
عبث الاحتلال التركي بنهر الفرات وعاث بمظاهر الطبيعة فساداً، فشيد السدود ولوث مياهه بالمخلفات الصناعية، وبرزت آثاره في الوقت الراهن من خفض المنسوب، وتأثرت بذلك معظم المهن المرتبطة بوجوده وبالأخص الزراعة. ولم تمر هذه الظاهرة مرور الكرام عند الشعراء المعاصرين بل كان لهم موقف حازم يندد بالهجوم على موارد الطبيعة وخيراتها، فرفضوا هذه الأساليب وجرائم الاستغلال البشرية واستذكروا أيامهم الجميلة معه من خلال عدد من القصائد الشعرية.
تغيير في ملامح النهر
فقد وصف الشاعر إبراهيم حميدي ما آل إليه نهر الفرات بعدما حبست مياهه وجف مجراه وبات شاحب الوجه مخطوف الدم من هول المصاب وعظم الحال بعدما نالت يد الاحتلال التركي من خيره فاستحالت الحياة إلى حالة العدم والجدب.
في قصيدته “شحت مياهك” يجعل نهر الفرات في حال منكرة ومشوهة المعالم، فبسبب ذلك تتعرض شعوب شمال وشرق سوريا إلى خطر محدق قد يواجهون معه الهجرة والنزوح وفقدان صلة القرابة فيما بينهم نتيجة تطاول الاحتلال التركي على أرزاقهم رغم كونه من أكبر النعم الربانية في هذه المنطقة.
“أترى تشاركنا الصيامَ اليومَ أم
جفت عروقك من خلال تزاحمِ
اللهُ أعطى الماءَ أسبغ نعمـــــة
واليـــوم تمنعها قيــــودُ الآثــمِ
وتحكم العبد الضعيف بها فهل
تقوى لقطع الرزق كف الظالم؟
أفمـن تحدى الله يظـــلم خلقهُ..
هو في أمانٍ من قضاءٍ صارمِ؟!
الماء أصـل للحــياة وحبـــسهُ..
يعني التطاول واغتيالُ تراحمِ
أساليب الاستغلال والظلم
أما بالنسبة للشاعر عبد الحميد دشو فيتناول بقصيدته “أنا الفرات” معاني أكثر وجرأة أعلى، ويشمر عن سواعده في مواجهة من أصر على النيل من كرم نهر الفرات، ويقصد بذلك الاحتلال التركي الذي حوله إلى ترعة من ماء، مما سبب أذى الجيران نكاية وظلماً. وهو لا يفتر عن توضيح أن الضر الذي لحق بالفرات جراء ممارسات الاحتلال التركي تشبه غدر الذئب. الذي يسعى لإلحاق القدر الأكبر من الأذى بشعوب المنطقة وببيئتها الطبيعية وكل ما فيها من بشر وشجر وحجر، لكنه متأكد أن هذه الأيام الضروس ستنقشع ويبقى الأصل فقط.
“أنا الفرات بحبـس الماء مضطربٌ
مـن جارة السّـوء إرضاء لسُـلطانِ
حتى غدوتُ هـزيلاً مــن لآمتهــم
مـن سُخف مآربهم بالحكم والشانِ
هذا دليلٌ بأنّ القهـر ديـدنهـم
من يوم دولتهم في عهد عثمانِ
من يقطع الماء عن شعب تؤرّقه
مرارة العـيش بإذلال وإتـقانِ
كالذئـب في غـنم قــد بات يخدعها
باســم الصّداقة تـزيـيناً لعدوانِ
مُذ أن وطئتُ بأرض الشّام مزدهـياً
تفاخــــر الشامُ بــأنسامي وألواني
فالشـّام شامـي وأمواهـي ترقرقــهُ
عوناً على الخير أو رجماً على الجاني”
يشار إلى أن الاحتلال التركي يواصل قطع المياه عن خمسة ملايين من سكان في شمال وشرق سوريا في سياسة عدائية في محاربة المشروع الديمقراطي لكنها أثبتت في فشلها في أكثر من موضع بسبب تمسك هذه الشعوب بحقها الطبيعي التاريخي.
فقد وصف الشاعر إبراهيم حميدي ما آل إليه نهر الفرات بعدما حبست مياهه وجف مجراه وبات شاحب الوجه مخطوف الدم من هول المصاب وعظم الحال بعدما نالت يد الاحتلال التركي من خيره فاستحالت الحياة إلى حالة العدم والجدب.
أما بالنسبة للشاعر عبد الحميد دشو فيتناول بقصيدته “أنا الفرات” معاني أكثر وجرأة أعلى، ويشمر عن سواعده في مواجهة من أصر على النيل من كرم نهر الفرات، ويقصد بذلك الاحتلال التركي الذي حوله إلى ترعة من ماء، مما سبب أذى الجيران نكاية وظلماً. وهو لا يفتر عن توضيح أن الضر الذي لحق بالفرات جراء ممارسات الاحتلال التركي تشبه غدر الذئب. الذي يسعى لإلحاق القدر الأكبر من الأذى بشعوب المنطقة وببيئتها الطبيعية وكل ما فيها من بشر وشجر وحجر، لكنه متأكد أن هذه الأيام الضروس ستنقشع ويبقى الأصل فقط.
