هيفيدار خالد
في الذكرى السنوية السادسة عشرة، لاستشهاد المناضلة الكردية ليلى والي حسن، المعروفة باسمها الحركي فيان صوران، التي أضرمت النار بجسدها في جبال كردستان؛ تنديداً بالمؤامرة الدولية، التي استهدفت القائد عبد الله أوجلان قبل 25 سنة من الآن، لا بد من استذكارها، واستذكار العملية الفدائية، التي نفذتها ضد سياسيات العزلة المفروضة على القائد آبو في سجن إيمرالي من قبل الدولة التركية الفاشية، وتجديد عهد النضال والمقاومة مرة أخرى، والسير على نهج فيان الفدائي وتحقيق حرية القائد آبو، وفك أسره، ونشر فلسفة الأمة الديمقراطية.
تجديد العهد ومواصلة النضال وفق نهج الشهيدة فيان صوران مهمتنا جميعاً، بل هي مهمة المناضلين والمؤمنين بالعدالة والباحثين عن الحقيقة، والحرية، والحياة الكريمة، وخوض مسار جديد في المقاومة، من خلال إحياء الروح الثورية، التي كانت قد تحلّت بها الشهيدة فيان طوال حياتها، وترسيخها في أذهاننا وأنفسنا.
المناضلة فيان كرَّست جلَّ حياتها للكفاح الثوري، والنضال من أجل حرية القائد آبو، وخلاص الشعب الكردي من الظلم والقمع، ونظم الاستبداد، وسياسات الإبادة التي يتعرض لها، وعلى وجه الخصوص تحقيق حرية المرأة الكردية، نعم حوّلت فيان صوران كلَّ ثانيةٍ، ودقيقة من حياتها إلى نضالٍ بطوليٍّ بإرادتها القوية، وفكرها الراسخ، وعملت دون كللٍ أو ملل، بعد أن اغتنمت الفرص كافة، التي سنحت لها في الحياة الثورية، من أجل العيش مع القائد آبو، وعملت ساعية، كي تكون إلى جانبه دائماً وأبداً، دون أن تبتعد عنه حتى لحظة واحدة، وتعمقت في فكره وفلسفة الحياة الحرة، التي وضعها من أجل المرأة والإنسانية جمعاء.
العملية الفدائية التي نفذتها المناضلة فيان صوران ضد العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، جاءت رداً على السياسات، التي كانت تهدف إلى تعويدنا، وتعويد الشعب الكردي كافة على الحياة من دون القائد، لإبعادنا عن النهج الذي رسمه القائد، نهج الشهداء والحرية ونضال المرأة، وبالتالي العيش دون أي معنى، أو أيديولوجية، دون أي هدف أو إرادة، لكن عملية فيان هذه كانت الصاعقة على رؤوسهم، إذ عبّرت عن رفضها القاطع لتلك السياسات، والضغوطات، متخذةً من شعار “لن تستطيعوا حجب شمسنا” أساساً لها.
الشهيدة فيان وجهت بعمليتها رسالة واضحة وصادقة عبر نيران جسدها إلى الأدمغة، والقلوب المتجمدة المتمثلة بالنظام الذكوري الطبقي المتسلط، الذي يدعي العدالة، والإنسانية، وحقوق الإنسان، وهو أول من انتهك، وظلم وقتل وسفك!.
ومع تمسكنا بنهجنا، نهج النضال والحرية وتحقيق الحياة الديمقراطية، هناك الكثير من الأطراف، والجهات، والمؤسسات الدولية، والسلطات المهيمنة التي تحاول اليوم أيضاً، إبعادنا عن قيمنا، ومقدستنا وقادتنا من خلال المؤامرات، والألاعيب التي تحيكها ضد الإنجازات، والمكتسبات، التي حققتها المرأة الكردية، ومن خلال سياسات الإبادة، التي تنتهجها ضد الشعب الكردي والمرأة الكردية المناضلة في ساحات النضال المختلفة.
لذا يجب على الجميع التحرك بمسؤولية تجاه ما يُحاك ويدبَّر ضد شعبنا ونضال أمتنا، والتحلي بروح المناضلة فيان، التي قالت بالحرف الواحد “لا حياة من دون القائد” إذا كانت هناك حياة كريمة لنا في هذا الكون، فستكون مع القائد، ودونه لا نستحق الحياة، وعالم من دون القائد آبو محال العيش فيه فيما يتعلق بالمرأة، والإنسانية المتعطشة للحرية والعدالة والسلام.
