فكر الأمة الديمقراطية أفشل المؤامرة الكونية على القائد “عبد الله أوجلان”

رفيق إبراهيم_

هناك الكثير من القوى، التي تعمل على ضرب أية حركة كردية من شأنها الحصول على الحقوق الشرعية للشعب الكردي، ولكن بالمقابل تظهر حركة التحرر الكردستانية، إحدى الحركات الأكثر تأثيراً على الشعب الكردي، وعلى قضيته العادلة لما للحركة من دور كبير في الدفاع عن الشعب الكردي، وإيصال صوته إلى العالم بأسره.

فكر القائد الحر حطم خططهم ومؤامراتهم

ولأن حركة الحرية الكردستانية، كانت السباقة في لعب دور المدافع عن حقوق الشعب الكردي، وكان مهندسها القائد، والمفكر عبد الله أوجلان، الذي قاد السفينة في أحلك الظروف، وأصعب الأوقات، وأدار البوصلة بنجاح، فتربصت به الكثير من القوى المعادية، وأرادت وأد كل ما يتعلق بحركة الحرية، فتكالبت على قائدها الرأسمالية الدولية، عندما عرفت، أن القائد يكون له تأثير كبير على المنطقة، وأن المشاريع الاستعمارية باتت في خطر، فحاكوا المؤامرة ضده، وأرادوا النيل من فكره الحر، المدافع عن الإنسانية، والحقوق المغتصبة للشعوب المظلومة كلها.

 ومع أن تلك القوى، نجحت في أسر القائد، وسجنه، ولكن بإرادته الصلبة، وبمقاومته التاريخية، استطاع إفشال تلك المؤامرة الدولية، لتنهار أمام فلسفة، وفكر قائد الأمة الديمقراطية عبد الله أوجلان، الذي جعل من سجنه جامعة؛ لتكون مصدر فكره وفلسفته، التي أنارت دروب الحرية، والنضال، والمقاومة.

 لذلك أرادت القوى الظلامية متابعة خيوط المؤامرة، ولكن بشكل جديد، لتستهدف الشعب الكردي، وحركة التحرر الكردستانية، واستمراراً للمؤامرة الدولية على القائد، عملت قوى الشر، وعلى رأسها تركيا الأردوغانية، التي لم تتوقف عن هجماتها على باشور كردستان، ومناطق الدفاع المشروع، وشنكال، ومخمور، وروج آفا، فاحتلت عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، في محاولة لضرب فكر الأمة الديمقراطية، وإفشال هذا المشروع الديمقراطي، ومع مرور ثلاثة وعشرين عاماً على المؤامرة الدولية بحق القائد أوجلان، أرادوا ضرب المكتسبات الكردية في باشور كردستان، وروج آفا، فهاجموا بشراسة شنكال، ومخمور، ومناطق الدفاع المشروع، وكان الهدف كسر إرادة الشعب الكردي، وإبادته.

متى بدأت المؤامرة وكيف نُفِّذت؟

عملت بريطانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، في نسج خيوط مؤامرة كبيرة؛ لاستهداف القائد عبد الله أوجلان، حيث تحركتا ضده في التاسع من شهر تشرين الأول من عام 1998، مُبتغيتين من وراء ذلك القضاء على الحركة الكردستانية، وقواها الثورية، فظهرت هذه المؤامرة الدنيئة من خلال الضغط الكبير على القائد، حينما قرر مغادرة المنطقة.

فتوجه القائد أوجلان إلى اليونان، وكان يؤمل من حكوماتها الترحيب، ولكنه فوجئ عندما وصل  المطار، بقرارهم مغادرة اليونان فوراً، فقرر التوجه إلى روسيا الاتحادية، وعلى ما يبدو أن الروس، كانوا شركاء في المؤامرة، فلم يتم استقباله، ليتوجه بعدها إلى إيطاليا، التي تعرضت لضغوطات كبيرة من الاتحاد الأوروبي؛ فاضطرت إلى التخلي عنه، ليعود إلى روسيا، ومن ثم إلى اليونان مرةً أخرى، ومن هنا تبين أن الطرق كلها، سُدَّت في وجه القائد عبد الله أوجلان، فاحتالوا على القائد، وأخبروه أنهم اتفقوا على أن تكون هولندا المكان الآمن له، ولكنهم توجهوا به إلى كينيا، حيث المحطة الأخيرة؛ ليتم اعتقاله، واختطافه من هناك في الخامس عشر من شباط عام 1999.

اختطف القائد أوجلان في العاصمة الكينية، ومن ثم تم تسليمه إلى تركيا، التي نقلته إلى سجن جزيرة إمرالي السيء الصيت، ليكون الخبر كالصاعقة، التي شلت أنحاء العالم كله، وأطلق الكرد على هذا اليوم اسم “اليوم الأسود”، حيث عُدَّ تحولاً في مسيرة النضال الكردية، وفي الخامس عشر من شباط من كل عام، يتم تنظيم الفعاليات، والنشاطات، والمظاهرات، التي تندد، وتستنكر بالمؤامرة الدولية بحق الشعب الكردي، وقائده عبد الله أوجلان.

هل نجحت المؤامرة في تحقيق مبتغاها؟

على الرغم من حجم المؤامرة الكبير، ومشاركة أكثر من عشر دول فيها، لكنها لم تستطع حجب شمس فكر، وفلسفة القائد عن شعبه، الذي ارتبط به بشكل أكبر خلال عملية أسره، ومع أنهم حاولوا قطع صلة الوصل بين القائد وشعبه، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعا، فكبرت حركة التحرر الكردستانية، واستطاعت تحقيق قفزات نوعية في المجالات كافة، وبخاصة أن القائد أوجلان، لم يستسلم لمؤامراتهم الدنيئة، وأفشل خططهم، التي استهدفت فكره الديمقراطي.

ونتيجة المقاومة، وارتباط الشعب الوثيق بالقائد، اضطرت تركيا القبول بمبادرة السلام، التي قدمت الحل للقضية الكردية في تركيا، وفي عام 2015، تخلت دولة الاحتلال التركية عن مبادرة السلام، وبدأت بتنفيذ خططها لضرب، وإبادة الشعب الكردي، فشددت العزلة على القائد من جهة، وأعلنت الحرب على باشور وروج آفا من جهة أخرى.

فالشعب الكردي لم يستسلم، ووقف كالطود الشامخ في وجه الخطط التركية، وناضل بشراسة في سبيل حقوقه، فكانت النتيجة ثورة روج آفا، التي انطلقت من كوباني المقاومة والصمود، لتنتشر في مدن روج آفا كلها، التي استطاعت محاربة الإرهاب، وتحرير شمال وشرق سوريا من مرتزقة داعش، وإرهابهم في سابقة أدهشت العالم.

ثلاثة وعشرون عاماً والكرد يتشبثون بقائدهم

واستمراراً لتحقيق أهداف المؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، وفي الذكرى الواحدة والعشرين، وفي التاريخ نفسه بدأت المؤامرة، ففي التاسع من تشرين الأول 2019، تم الهجوم على سري كانيه، وكري سبي في روج آفا، من قبل دولة الاحتلال التركي، ومرتزقتها، فتم احتلالهما تحت أنظار العالم، الذي لم يتفوه بكلمة استنكار.

ثلاثة وعشرون عاماً على بداية المؤامرة الدولية، ضد القائد أوجلان، ولا زال صامداً، مقاوماً، مفكراً، مناضلاً، يقف كالطود الشامخ في وجه المخططات كلها، التي تستهدف النيل من فكره الحر، وتحاول إرضاخ الشعب الكردي عبر العزلة المشددة، ورفض اللقاءات بين القائد، ومحاميه، وعائلته، ولكن هيهات للعدو ان يحقق غاياته، ويفرض خططه على القائد، والشعب الكردي الصامد، والمقاوم.

واستكمالاً للمؤامرة الدولية، تستمر هجمات الدولة التركية على مناطق الدفاع المشروع، وشنكال ومخمور، وعين عيسى، وتل تمر، ومناطق الشهباء، وديرك، وأخيرا عامودا، وفي الآونة الأخيرة كان المخطط الكبير لإحياء مرتزقة داعش، باقتحام سجن الصناعة بالحسكة، في محاولة لإعادة المنطقة إلى المربع الأول، ولكن المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي، كانوا على الوعد، وأفشلوا المخطط، وسطروا ملاحم جديدة في البطولة والفداء.

والمؤامرة الدولية على القائد عبد الله أوجلان، لن تحقق أهدافها طالما هناك قائد أبى الظلم، والاستعباد، وما زال يقاوم ويناضل، وهناك شعب جعل من القائد ومن فكره منبراً ونوراً ساطعاً، وعاهد على المسير خلفه، لحين الحصول على حريته الجسدية وإطلاق سراحه؛ ليقود سفينة الحرية المنشودة، ويحقق آمال الشعب الكردي والشعوب المظلومة التواقة للحرية كلها.