فريد سعدون: “مبادرة الوحدة الكُردية تحقق مطالب الشعب الكُردي في كل مكان”

أكد الدكتور والأكاديمي الكُردي فريد سعدون أن أي صراع أو خلاف بين القوى السياسية الكُردية وبين الأطراف الكُردية الفاعلة على الأرض؛ ممكن أن يؤدي إلى دمار ما تم تحقيقه من مكتسبات على الأرض، وأشار إلى أنّ مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي؛ إنما بهدف تخديم المنطقة وتحقيق الاستقرار فيها وكذلك تحقيق وحدة الصف الكُردي. وشدد على ضرورة توصل جميع الأطراف الكردية إلى حلّ إيجابي يضمن استقرار المنطقة والتصدي لدولة الاحتلال التركي..

اتفقت تركيا وروسيا على وقف إطلاق النار في الثالث من آذار بإدلب شمال غربي سوريا، في محاولة لتجنب تصعيد كبير، ويستمر الصراع في إدلب. ومن جانب آخر وفي شمال وشرق سوريا، تستمر الاجتماعات واللقاءات بشأن مبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتوحيد الصف الكُردي، بين التحالف والأحزاب الكُردية من طرف وبين قيادة قوات سوريا الديمقراطية والأحزاب الكُردية من طرف آخر.

وقف إطلاق النار في إدلب لن يدوم طويلاً

وفي ظل هذه التطورات الجارية في الشمال والشمال الشرقي من سوريا والمنطقة ككل، كان لـ “خبر24” لقاءً مع الدكتور والأكاديمي الكُردي فريد سعدون الذي أكد على عدم استمرار اتفاقية وقف إطلاق النار طالما الاحتلال التركي موجود في إدلب وعلى الأرض السورية وتابع قائلاً: “كان من المفترض أن تُنفذ بنود اتفاقية سوتشي، واللقاء التركي الروسي منذ عام 2019 في أستانا، وأيضاً سوتشي كانت تنص على أن يكون هناك ممر آمن ضمن محافظة إدلب يوصل حلب باللاذقية ودمشق والتوصل إلى اتفاق لإدارة الطريق إم4 وإم 5. ولكن؛ ذلك الاتفاق لم ينفذ فعندما وقعت الاشتباكات الأخيرة والهجوم على إدلب؛ اضطر الضامن الروسي ومعهم اﻷتراك، إلى التوصل لاتفاق جديد يضمن استقرار الوضع في المنطقة؛ لأن الطرفين كانوا يعتقدون بأن الأوضاع ممكن أن تنجرف إلى حرب طويلة الأمد، تستنفذ جميع الأطراف في محافظة إدلب، وهذا ليس في صالح الجميع، لذلك توصلوا لهذا الاتفاق وأعتقد إنه اتفاق مؤقت لن يدوم طويلاً ما دام الاحتلال التركي موجوداً في إدلب وغيرها من المناطق والأراضي السورية التي تحتلها”.

الحكومة السورية مسؤولة عن حماية أراضيها

وحول موقف الحكومة السورية من تواجد جبهة النصرة وانتشار وتحشد الجيش التركي المحتل في محافظة إدلب أشار سعدون بقوله: “ليس فقط في محافظة إدلب، من المفترض أن الحكومة السورية لا تقبل بانتشار أي نوع من الميليشيات أو المرتزقة على الأراضي السورية وتقوم بمسؤوليتها في الحماية. ولكن؛ كما هو معروف أن جبهة النصرة مصنفة ضمن قوائم الإرهابية العالمية، ويقومون بممارسات غير إنسانية في مناطق انتشارها، وبالتالي ليس هناك أي عاقل يقبل بوجود جبهة النصرة كحاكم مسيطر أو مرتزقة آخرون يسطرون على أي بقعة جغرافية على الأراضي السورية”.

وأشار سعدون إلى استمرار المفاوضات بين الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا وبين الحكومة السورية في دمشق، بالقول: “المباحثات ما زالت مستمرة رغم وجود بعض العراقيل وربما هناك بعض الخلافات في وجهات النظر. ولكن؛ اللقاءات مستمرة، وأعتقد بأن هذه اللقاءات، ستثمر يوماً ما خاصة بأن الأمور تتجه نحو الحل السياسي السلمي، فكان من المفترض في البداية أن يكون هناك حل سياسي سلمي بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية لأن الحل يجب أن يكون سورياً في نهاية الأمر”.

مبادرة مظلوم عبدي تخدم استقرار المنطقة

وأشاد سعدون بمبادرة القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي لتوحيد الصف الكُردي، موضحاً بقوله: نحن ننظر إلى المبادرة بإيجابية، ونعتقد بأن هذه المبادرة جاءت لتخدم المنطقة واستقرار المنطقة ووحدة الصف الكُردي، وتمهد لتحقيق مطالب الشعب الكُردي في سوريا، واستقرار شمال وشرق سوريا بشكل عام”.

ونوه سعدون إلى أن أي صراع وخلاف بين القوى السياسية الكُردية وبين الأطراف الكُردية الفاعلة على الأرض ممكن أن يؤدي إلى دمار ما تم تحقيقه من مكتسبات على الأرض وأردف قائلاً: “لذلك من المفترض أن تتوصل جميع الأطراف الكُردية إلى حل إيجابي؛ يضمن استقرار المنطقة، ويمكن أن يبنى على مبادرة قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، وتكون هي المنطلق والمبدأ للدخول في مثل هذه اللقاءات، وأعتقد بأن اللقاءات الأخيرة كانت ايجابية وتبشر بالخير، ولا بد من نبذ الخلافات والتفكير بالحقوق الثابتة للشعب الكردي”.

وفي نهاية اللقاء؛ أشار الدكتور والأكاديمي الكُردي فريد سعدون إلى مصير “القوات الروسية، الأمريكية، التركية، الإيرانية” في سوريا، مؤكداً بأنه طالما لم يتم التوصل إلى حل سياسي في سوريا، فإن هذه القوات ستبقى متواجدة، وأضاف: “عند التوصل إلى حل سياسي في سوريا، من المفترض ألا تبقى هناك قوات أجنبية على الأراضي السورية وعليها أن تخرج، وأعتقد بأن الطريق ما زال صعباً وشاقاً جداً للتوصل إلى مثل هذا الاتفاق السياسي، وبالتالي ما دام ليس هناك حل سياسي؛ فإن هذه القوات ستكون متواجدة على الأراضي السورية”.