فرن الأحداث الآلي… مشروع تعاوني مميز بمشاركة المرأة فيه

الشهباء/ فريدة عمر –

يسعى مركز الجمعيات التعاونية عفرين والشهباء Navenda Koperatîfa Efrîn û Şehba، لتحقيق الاكتفاء الذاتي ومجابهة الحصار الذي تفرضه حكومة دمشق، متبعاً نظام الاقتصاد الكومينالي التشاركي وتعزيز دور المرأة فيه، وأخر مشاريعه افتتاح فرن آلي في ناحية الأحداث.

وسعياً لتطوير الواقع الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومجابهة حصار حكومة دمشق المستمر منذ عدة أعوام على مقاطعة الشهباء، وكخطوة أولى وفريدة من نوعها، أسست هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين، في بداية شهر كانون الثاني 2023، مركز الجمعيات التعاونية عفرين والشهباء.

ويهدف مركز الجمعيات التعاونية، إلى تعزيز العمل التعاوني وتأمين فرص عمل للعائلات المعدومة مادياً، عن طريق تقديم عدة مشاريع، كان أبرزها المشاريع الزراعية، إلا أنها تضم مشاريع  زراعية، ثروة حيوانية، وصناعية، وتعمل على دعمهم حسب الإمكانيات المتوفرة.

حيث افتتحت بتاريخ السابع من شهر آذار المنصرم، فرن آلي في ناحية الأحداث، وذلك يُعد من أولى خطوات مكتب الجمعيات التعاونية لتطوير المشاريع الصناعية.

المشاريع التعاونية خطوة لمجابهة الحصار

وبهذا الصدد، أشار لصحيفتنا الرئيس المشترك لمكتب الجمعيات التعاونية في مقاطعة عفرين والشهباء “يحيى محمد“، بأن المشاريع التعاونية تعد خطوة مهمة لتخفيف تداعيات الحصار: “تشهد مقاطعة الشهباء منذ أعوام متواصلة، حصارا خانقاً من قبل حكومة دمشق، والذي أثر بشكلٍ كبير على كافة الجوانب الحياتية في المقاطعة، حيث ذلك يؤثر على حركة الأسواق وازدياد الأسعار، نتيجة عدم السماح بدخول المواد إليها. إلى جانب ذلك مقاطعة الشهباء تُعرف بمساحاتها الزراعية وجودة محاصيلها، إلى أنه كان لا بد من تحسين الواقع الزراعي لتعزيز الاكتفاء الذاتي في المقاطعة ومجابهة ظروف الحصار، وكانت فكرة المشاريع التعاونية من أبرزها، عبر العديد من المشاريع التي تم تطويرها وأبرزها المشاريع الزراعية”.

وأضاف محمد، بأن هذه المشاريع كانت فرصة جيدة لتوفير فرص العمل للأيدي العاملة: “استمرار الحصار دفع المنطقة وسكانها إلى العيش ضمن ظروف صعبة ومعاناة عديدة، في تأمين أبسط مستلزمات العيش، وخصوصاً بأن المنطقة تحتوي الكم الهائل من مهجري عفرين الذين هُجِّروا قسراً من مدينتهم إبّان احتلالها، ويعيش معظمهم في المخيمات، وأغلبهم عائلات معدومة مادياً، لذلك حاولنا قدر الإمكان من العمل لاستفادة هذه العوائل من المشاريع”.

تعزيز العمل التعاوني

وأكد محمد، بأن هذه المشاريع خطوة لتعزيز العمل التعاوني بين الأهالي: “إن الأهم من كل ذلك، لا حظنا خلال تقديم هذه المشاريع، هناك قبول للأهالي للعمل معاً، حيث أنه ضمن المشاريع التعاونية، يستفيد من كل مشروع أكثر من عائلة، وذلك يعمل على تعزيز المحبة وأهمية الاقتصاد الكومينالي والعمل التعاوني، والتكاتف لمجابهة المصاعب”.

الفرن الآلي… أول خطوة للمشاريع الصناعية

ونوه يحيى محمد في ختام حديثه، إلى سعيهم لتطوير المشاريع الصناعية: “إن عمل مكتب الجمعيات التعاونية يُقسم إلى ثلاثة أقسام وهي المشاريع الزراعية والثروة الحيوانية والصناعية، في بداية العمل عليها كانت الأهمية للمشاريع الزراعية نظراً لاحتياج المنطقة وتوفر مساحات واسعة فيها، إلا أننا نسعى لتطوير الأقسام الأخرى، حيث وبتاريخ السابع من آذار المنصرم تم افتتاح فرن آلي في ناحية الأحداث كأول خطوة لتطوير المشاريع الصناعية، وتلبية احتياجات الأهالي من مادة الخبز”.

المرأة بين إثبات دورها وتحقيق دخلها المستقل

من جانب آخر، تحدثت الإدارية في فرن الأحداث “زينب مراد“، حول أهمية وعمل الفرن الآلي: “إن فرن الأحداث افتُتِح بجهود من مكتب المشاريع التعاونية في مقاطعة عفرين والشهباء، حيث يعمل الفرن لمدة خمس ساعات يومياً، بمعدل 3000 ربطة خبز، ويغطي قريتين، فيما يعمل فيه 18 عاملاً بينهم ست نساء، ويستفيد منها ما يقارب 16 عائلة معدومة”.

ونوهت زينب في ختام حديثها، إلى دور المرأة العاملة وسعيها لتحقيق دخلها المستقل: “إن تجربة عمل النساء في الفرن الآلي يعد التجربة الأولى لنا في مقاطعتنا، حيث أن المرأة ضمن هذا الفرن تتولى الأعمال الأساسية من الإدارة وصولاً إلى المحاسبة المالية إضافةً إلى العمل في صنع الخبز وإنتاجه، وتعد هذه الخطوة عمل هام في مجال السعي لإثبات دور المرأة في كافة جوانب المجتمع وتحقيق اقتصادها المستقل”.

والجدير ذكره، بأن مكتب المشاريع التعاونية لمقاطعة عفرين والشهباء أنجزت منذ تشكيلها أكثر من 260 مشروع زراعي من ضمنها عدد من المشاريع الخاصة بالمرأة.