حاجة المزارعين إلى الطاقة البديلة رحمة

محمد سعيد_

لم يتغير واقع الفلاحين كثيراً عن الموسم الماضي، وإنما زادت متاعبهم من جهة عدم توافر الطاقة الكهربائية لتشغيل مشاريعهم الزراعية، وكذلك قلة المشتقات النفطية وارتفاع ثمنها وعدم توفرها في الوقت اللازم، وارتفاع تكاليف صيانة المحركات ورداءة قطع التبديل وغيرها من الأسباب التي يطول ذكرها وشرحها.

حذا بهم ذلك إلى البحث عن حلول بديلة أكثر فاعلية لري مزروعاتهم ـ بالرغم من وفرة الأمطار هذا العام ـ إلا أنهم سيظلون بحاجة لرية أو ريتين للحصول على إنتاج جيد وغلة وفيرة، وكانت هناك عدة طرق فمنهم من أوقف تشغيل مشروعه الزراعي والاعتماد على الزراعة البعلية وقطعاً هذا ليس بالحل المناسب لهم ولا للمجتمع والاقتصاد المحلي ولكن ليس باليد حيلة كما يقولون.

ومنهم من يملك القوة المادية وحول طريقة التشغيل إلى الطاقة الشمسية وركب المنظومة التي تعتبر باهظة الكلفة المبدئية، ولكن تعتبر كلفة زهيدة مع الزمن، ناهيك عن الأثر البيئي التراكمي الغير ملحوظ بداية الأمر، ولكن حتماً بأن كل مشروع يتحول تشغيله من الطريقة التي تعتمد على المشتقات النفطية إلى الطاقة النظيفة سيكون له أثر واضح على البيئة وتحسّن المناخ والتخفيف من تلوث الهواء والأهم قدرة المزارع على الاستفادة من هذه المنظومة خلال فصل الصيف الطويل نسبياً في منطقتنا والنهار الطويل الذي ترتفع معه ساعات التشغيل، مما يسمح بري المحاصيل لفترة طويلة خلال اليوم والحصول على معدل ري مثالي وخاصةً للمحاصيل الصيفية، حيث يكون طول النهار هو الأكبر خلال العام، ناهيك عن قلة الأعطال ومن الممكن ندرتها في حال كان التركيب جيد والألواح والمعدات ذات نوعيات جيدة ومضمونة…

والجدير بالذكر بأن هذا التوجه إلى الطاقة الشمسية لم يكن ثقافة بيئية، ولكن كان بديل مناسب للمزارعين للتخلّص من التكاليف الباهظة وندرة المشتقات النفطية وارتفاع تكاليف الصيانة والتخلص من الواقع الصعب الذي يعيشه المزارع في ظل الوضع الراهن، حيث الحلول تأتي ضعيفة ولا تسد الحاجة الفعلية للمزارع،  مما جعله يفكر بطريقة تجعله مكتفي ذاتياً بالاعتماد على الطاقة النظيفة، وهذا الأمر كان له أثر كبير على الواقع البيئي الذي يعتبر هو المستفيد الأكبر في ظل هذا التوجه الكبير في الاعتماد على الطاقة الشمسية في المشاريع الزراعية وأيضاً هناك فائدة اقتصادية ألا وهي قلة الضغط على المشتقات النفطية والحاجة إليها في تشغيل هذه المشاريع