مشروع عُماني طموح لإنشاء مرفأ أخضر يزوّد السفن بالغاز

وضعت سلطنة عمان قدماً نحو تجسيد استراتيجيتها في قطاع الغاز وأيضاً تعزيز قدرات موانئها بميزات إضافية بغية إدخالها المنافسة في خدمة تزويد السفن بالوقود مع البوابات التجارية البحرية الإقليمية.

وأبرم ميناء صحار والمنطقة الحرة يوم الأحد 28 نيسان الجاري اتفاقية حق انتفاع من الباطن مع شركة مرسى للغاز، وهي كيان مشترك بين مجموعة أوكيو العمانية الحكومية وتوتال أنيرجيز الفرنسية، بهدف إنشاء مرفأ لتزويد السفن بالغاز الأول من نوعه في الشرق الأوسط.

ويُعدُّ هذا التعاون الأحدث في قائمة الشراكات التي تُبرِمها إدارة الميناء من أجل تلبية المتطلبات المختلفة لهذا القطاع المهم، وتعزيز كفاءة وجودة عملياته المختلفة، مما يجعله في طليعة مشاريع البنية الأساسية اللوجستية العصرية بالبلاد.

ومن المتوقع أن يعزز المشروع مكانة الميناء الواقع بمدينة شمال الباطنة والمنطقة الحرة كمركز رئيس للتجارة البحرية، والشحن على الصعيدين المحلي والعالمي، كما يدعم استدامة صناعة الشحن البحري وخفض الانبعاثات الضارة وتحقيق التوازن البيئي.

ويُمثل المرفأ، الذي يعمل بالكهرباء المولدة من الألواح الشمسية بالكامل، خطوة محورية لتعزيز استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة في القطاع البحري، وبإجمالي استثمار يُقدّر بنحو 1.6 مليار دولار وعلى مساحة تبلغ 44.5 هكتار.

وقال رئيس مجلس إدارة ميناء صحار الصناعي عبد الله الجابري إن “المشروع يعتبر خطوة مهمة في مجال الابتكار والاستدامة لتزويد السفن بالغاز المُسال، ما يجعل السلطنة مركزاً للتزوّد بخدمات الطاقة النظيفة والغاز”.

وأشار في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء العمانية الرسمية إلى أنَّه من المتوقع أن تصل فترة تنفيذ المشروع إلى ما بين ثلاثة وأربعة سنوات، لكنه لم يذكر كلفة تشييده.

وأكد إيميل هوخستيدن، الرئيس التنفيذي لميناء صحار، أن المشروع يمثل قفزة نوعية نحو تطبيق الابتكار في قطاع الشحن البحري، مُشيراً إلى أنَّه يعكس التزاماً بتحقيق التنمية المستدامة وتسريع جهود السلطنة نحو تحقيق الحياد الصفري الكربوني.

ويتضمن المشروع إنشاء محطة لتسييل الغاز الطبيعي في ميناء صحار بطاقة استيعابية تبلغ مليون طن سنوياً. وبموجب الاتفاقية ستستقبل محطة مرسى للغاز نحو 150 مليون قدم مكعب يومياً، تأتي من حصة الشركة، البالغة 33.19 في المئة في حقل مبروك الشمالي الشرقي بمنطقة الامتياز البرية رقم 10.

وبدأ الإنتاج في حقل مبروك في كانون الثاني/ يناير العام الماضي، قبل أن يصل إلى مرحلة الاستقرار خلال الشهر الجاري.

ومن المتوقع أن يبدأ المشروع الإنتاج بحلول الربع الأول من 2028، مع التركيز على سوق الوقود البحري. ومن المقرر بناء محطة للطاقة الشمسية لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل محطة التسييل بالكامل.

وقال سيرجيو جيورجي المدير العام لشركة توتال والرئيس التنفيذي المؤقت لشركة مرسى إن “المشروع سيبني حلولاً مستدامة تضمن تحقيق عوائد بيئية واقتصادية، ويُعدُّ خطوة مهمة لدعم الابتكار والاستدامة في هذا المجال”.

وتضع الحكومة تحقيق التنمية المستدامة وتسخير أحدث التقنيات في مقدمة أولوياتها من أجل دعم مسيرة التنويع الاقتصادي المرسومة في رؤية 2040 مع الاهتمام بكثافة في صناعة الغاز بما يحقق لها عوائد إضافية.

وفي خِضم هذا المسار، وقّعت شركة أبراج لخدمات الطاقة العمانية بالتزامن مع مشروع مرفأ صحار اتفاقاً مع مجموعة سوناطراك الجزائرية، لاستكشاف فرص جديدة للتعاون وأعمال مشتركة في قطاع خدمات حقول النفط والغاز وإدارة المشاريع بين البلدين.

ويعكس توقيع مُذكرة التفاهم التزام الشركتين وسعيهم إلى الاستفادة المتبادلة من الإمكانات والقدرات والخبرات المشتركة في قطاع خدمات النفط والغاز بين البلدين.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة أبراج سيف الحمحمي إن “الاتفاقية تُمثّل خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين سلطنة عُمان والجزائر في قطاعي النفط والغاز، كما يعكس الشراكة والالتزام بالاستفادة من القدرات والخبرات لتعزيز فرص العمل المشتركة”.

من جانبه، أوضح رشيد حشيشي الرئيس التنفيذي لسوناطراك أن “المذكرة تُبشّر ببدء فصل جديد في مسيرة التعاون المشترك، وتُعد جسراً يربط بين الخبرات والكفاءات والحلول التنافسية التي تمتلكها الشركتان بهدف ريادة الابتكار والتميّز في صناعة النفط والغاز”.

وكانت الشركة العمانية للغاز قد أبرمت مع توتال أنيرجيز، إحدى المساهمين فيها بحصة تبلغ 5.54 في المئة، الأسبوع الماضي اتفاقية بيع وشراء 800 ألف طن سنوياً من الغاز المسال لمدة عشر سنوات.

وقبل أيام من ذلك، وقّعت الشركة اتفاقية مع شركة بوتاش تحصل بموجبها الشركة التركية على نحو مليون طن سنوياً من الغاز المسال على مدى عشر سنوات تبدأ من العام المقبل

كما وقّعت الشركة العمانية الحكومية اتفاقية مدتها عشر سنوات مع عملاق الطاقة شركة شل لتوريد 1.6 مليون طن سنوياً اعتباراً من العام ذاته.